مقالات

د.محمد حبش- ستون عاما من النكبة ستون عاماً من المقاومة 16/5/2008

كان هذه هو عنوان المؤتمر الدولي للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية الذي ينعقد اليوم في بلجيكا عاصمة الاتحاد الأوروبي، وفيه كانت المشاركة العربية صورة واضحة للعمل المشترك، حيث يلتقي الشرفاء من أبناء الأمة في منبر دولي مؤثر في قلب القارة العجوز في محاولة لإسماع صوتنا للعالم، وشرح معاناة شعبنا الفلسطيني المقهور.
شهد العالم احتلالات كثيرة وحروباً كثيرة، ولكن منذ مائتي عام على أقل تقدير لا يوجد في تاريح العالم ماساة احتلال كتلك التي كابدها شعب فلسطين وعانى منها خلال الأعوام الستين المنصرمة، حيث كان الشعب الفلسطيني ينطلق من مخيم إلى مخيم ومن شتات إلى شتات ويتوالى حكام العالم تقديم الوعود المعسولة للشعب المذبوح وهو ينطلق هائماً على وجهه بين أركان الدنيا الأربعة.
تعودنا أن نتحدث عن مأساة النكبة في إعلامنا العربي وفي مساجدنا ومهرجاناتنا وأحزاننا وأفراحنا ولكن ذلك كله لم يبلغ مسمع العالم، فنحن في الواقع نتحدث مع أنقسنا وربما كانت هي إحدى اللقاءات النادرة التي نتحدث فيها مع العالم من منابره الكبيرة والمؤثرة، هكذا على الأقل كانت آمالنا ونحن نتحرك صوب المدينة الغافية النائمة بروكسل التي وجدت نفسها في غفلة من الدهر عاصمة أكبر تجربة وحدوية في التاريخ.
كانت الآمال تغالبنا ونحن نرى المشهد الحضاري الأوروبي بعد سلسلة من الحروب الدموية التي طبعت تاريخ القارة خلال القرون الأخيرة ولكنها تمكنت من القيام والنهوض، حين اتفقت على حل واحد يربح فيه الجميع ولا يخسر أحد أسمته الاتحاد الأوروبي.
يا رب هبت شعوب من منيتها واستيقظت أمم من رقدة العدم
كان المؤلم أن البرلمانيين البلجيك والأوربيين يشاركون في هذا المؤتمر الدولي ويتحدثون في منتهى الحماس والمسؤولية في حين أن مشاركة السفراء العرب اقتصرت على سوريا والجزائر، أما السفير الفلسطيني نفسه فلم ير في المؤتمر ما يعنيه أو يعني أياً من أركان سفارته للمشاركة في لقاء كهذا تحتشد فيه الأمم للدفاع عن فلسطين!!
اليوم سيجتمع في فلسطين المحتلة أكثر من أربعين زعيماً عالمياً على رأسهم الرئيس الأمريكي بوش ليكونوا شهداء على أكبر نكبة إنسانية يعانيها شعب في الأرض، في يوم سماه الإسرائيليون يوم الاستقلال!! وأخشى ما أخشاه أن يكون بين المشاركين عدد من زعماء العرب لأن النكبة لم تعد هذه الأيام فرحاً إسرائيليا بل أصبح بعض نشامى العرب يشاركون الجار الإسرئيلي أفراحه وأتراحه وأحزانه وأعراسه سواء في قاعات تل أبيب أو قاعات العواصم العربية المعتدلة!!
هل يشعر العالم بالنكبة؟
أما العلم والخبر فلا شك أنه وصل إلى العالم سواء بريشة ناجي العلي أو بخطاب أبو عمار في الأمم المتحدة أو في أيام ميونيخ الواحدة والعشرون أو بالوسائل الأخرى التي لم تتوقف منذ ستين عاماً، ولكن هل شاركنا هذا العالم في مآسينا؟
ولكن هل المسألة محض علم وخبر؟
في قراءة من العقل الأوروبي ستدرك تماماً أن الفلسفة البطش النيتشوية فلسفة السوبرمان الذي يجب عليه بناء حضارته بلغة القوة والبطش ولو على جثث المقهورين من شعرب الأرض، وهناك ألف جهة في العالم ستسأل عن المعاناة الإسرائيلية ولكن الذين يسألون عن العناء الفلسطيني لم يزالوا اليوم نذراً يسيراً عبر عنهم النبي دانيال بقوله: يا لهفي على زمان بفتقد فيه الصالحون فلا يوجدون إلا كما توجد السنبلة في إثر الحاصد أو كخصلة العنب في إثر القاطف.
كارتر قد يكون أكبر الأسماء اليوم في عالم حقوق الإنسان إنه الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بحديث حقوق الشعوب المستضعفة، وحين قرر المجيء إلى الشرق الأوسط للقاء قادة حماس كان يواجه عاصقة من الصخب الإعلامي والسياسي في أمريكا وحتى يتجاوز العاصفة جعل لرحلته إذن هدفين اثنين الأول هو لقاء قادة حماس، والثاني هو لقاء أسرة الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شاميط!! أما أحد عشر ألف معتقل فلسطيني على رأسهم رئيس البرلمان ومعه سبعة وأربعون نائباً قلسطينياً وعدد من الوزراء الفلسطينيين فلم يتمكن حتى من السؤال عنهم!! على كل حال كتر خيره، فزعماء العرب أنفسهم حين يفاوضون الإسرائيلي لا يحرجونه أو يكدرون مجالسهم معه بهذه القضايا الثانوية!!
لماذا يكون الاهتمام العالمي بجلعاد شاميط أكبر من الاهتمام بأحد عشر ألف فلسطيني في سجون الاحتلال؟ أشعر بالحزن حين أقول لك إن المسألة مبنية بشكل من الأشكال على جذور دينية لاهوتية أسطورية، ترتكز على فكرة شعب الله المختار وهي فكرة أسقطتها الديمقراطيات الدحيثة على الورق ولكنها لا تزال بأمانة ترسم صورة السياسات الغربية مع العرب وإسرائيل بشكل ينفلق منه العقل! إنها في العمق قراءة لثقافة تكرس التمييز بين أولاد الست وأولاد الجارية، وهي حكاية عجائز عن سارة وهاجر، ولكنها في العمق لا زالت حتى اليوم تشكل المسار المجهول في العقل الأمريكي الذي يتعاطى مع القضية الفلسطينية بهذا الانحياز الأعمى وهو ما يتواتر في التصريخ به الثلاثي الأمريكي في سباقه إلى البيت الأبيض
ولكنني أشعر بالحزن أكثر حين أجد أن هذا الأمر ليس أولوية لدى المفاوض العربي نفسه، وقديماً قالوا: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
ترتكز السياسة الأمريكية للأسف على منطق أن هناك شعباً زائداً في الشرق الأوسط، على أساس أن الشرق الأوسط فيه أربعة دول وخمسة شعوب الأردن وإسرائيل ولبنان وسوريا، وهكذا يبدو الشعب الفلسطيني شعباً زائداً في المعادلة الأمريكية وعلينا أن نوفر لهذا الشعب ملاذاً أمناً في تشيلي أو الميانمار أو الأكوادور لتنتهي معاناته حين يذوب بين شعوب الأرض.
كان نداء بلجيكا صوتا صارخاُ في برية القارة القديمة، وكان مناسبة لنستمع من خلالها لأصوات صارخة في برية العقل الأوروبي، تقوم بواجب الدفاع عن المستضعقين في الأرض وتؤدي رسالتها بشرف وأمانة، ومع أنها لم تسمع العالم كما ينبغي، ولا أشك أبداً أن وقعها في الإعلام العالمي لن يقارن أبداً بمشهد الاحتفال العالمي في يوم النكبة في إسرائيل، ولكن:
شرف الوثبة أن ترضي العلا غلب الواثب أم لم يغلب

فتاوى:

هل يجوز دفع الزكاة في حقل التعليم؟
دفع الزكاة في التعليم يعتبر من أبر مصارف الإنفاق التي أذن بها الله تعالى ورضيها، وهي مشمولة في قوله تعالى: وفي سبيل الله وهو المصرف الثامن من مصارف الزكاة التي أذن بها الله تعالى، ولا شك أن التعليم المقصود هنا هو كل ما تحتاجه الأمة في دينها ودنياها، والعلوم كلها عند الله تعالى محل قبول طالما عادت على الناس بالنفع والخير، وأما تقسيم العلوم إلى شرعية وكونية فهذا تقسيم محدث، بل كل العلوم شرعية ونافعة طالما عادت على الناس بالخير.

هل يجوز تعلم السحر، وما صحة القول تعلموا السحر ولا تعملوا به؟
السحر حرام شرعاً، لا يحل تعلمه ولا تعليمه لأنه شعوذة وتخييل وكذب، قال الإمام أبو حنيفة لا حقيقة للسحر عندي، وقال الشافعي السحر وسوسة وأمراض، وأما الكلمة الشائعة تعلموا السحر ولا تعملوا به فهو حكمة يونانية وليس لها أي سند صحيح إلى رسول الله.
ولا بد من الإشارة إلى ما كثر ظهوره اليوم على هذه الشاشات الفضائية من ظهور الشيوخ الذين يعالجون بالتمائم والرقى والتعاويذ بأن ذلك يستوجب الإنكار من أهل العلم لأنه يصد عما أمر به الله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: تداووا يا عباد الله فإن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء إلا الموت.
وأيضاً فإن القرآن إنما يكون شفاء ورحمة حين يقرؤه المؤمن معتقداً منيباً إلى الله، وليس عندما يقرؤه له من لا يعرفه ولا يثق بعلمه أو دينه، وهو ليس بديلاً عن الطب الشرعي الذي جمعه العلماء في أبواب خاصة من العلم تحت عنوان الطب النبوي، والخلاصة فإن التداوي بالقرآن هو لون من الطب النفسي الذي يحقق طمأنينة القلب ولكنه ليس بديلاً عن الطب المأمور به شرعاً.

تمكنت من مساعدة قريب لي كان له دور متأخر في السكن الشبابي فبدلت له رقمه بحكم عملي الوظيفي بحيث أصبح أقرب للأرقام الأولى فهل لي أجر في ذلك؟
بل عليك إثم في هذا، وهذا ليس عملاً في المعروف بل هو إثم وظلم، فإنك لم تمنحه دوراً متقدماً إلا بعد أن حجبت الدور عن صاحب الحق الذي يستحق، وهذا إثم وظلم، وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، وليس الإحسان إلى الناس بالإساءة إلى آخرين، بل هي حقوق متقاطعة ، وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.

من أخبارنا:
د.حبش ينتخب عضواً في الهيئة التنفيذية للرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية
انتخب الدكتور محمد حبش مدير مركز الدراسات الإسلامية عضواً قيادياً في الهيسئة التنفيذية للرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية، وذلك في الانتخابات التي جرت في بروكسل أول من أمس، وشارك فيها نحو مائة وخمسين برلمانياً من مختلف أنحاء العالم.
وينتظر أن تقوم الرابطة بدور دولي هام في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المنابر العالمية، وشرح خطورة ما يمارسه الاحتلال في فلسطين والجولان.

مفتي حلب في كتاب فكر ومنبر
أصدر الشيخ الدكتور محمود عكام مفتي حلب مجموعة هامة من خطبه ودروسه ولقاءاته العلمية في كتاب أسماه فكر ومنبر، وقد اجتهد الناشر أن يرصد ما ثدمه الشيخ محمود عكام من أعمال علمية خلال نشاكه العلمي، وإظهار الفكر التجديدي المتنور الذي طرحه الشيخ عكام خلال تجربته الطويلة في خدمة الخطاب الإسلامي.
ويعتبر الكتاب جزءاً من سلسلة علمية قدمها الشيخ عكام للمكتبة الإسلامية
يذكر أن الشيخ عكام يتولى حالياً وظيفة مفتي حلب مع سماحة المفتي الشيخ ابراهيم سلقيني، ويقوم على رعاية مجموعة متميزة من طلبة العلم في حلب، كما يقوم بالخطابة في جامع التوحيد في حلب.

التكفير والتفكير
في إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية أصدر الشيخ إحسان بعدراني كتابه التفكير والتكفير تناول فيه ظواهر هامة في المجتمع الإسلامي من سيطرة الفكر المتشدد وقيام بعض المتشددين بإطلاق فتاوى التكفير ضد كا من يخالف في الرأي، ويتميز الكتاب بالجرأة والوضوح، كما يتناول عدة حوارات شخصية حاول من خلالها المؤلف أن يحدد ضوابط التفكير ومخاطر التكفير في المجتمع الإسلامي.
وألقى الشيخ المسؤولية على من يقومون برعاية الخطاب الإسلامي في نشر ثقافة التشدد التي تقود إلى التكفير.

ندوة العلماء في سلسلة جديدة حول أعلام التجديد الإسلامي
أطلقت ندوة العلماء بدمشق سلسلة كتب جديدة تهدف إلى التعريف بأهم رجال التنوير الإسلامي في سوريا والتعريف بكتبهم ودراساتهم وأعمالهم.
وأصدرت الندوة بشكل خاص عشرة أعمال جديدة للشيخ أحمد كفتارو عليه رحمة الله توضح كثيراً من معالم سيرته في الدعوة إلى الله والتعريف يقيم الإسلام في المحبة والرحمة والتسامح.
وتعتمد الندوة على عدد من علماء الشريعة في تقديم صورة عن الإسلام المتنور الملتزم بثوابت الشريعة الغراء.

فرفور والبزم في أمريكا
غادر إلى أمريكا كل من الشيخ عبد الفتاح البزم مفتي دمشق والشيخ حسام فرفور رئيس قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي وذلك بدعوة من جامعة هارتفرد الأمريكية يلقي خلالها الشيخان عدداً من المحاضرات العلمية والدعوية، كما يلتثيان الجالية العربية والإسلامية في أمريكا.
كما تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون مع الجامعة المذكورة في إطار أعداد الدراسات الإسلامية وحوار الحضارات.
يذكر أن جامعة هارتفرد شاركت في مؤتمرين علميين في سوريا عقدا برعاية وزارة الأوقاف خلال العامين الماضيين.

Related posts

د. محمد حبش- ابن تيمية وابن عربي… حكاية من دمشق 12/1/2007

drmohammad

الإعدام… أوقفوا ثقافة الموت

drmohammad

د.محمد حبش- صندوق النفقة…. محاولة لرفع العناء عن المطلقات 10/4/0229

drmohammad

Leave a Comment