Uncategorized

كفاح قلم…الأعمال العلمية المنشورة للدكتور محمد حبش…

 

مشوار في عالم المعرفة والتجديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أنـا ماضيــك الذي تذخــــــــــــــــره ثورتي البيضاء في أرض الحجاز

بيــــــــــــــــــد قل لي أينــه مستقبـــــــــــــلك؟ بيـــــــــــــــــــد قل لي أين منهـــا ثورتك؟
أنــــــــــــــا كالمرآة في سيــارتـــــــــــــك
بيد لا يكفيـك ماض آفــل
إن تراني تبصر المــــــــــــــــــــــــــــاضي وراءك
إنمــــــــــا دربــــــــــك أبصره أمـــــــــــــــــــــــــــامـــك

لكي يكون الإسلام رسالة تجديد ونور
علينا أن نأخذ من تراث الآباء الجذوة وليس الرماد

يتبنى الدكتور محمد حبش مشروع التجديد الديني، ويعتبر امتداداً لمدرسة الشيخ محمد عبده، وصيحات الكواكبي والأفغاني ومحمد إقبال ومالك بن نبي وجودت سعيد.
نشأ الدكتور حبش في مدرسة عمِّه الشيخ أحمد كفتارو، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد سكر، ثم شارك في العمل العام واعظاً وخطيباً وإماماً، ثم مؤسساً ومديراً لمعاهد القرآن الكريم في سوريا، ومارس التأليف والشعر والكتابة، وحصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة القرآن الكريم بالخرطوم بإشراف الدكتور العلامة وهبة الزحيلي والدكتور العلامة محمد علي الإمام.
انخرط في العمل السياسي وانتخب مرتين نائباً مستقلاً في مجلس الشعب السوري عن مدينة دمشق، كما انتخب خمس مرات عضواً في هيئة رئاسة المجلس، كما انتخب مرتين رئيساً لجمعية علماء الشريعة في دمشق، كما انتخب أميناً لرابطة كتاب التجديد في القاهرة.
جمعية علماء الشريعة
تعتبر جمعية أرباب الشعائر الدينية التي سميت فيما بعد جمعية علماء الشريعة الجمعية الوحيدة في دمشق المتخصصة برعاية الفقهاء والأئمة والخطباء، وقد تأسست قبل خمسين عاماً على يد الشيخ أبو الخير الميداني والشيخ حسن حبنكة وجاءت استكمالاً لنشاط الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ علي الدقر في جامع تنكز وسط العاصمة دمشق على أرض واسعة تضم مدرسة ومسجداً وسوقاً تجارياً، وشهدت أدواراً قيادية في عهد الديمقراطيات حيث كانت تعتبر مركز نشاط الحركة الإسلامية في سوريا.
ولكن الجمعية تعرضت لتهميش كبير منذ بداية عهد البعث، واعتقل عدد من قياداتها، وضمر دورها، واقتصرت على أداء خدمات معيشية لرجال الدين.
وفي عام 2004 رغب أعضاء مجلس الإدارة من الفقهاء الذين تقدموا في السن إلى الدكتور محمد حبش ان يتقدم للترشح لرئاسة الجمعية، وتم اختياره رئيساً للجمعية، ثم جدد انتخابه مرة أخرى عام 2007 وانطلقت الجمعية في دور ريادي يتناسب مع تاريخها، واختارت اسم جمعية علماء الشريعة، وضمت عدداً كبيراً من العلماء، وصارت مركزاً للعمل الإسلامي، وحققت حضوراً كبيراً على الساحة الدينية في سوريا، وأطلقت لجنة الإخاء الديني، ولجنة العمل الإسلامي المسيحي المشترك، وجمعت شيوخاً وقساوسة، وعمائم بيضاء وعمائم سوداء، ولكن هذه الصحوة لم ترق للنظام الاستبدادي الذي رأى فيها منبراً للدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وتعزيزاً لدور المجتمع المدني وإحياء لدور الإيمان في الحياة، فقام بإلغائها بقرار استبدادي غير قانوني دون إبداء الأسباب
جمعية علماء الشريعة
تعتبر جمعية أرباب الشعائر الدينية التي سميت فيما بعد جمعية علماء الشريعة الجمعية الوحيدة في دمشق المتخصصة برعاية الفقهاء والأئمة والخطباء، وقد تأسست قبل خمسين عاماً على يد الشيخ أبو الخير الميداني والشيخ حسن حبنكة وجاءت استكمالاً لنشاط الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ علي الدقر في جامع تنكز وسط العاصمة دمشق على أرض واسعة تضم مدرسة ومسجداً وسوقاً تجارياً، وشهدت أدواراً قيادية في عهد الديمقراطيات حيث كانت تعتبر مركز نشاط الحركة الإسلامية في سوريا.
ولكن الجمعية تعرضت لتهميش كبير منذ بداية عهد البعث، واعتقل عدد من قياداتها، وضمر دورها، واقتصرت على أداء خدمات معيشية لرجال الدين.
وفي عام 2004 رغب أعضاء مجلس الإدارة من الفقهاء الذين تقدموا في السن إلى الدكتور محمد حبش ان يتقدم للترشح لرئاسة الجمعية، وتم اختياره رئيساً للجمعية، ثم جدد انتخابه مرة أخرى عام 2007 وانطلقت الجمعية في دور ريادي يتناسب مع تاريخها، واختارت اسم جمعية علماء الشريعة، وضمت عدداً كبيراً من العلماء، وصارت مركزاً للعمل الإسلامي، وحققت حضوراً كبيراً على الساحة الدينية في سوريا، وأطلقت لجنة الإخاء الديني، ولجنة العمل الإسلامي المسيحي المشترك، وجمعت شيوخاً وقساوسة، وعمائم بيضاء وعمائم سوداء، ولكن هذه الصحوة لم ترق للنظام الاستبدادي الذي رأى فيها منبراً للدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وتعزيزاً لدور المجتمع المدني وإحياء لدور الإيمان في الحياة، فقام بإلغائها بقرار استبدادي غير قانوني دون إبداء الأسباب

تبنى في البرلمان عدداً من القضايا التشريعية والقانونية ومنها قانون الجنسية للأم السورية، وقانون الحضانة، وقانون تحسين رواتب الموظفين الدينيين، كما نجح في منع ظاهرة الإعلان عن الفحشاء في سوريا، كما كان النائب الوحيد الذي طالب بإلغاء قانون إعدام الإخوان المسلمين، كما طالب بإلغاء قوانين الطوارئ وسيطرة الحزب الواحد ورفع القبضة الأمنية للمخابرات والأمن على حياة الناس.
تم اختياره عضواً في اتحاد الكتاب العرب، وعضو شرف في هيئة المخترعين السوريين، وعضو شرف في اتحاد الصحفيين، وعضو مجلس الأمناء في جامعة الجزيرة، ونائب رئيس المنتدى العالمي للوسطية، وسفيراً للسلام في منظمة UPF الدولية، وعضواً في منظمة أديان من أجل السلام ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وعضو مجلس الأمناء في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، ونائباً لرئيس الجمعية السورية الفلسطينية لحق العودة، وعضوا مؤسساً في شبكة الديمقراطيين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للبرلمانيين المدافعين عن فلسطين.
كما حاضر الدكتور حبش في جامعات أوربية كثيرة أهمها جامعة هلسنكي وجامعة استوكهولم ولوند وفاكسهو في السويد ومعهد ليوبولدسكرون في سالزبورغ بالنمسا وجامعة كرايوفا في رومانيا، وجامعة الحب والسلام في كيوتو باليابان وكذلك الجامعة الكاثوليكية في واشنطن، وأخيراً جامعة ابو ظبي في الإمارات.
وفي عام 2010 أعلنت جامعة كرايوفا، أعرق الجامعات الرومانية أن رتبة دكتوراه الشرف التي تمنحها الجامعة كل عامين مرة واحدة قد خصصت للدكتور محمد حبش تقديراً لبحوثه ونشاطه في حوار الأديان وبشكل خاص كتابه سيرة رسول الله، وقد قامت الجامعة بترجمته للرومانية واعتبر مقرراً على طلبة كليات اللاهوت في الجامعة، حيث تم تسليم الدرجة العلمية الفريدة في القاعة الزرقاء بالجامعة في حفل رسمي كبير.
مع بداية الثورة في سوريا أعلن الدكتور حبش مواقف واضحة ضد سلوك الأمن والمخابرات في القمع والاعتقال التعسفي، وأعلن مرات عديدة أنه لن يدافع عن قاتل.
أطلق الدكتور حبش مبادرته الشهيرة في سوريا تحت عنوان الطريق الثالث، بهدف جمع السوريين إلى موائد الحوار، وإنجاز العدالة والمصالحة، وتحرير الجيش من سيطرة المخابرات وتحييده عن التنافس السياسي في سوريا، ولكن هذا الموقف اعتبر تحدياً للنظام الذي أصر على الحل الأمني، ورفض الحوار مع المسلحين، وأصر على قصف المدن الثائرة بالدبابات والصواريخ، وفيما بعد بالطائرات.
ومع تصاعد الثورة في سوريا اتخذ الحبش موقفاً متشدداً ضد دخول الجيش إلى المدن، وأعلن في المؤتمر التشاوري الوطني أن سوريا تشهد ثورة حقيقية ضد القمع والظلم والقهر، وليس مؤامرة كونية كما يروج الإعلام الرسمي، وأن لا خلاص إلا بإنهاء دولة المخابرات وعودة الجيش لثكناته، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي.
اعتبر كثير من الناس أن هذه المواقف تجري بتنسيق مع السلطة نظراً لأنها كانت تتجاوز كل الخطوط الحمراء، ولكن أجهزة المخابرات والشبيحة ضاقوا ذرعاً بهذه المواقف وأطلقوا عشرات المواقع الالكترونية التي تخونه وتتهمه، وبعد موقف قوي شهير في مجلس الشعب أواخر عام 2011 تعرض لمحاولة اغتيال أمام شاشات التلفزيون السوري حيث هتف الشبيحة بدنا راسك يا حبش!!
بعد نجاته من محاولة الاغتيال، وبعد سلسلة تهديدات وجهت لزوجته وبناته، غادر دمشق إلى الإمارات حيث يعمل حالياً أستاذاً لمادة الفكر الإسلامي في جامعة أبو ظبي، كما تعاقد بصفة خبير دولي في المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، ومستشاراً لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.
وفي مقال بعنوان: قصتي مع النظام أعلن الدكتور حبش أنه لن ينضم إلى أي فريق يؤمن بالتغيير المسلح، وأكد رفضه لعسكرة الثورة، دون أن ينكر حق الناس في الدفاع عن أنفسهم، ورفع صوته ببيان جرائم النظام وخطاياه، واعتبر النظام مسؤولاً عن نكبة مليوني عائلة سورية وأن عليه أن يرحل رحيلاً منظماً بإشراف دولي، حقناً للدماء ووقفاً لمسلسل العنف.
وفي آب 2012 قام بدعوة نحو أربعين عالماً من علماء الشريعة السوريين إلى لقاء علمي في الدوحة بالتعاون مع منطمة حقوق الإنسان المحلية وأعلن المشاركون موقفاً واضحاً في وجوب إلقاء السلاح على كل جندي أو ضابط في الجيش السوري، وتحريم المشاركة بأي نشاط عسكري أو دبلوماسي مع النظام الذي دفع الجيش إلى مواجهة دامية مع الشعب، وهو موقف ينسجم تماماً مع دعواته المستمرة في رفض العنف، والدعوة إلى الوئام والسلام.
ومع تصاعد العنف في كل الجبهات في سوريا فقد انكفأ إلى دوره العلمي، وأسس في دبي مركز الدراسات الإسلامية في المنفى وهو يتابع نشاطه العلمي والفكري الذي تطالعه في هذا الكتاب.
أما الكتب التي أصدرها الدكتور حبش فقد بلغت 55 كتاباً، في قضايا الفكر الإسلامي والمسائل الوطنية، وكذلك بلغت المقالات التي كتبها نحو 1000 مقال نشرت في نحو ثلاثين صحيفة عربية.
وفي هذا الكراس تجد تلخيصاً لأهم الأعمال العلمية والفكرية التي قدمها الدكتور محمد حبش للمكتبة العربية والإسلامية.

In the field of
Heritage

في التراث

القراءات المتواترة
وأثرها في اللغة العربية والأحكام الشرعية والرسم القرآني
The frequent recitations
and their impact on the Islamic legislation and Arabic grammar
طباعة دار الفكر دمشق الطبعة الأولى 1998 الطبعة الثانية 2002

تعدد القراءات
أوضح صور التعددية الفكرية، وإعذار المخالف، وحرية الاختيار في الإسلام

رسالة دكتوراه أعدها الباحث محمد حبش لنيل درجة الدكتوراه وقد نوقشت في جامعة القرآن الكريم بالخرطوم كلية الدراسات العليا والبحث العلمي عام 1996 ونالت الدكتوراه بمرتبة ممتاز
المشرف الداخلي على الرسالة الدكتور أحمد علي الإمام رئيس الجامعة
كما تولى الإشراف الخارجي على الرسالة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق .‏

وقد تمت المناقشة في الجامعة عبر لجنة مؤلفة من السادة :
• أحمد علي الإمام رئيس جامعة القرآن الكريم رئيساً
• الدكتور علي با بكر رئيس جامعة أم درمان الإسلامية عضواً
• الدكتور عبد الرحيم علي رئيس جامعة أفريقيا العالمية عضواً
وقد أكد الدكتور الزحيلي خلال المناقشة أن الرسالة انفردت بأمرين:
الأول: لم يسبق أن شكلت لجنة مناقشة من ثلاثة رؤساء جامعات قبل هذه الرسالة.
الثاني: أن الكاتب لم يقع في أي خطأ لغوي على الإطلاق لا في الرسالة ولا في المناقشة.
وتهدف الرسالة إلى التأكيد على أن القراءات المتواترة هي ظاهرة رحمة من الله، ووعي في الأمة، وقد شاء الله أن تختلف القراءات إظهاراً للتسامح والمرونة في الشريعة ومسايرة لهجات القبائل المختلفة، كما أن هذا الاختلاف تضمن حكماً وفوائد عظيمة جمعها المؤلف بطريق استقصائي فكانت نحو بضعة وتسعين مسألة أفادت فيها القراءات أحكاماً جديدة ما كان لنا أن نتعرف عليها لولا اختلاف القراءات.
واشتملت الرسالة على بيان إحصائي استقصائي يتضمن الإشارة إلى جميع مواضع الخلاف في القراءات القرآنية أصولاً وفرشاً، وجزمت أن أربعة وتسعين حكماً شرعياً ينتج من تعدد القراءات، وكله له حكم النص القرآني، لأن تعدد القراءات ينزل منزلة تعدد الآيات.
والجديد في الدراسة أنها تمكنت من نقل هذا العلم الذي هو علم شفاهي يتم تحصيله بالتلقي إلى علم مدون يتناوب العلماء في تحصيله، وبذلك نجمع خبرة التلقي بالمشافهة إلى خبرة التحليل العلمي والأكاديمي لهذا اللون من المعرفة.
كما أضاءت الدراسة جوانب هامة في دلالات القراءات، ولم تذهب إلى منطق الجمع بين الأقوال على أساس أنها اختلاف لفظي بل أكدت الدراسة على الاختلاف الحقيقي بين دلالات النص بقراءاته المتعددة، وما ينتجه من أحكام شرعية جديدة غائبة، ورأت في ظاهرة التعدد معنى إيجابياً ينبغي التنبيه إليه وليس معنى سلبياً ينبغي التخلص منه.

فكرة الكتاب: انتهت الرسالة إلى جملة من التوصيات بهدف تعزيز روح التسامح الفكري بين الأمة، والتأكيد على مبدا التعددية والاختيار في الإسلام الذي تجلى في مظان كثيرة كانت القراءات القرآنية من أبرزها، فقد أكدت النصوص الشريفة أن الله تعالى أذن للأمة برحمته وهدايته أن تقرأ على وجود كثيرة وأن هذا الاختلاف في وجوه القراءة هو صورة من روح التسامح والاعتراف بالآخر التي قررتها الشريعة الإسلامية السمحاء.
إن اختلاف الأمة في رواية القراءات القرآنية صورة واضحة لما يجب أن يكون عليه المسلمون من الوحدة والتعاون، وقبول الاختلاف وإعذار المخالف، ولو كانت اجتهاداتهم الفقهية غير متطابقة.
كما اشتملت الرسالة على بحث في غاية الأهمية دافع فيه المؤلف عن موقف الشيعة في مسألة عصمة النص القرآني وسلامته من التحريف والتبديل، وذلك انطلاقاً من مبدأ الوحدة الإسلامية وسلامة النص القرآني من التحريف والتبديل والتغيير، ولم ينكر المؤلف أن محاولات التحريف قد وقعت بالفعل ولكنه أكد ان النص القرآني لدى كافة الطوائف الإسلامية هو نص واحد ليس فيه أي تبديل ولا تغيير.
كما عززيت هذه الدراسة حقيقة مهمة وهي أن الإسلام أقر منذ البداية دور الاجتهاد والراي في الوصول إلى المعرفة، ويشير المؤلف إلى كتب القراءات الطافحة من البداية إلى النهاية بعبارات مثل: واختلفوا، ووقع الاختلاف في كذا، وفي هذه الكلمة خمس قراءات ، ومثل ذلك كثير، ولكن هذا الاختلاف لم يكن سبباً ليكفر بعضهم بعضاً أو يتهم بعضهم بعضاً على الرغم من أن الخلاف كان وارداً على نص القرآن الكريم في الأداء أحياناً وفي الفرش أحياناً أخرى، وقد اتفق القراء جميعاً على أن السبعة المتواترة لها درجة واحدة في الثبوت والاستدلال والحجة، ولا يصح القول بأن واحدة أصح من الأخرى أو أثبت، والأمر نفسه عند من اتبر المتواتر عشراً، وكذلك قراءات الشواذ فقد اهتم العلماء بتحريرها وتدورينها وروايتها رغم يقينهم بأنها ليست قرآناً معتبراً، ولكنه احترام لوجه من المعرفة والخلاف، وفي ذلك مظهر فريد من مظاهر الوعي المحمود في خدمة المعرفة

قامت دار الفكر بطباعة الدراسة عدة طبعات، وقد قدم لها كل من الشيخ الجليل صادق حبنكة والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي، وتعتبر هذه الدراسة اليوم مرجعاً هاماً في علم القراءات القرآنية، وهي موجودة في معظم المكتبات الوطنية في العالم الإسلامي.

المعتمد
في أصول الفقه
The adopted in the Islamic doctrine
الطبعة الأولى دار أبو النور 1982 الطبعة الثالثة دار ندوة العلماء 2006

النص المقدس نور يهدي وليس قيداً يأسر
وأصول الفقه إحياء لرسالة العقل في مواجهة الجمود على ظاهر النص

يشتمل الكتاب على نظم علم أصول الفقه في نحو ستمائة وأربعين بيتاً من الشعر نظمها السيد محمد حبش، على وفق منهاج كلية الشريعة في جامعة دمشق.
وقد التزم فيها كتاب شيخه الشيخ محمد الزحيلي الذي كان مقرراً على السنة الثانية في كلية الشريعة، كما يشتمل الكتاب على شرح مبسط للمنظومة يحل غوامضها، ويفصل بعض مسائلها.
كما اشتمل النظم على مقدمة في التصوف والعرفان وآداب السلوك أوردها الناظم مثنيا فيها على شيوخه ومعلميه.
والتعليم بالمنظومات منهج أصيل لدى العلماء المسلمين وهو لكثرة انتشاره واشتاره، لا يحتاج لدليل يظهر مدى قناعة المسلمين به، واعتمادهم عليه.
فقد كتبت المنظومات في سائر العلوم الشرعية والكونية منذ قرون طويلة، وقررت في حلقات التعليم، وتناول العلماء في خدمتها شرحاً وتدريساً وتحشية وتذييلاً، حتى أصبحت عنواناً على المعرفة، وأصبحت جزءاً رئيساً من ذاكرة طلاب العلم، ومدخلاً واضحاً من مداخل المعرفة الأصيلة وقلّ أن تجد عالماً من علماء العربية اليوم لم يحفظ ألفية ابن مالك شعراً، ويدرس شروحها وحواشيها، وجهود العلماء عليها، وكذلك فإن علماء القراءة اليوم لايزالون يشرطون على طالب العلم هذا الفن أن يستظهر واحداً من النظمين: حرز الأماني مع الدرة أو طيبة النشر، ولا ينال الطريقة إلا باستظهارهما معاً، والأمر ذاته في تحصيل علم الفرائض والحديث والأصول وغيرهما من العلوم النظرية.
ولا شك أن الذي ألهم المسلمين هذا المنهج، هو تجربتهم الأصيلة في حفظ القرآن الكريم، فالمسلمون أمة اختصها الله بهذا التنزيل، وجاءت الأحاديث بالتوكيد على حفظه واستظهاره بدءاً من عصر السلف الأول فقد اعتبر حفظ القرآن الكريم شرطاً رئيسياً لمن يخوض في التأويل أو التفسير، إذاً فهو شرط أساسي لكل عالم يتصدر للتعليم.
فكرة الكتاب: مع أن الكتاب جاء نظماً لعلم أكاديمي محسوم وهو علم أصول الفقه، وهو يبدو هنا تكراراً لنصوص قديمة، ولكن المؤلف كان حريصاً على إظهار حقيقة هامة تتجلى في علم أصول الفقه، وهي أن الاجتهاد لم يتوقف يوماً لدى هذه الأمة وهي تخوض تجربتها الحضارية الذهبية، وقد وضع العلماء هذه الضوابط والقواعد لعلم أصول الفقه ليس ليمنعوا الاجتهاد بل ليتوجه الاجتهاد في سبيله الصحيح، والكتاب يظهر بوضوح الفرق بين مدرستي ظاهر النص وروح النص، فينما يقعد أهل ظاهر النص عند حدود دلالاته الظاهرة فإن علماء أصول الفقه يحثون على البحث عن مقاصد النصوص وغاياتها، ولأجل ذلك فإنه يطرح المصادر الفقهية العشرة الغائبة في ثقافة المسلمين اليوم، حيث يتم الاكتفاء بالكتاب والسنة ولا يتم الاهتمام بالمصادر العشرة الأخرى من الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة والعرف وسد الذرائع وشرع من قبلنا والاستصلاح وعمل أهل المدينة والأخذ بأقل ما قيل، وهي وسائل مرنة عملية للوقوف على مقاصد الشريعة، وتشتمل على آليات عملية لتحقيق أهداف الشريعة والإجابة على أسئلة العصر ولو لم تكن هناك نصوص من الكتاب والسنة.
طبع الكتاب ثلاث طبعات، ولقي رواجاً جيداً وقد حفظ هذه المنظومة مئات من طلبة العلم، كما تم تقريرها في عدد من المعاهد الشرعية.

تفسير النور
Al nour
the Interpretation of the Quran

الطبعة الأولى 1998 دار أفنان الطبعة الثانية 2002 دار أفنان

إعجازه في إنجازه
ورسالته نقل الأمة إلى التوحد والتقدم والحرية والعدالة

موسوعة كبرى في تفسير القرآن الكريم يعمد الدكتور محمد حبش من خلالها إلى تقديم تفسير جديد للقرآن الكريم يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويتخير من كلام الأقدمين ما يغني معاني الآية ولكنه يجتهد بوجه خاص أن يستنبط دقائق المقاصد القرآنية في فهم الآيات البينات.
يشتمل التفسير على التفسير اللفظي واللطائف والنفحات ثم يتناول الظروف التي تنزلت فيها الآيات ويفرد فصلاً خاصاً لاختصار مقاصد القرآن الكريم.
ويمكن وصف هذا التفسير بشكل خاص بأنه تفسير مقاصد القرآن الكريم، وهو يتناول المقاصد القرآنية الكبيرة التي أرشدت إليها الآيات بأسلوب تجديدي حكيم
تمت طباعة الجزء الأول والثاني منه وفيهما تفسير سورة البقرة وآل عمران، وينتظر أن تصدر بقية الأجزاء.
ويهدف التفسير إلى إتاحة أفق أكبر للاجتهاد في فهم القرآن الكريم، واعتماد تفاسير الأولين كمراجع يستأنس بها وليس أصولاً يحتكم إليها.
ويلتزم الدكتور حبش في تفسيره بشكل واسع على دور أكبر للعقل، ويهتم بتأكيد علاقة النص القرآني بالحياة، ويرفض اقتطاعه من الواقع ليكون محض نص من الغيب.
ويؤكد التفسير على ظاهرة النسخ في القرآن الكريم بوصفها صورة لتجاوب النص القرآني مع الأحداث وتواصله مع الظروف المحيطة التي استدعت تنزل النص القرآني بهذه الأهداف الكريمة.
ويهتم التفسير بوجه خاص بإحياء فقه الحياة بحيث يكون القرآن الكريم هادياً للأمة في أمور دنياهم، ويعالج تلك التأويلات السلبية التي تدعو المسلم إلى اعتزال الحياة والخروج منها.
ويهتم التفسير بوجه خاص بإظهار دعوة القرآن الكريم لإعمال العقل، والسير في الأرض واكتشاف السنن والآيات، وبناء الحياة على أساس من العلم والمعرفة والتجربة والبرهان، وتسخير ما خلق الله في السموات والأرض للخير الإنساني.
ولا يبدي التفسير اهتماماً بموضوع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم على أساس أن القرآن الكريم إنما ظهر إعجازه في إنجازه، ونقله الأمة من الانحطاط إلى التوحد والتقدم والحرية والعدالة، ويركز الكتاب على حقيقة أن القرآن كان نهاية عصر المعجزات وبداية عصر السنن.
وقد مضى الدكتور حبش إلى تفسير الآيات البينات في برنامج تلفزيوني رائد يتناول تفسير كل كلام الله تعالى ويقارب عدد حلقاته ألف حلقة وقد تم حتى الآن تفسير القرآن إلى سورة الأنفال وتم عرض كثير من هذه الحلقات على قنوات تلفزيونية كثيرة منها قناة شام وديرة وبغداد والفرقان وغيرها.
طبع الكتاب مرتين، وتم تدريسه في حلقات علمية كثيرة في دمشق، ويتوقع أن يصدر كامل التفسير في نحو ثلاثين مجلداً كبيراً.

سيرة رسول الله
Biography of the Messenger of Allah
الطبعــــة الأولى دار الخير 1990 الطبعة الأربعون دار أفنان 2008

خاتم الأنبياء
إعلان نهاية عصر الوحي وبدء عصر الإنسان

ربما كان هذا الكتاب أكثر الكتب طباعة في سوريا في السنوات الأخيرة حيث يقدر عدد الطبعات بأكثر من أربعين طبعة وهو يطبع كل ثلاثة أشهر باستمرار.
وقد قدم الكتاب في برنامج إذاعي من 80 حلقة ثم في برنامج تلفزيوني في 100 حلقة بثته قنوات الشارقة والديرة والشام وصناع القرار.
كتاب شامل في السيرة النبوية أراد المؤلف من خلاله أن يقدم شرحاً وافياً لحياة الرسول الكريم وأيامه العظيمة، وقد ظهر الكتاب في نحو ثلاثمائة صفحة تخللتها جداول مختصرة تتوسط الصفحات، تختصر الموقف الذي تتحدث عنه الأحداث، وقد أثبتت هذه الفكرة فائدتها في الوصول إلى مقاصد السيرة النبوية وفهم حكمتها.
وإضافة إلى ذلك فقد اشتمل الكتاب على جداول ملحقة في غاية الأهمية، وهي:
• روزنامة حياة الرسول: حيث تم تلخيص أحداث السيرة النبوية الكريمة في عناوين واضحة مرتبة على ثلاثة وعشرين عاماً.
• جدول علماء الصحابة: وفيه أخبار أهم العلماء من الصحابة الذين نشروا العلم وانتفع بهم الناس على هيئة جدول واضحة
• جدول أعيان الصحابة: الذين أسلموا وأسلم من وراءهم من أقوامهم
• جدول أطفال الصحابة: وفيه تعريف بأهم الأطفال من الصحابة الذين شاركوا بشكل فعال في حياة الأمة إن في الفتوح أو في العلم والتعليم.
• جدول أهم نساء الصحابة وفيه تعريف بأهم النساء من الصحابة اللاتي شاركن في بناء الرسالة وبيان مكانة المرأة في حياة الرسول.
• جدول زوجات النبي الكريم وفيه تعريف ضاف بكل واحدة من نسائه الكريمات ودورهن في هداية قومها وإرشاد الناس ونشر العلم والمعرفة.
وقد اشتمل كل جدول على شجرة نسب موصولة لهم إلى عدنان وقحطان.
• جدول معارك الرسول الكريم وفيه توضيح كامل لاسم المواقع وزمانها ومكانها ونتائجها وقوات المسلمين وقوات الأعداء

فكرة الكتاب: مع أن الكتاب تعليمي ومنهجي، يهتم بتقديم المعلومة ولكنه يقدم رؤية متجددة للسيرة النبوية، ويركز على دور الكفاح الإنساني في رسالة الرسول الأعظم إلى جانب التأييد الرباني لهذه الرسالة، ويرسم فصولاً طويلة من كفاحه صلى الله عليه وسلم، ودروس الحكمة والعقل في هذا الكفاح، ويشير في كل مناسبة إلى تعامل الرسول الأكرم مع السنن العلمية، وبناء كفاحه على أساس من البصيرة والتخطيط العلمي الحكيم.
ويتجنب الكتاب ما ذهب إليه كثير من كتاب السير من رواية الضعيف والموضوع من الأخبار خاصة فيما يتصل بالمعجزات، وهو الأسلوب الذي يفقد النبي الكريم معنى كفاحه ومعنى كونه قدوة للعالمين، إذ لا يمكن الاقتداء بمن لا تلزمه سنن الحياة، فيمشي على الماء ويسبح في الهواء، ولذلك لم يأت الرسول من الملائكة وإنما من البشر، وقال في مواجهة منتقديه: قل سبحان ربي .. هل كنت إلا بشراً رسولاً؟
ترجم الكتاب إلى اللغة الإنكليزية وإلى اللغة الرومانية، وهو مقرر دراسي في عشرات المعاهد الشرعية والحلقات العلمية في سوريا والجزائر والإمارات كما تم تقريره بعد ترجمته إلى الرومانية في جامعة كرايوفا برومانيا كلية اللاهوت كمصدر رئيس للتعريف بنبي الإسلام، كما منح المؤلف درجة دكتوراه شرف عن هذا الكتاب من كلية اللاهوت في جامعة كرايوفا العريقة.

صورة غلاف كتاب سيرة رسول الله مترجماً إلى اللغة الرومانية بإشراف جامعة كرايوفا

حفل تكريم المؤلف في القاعة الزرقاء في جامعة كرايوفا برومانيا 2010 حيث قدمت له درجة دكتوراه الشرف تكريماً له على كتاب السيرة النبوية وترجمته للرومانية وتقريره في الجامعة لطلبة اللاهوت.

الشامل
في القراءات المتواترة
The complete in the frequent recitations
ط دار الكلم الطيب 1998 دمشق

تعدد القراءات صورة جلية للتعددية الفكرية والعلمية
واحترام الاختلاف، والإيمان بالآخر

دراسة تفصيلية لأحكام القراءات وأصول القراء ومذاهبهم مع التعريف بكل واحد من الأئمة القراء.
والدراسة جزء من رسالة الدكتوراه التي قدمها الدكتور حبش بعنوان القراءات المتواترة وأثرها في الحكم الشرعي، واشتمل الكتاب على تعريف ضاف بالأئمة القراء العشرة ورواتهم وانتشار قراءاتهم في الأمصار.
ويشير الكتاب بوجه واضح إلى روح التسامح التي كانت بين القراء حيث يروي الحفظة من الأئمة جميعاً ولا يسوغ القول بأن هذه القراءة مقبولة وتلك مردودة بل إن الروايات جميعاً محل قبول واحترام ولا يصح التشكيك بأي منها.
وتضمن الكتاب حصراً تفصيلياً كاملاً لسائر اختلافات القراء مع الإشارة إلى مواضع اختيار الأئمة في كل قراءة.
بقيت وجوه القراءات في ذاكرة الحفاظ يعلمها أهل العلم، ويرويها أهل القرآن لمن يتلقاها عنهم من الناس وغلب على الناس الاعتقاد بأن القراءات علم اختصاصي لا سبيل إلى معرفته إلا بالتفرغ والانقطاع، وظل عامة الناس فلا يعرفون إلا وجه القراءة الشائع في بلادهم، فمن قرأت بلاده لحفص لم يسمع شيئاً لورش، ومن قرأ للدوري لم يسمع شيئاً عن قالون..ولكن هذا المعنى وإن كان صحيحاً فيمن أراد الإحاطة التامة بهذا العلم، ولكنه ليس كذلك لمن أراد معرفة الوجوه المأذون بها معرفة إجمالية إذ يكتفى هنا بالاطلاع على الوجه الآخر وهو سهل وميسور لكل طالب علم، وقد أعد المؤلف جدولاً حاسماً للكلمات التي تعددت قراءتها فرشاً.
ولا تحسب أن كل كلمة في القرآن الكريم تقرأ بعشر وجوه بعدد الأئمة، كلا، فهناك 98,3% من كلمات القرآن الكريم لا تقرأ إلا بوجه واحد كما اتفق عليه سائر الأئمة، وإنما وردت في الفرش الوجوه المتعددة في 1,7% من كلمات القرآن الكريم وهي لا تتعدى 1814 كلمة في القرآن الكريم.
وما بقي من كلمات القرآن الكريم البالغ عددها نحو 74950 كلمة لا تقرأ إلا على وجه واحد اتفاقاً بين سائر الأئمة .
فكرة الكتاب: مع أن الكتاب مجرد سجل علمي لاختلافات القراء وتأصيل لمذاهبهم، إلا أنه قدم الأدلة المتكررة على أن ظاهرة تعدد القراءات هي ظاهرة حرية وإبداع في الإسلام، وأفق الاجتهاد فيها كبير وخاصة في إطار الطرق والروايات، التي كانت تتعدد باجتهادات الأئمة، وكذلك سبل الأداء الصوتي للقراءات الذي مضى إلى استيعاب حاجات المسلمين في العالم على تباعد أمصارهم وأقطارهم.
وأشار الكتاب بتأصيل دقيق إلى الاجتهاد والتقليد في رواية النص القرآني، مؤكداً أن التقليد في هذا الباب لا يعني أبداً وقف جهود العلماء للإبداع والابتكار في وسائل الأداء القرآني وخاصة الحديثة منها التي تعتمد وسائل ما عرفها السلف الأول وهي بحاجة لتأصيل واجتهاد ونظر.
قدم للكتاب كل من العلامة الشيخ محمد سكر والشيخ كريم راجح شيخ قراء الشام، وأشارا إلى الحاجة لظهور عمل علمي يسد هذا الفراغ في المكتبة الإسلامية.
وقد قام الدكتور حبش بتسجيل القراءات المتواترة كاملة بصوته، وقد اعتمد هذا التسجيل في المصحف الناطق الذي هو أول عمل علمي أتاح للناس أن يستمعوا للقرآن الكريم بمجرد مرور القلم الناطق على الآيات.

روائع الحكمة
Masterpieces of wisdom poetry
الطبعة الأولى دارالتجديد 2004 الطبعة الثانية: دار ندوة العلماء 2008
الشعر سحر البيان ومركب المعرفة وأغنية الروح ومهد الحكمة

ديوان شعر، كتبه الدكتور محمد حبش، وهو يشتمل على نحو ألف بيت من الشعر على شكل أرجوزات في مواقف ملهمة للنبي الكريم عليه صلاة الله وسلامه أو لغيره من الحكماء، وقعت في نفوس الناس موقعاً حسناً، وحفظها الخطباء وتداولوها على المنابر ومنصات التعليم ووسائل الإعلام.
ومعظم هذه القصائد تتحدث عن الرسول الأكرم في مواقف فريدة وملهمة، تم اختيارها من السنة النبوية الشريفة، ستجد فيها حكمة النبي الكريم عليه صلاة الله وسلامه في معالجة المسائل، وستدنو أكثر فأكثر من خصائصه الشريفة وروحه الطيبة الطاهرة، وتصبح قطوف القدوة الحسنة به دانية قريبة، ويغدو هديه الشريف أقرب منالاً وأدنى وصالاً.
وقد اتبع الشاعر فيها نهج المتقدمين في النظم بالرجز وعلى القافية المتقابلة، بحيث يكون لكل بيت عروض وقافية متماثلتان، واعتمد الشاعر على تبسيط الأسلوب بحيث يفهم المستمع تفاصيل الحكاية وروحها الطيبة وهي لا تخلو من دعابة، وهدفها إيصال المعلومة بعذوبة ومرح.
وقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب مشتملة على ثلاثة عشر موقفاً نبوياً كريماً، ثم صدرت الطبعة الثانية بثلاثين قصيدة، تتناول مواقف ملهمة من حياة الرسول الكريم وكذلك من طرائف المواقف لما روي من تراث الانبياء والصالحين.
واشتهرت هذه القصائد اشتهاراً كبيراً في بلاد الشام حيث يتم غناء كثير منها على ألسنة المادحين، كما يلقيها الخطباء والوعاظ بأساليب مختلفة محببة.
فكرة الكتاب: قصدت هذه القصائد بشكل خاص إلى الكشف عن الجانب البشري في شخصية الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وبيان بساطته وعفويته ومزاحه مع الصحابة في حياته الخاصة، وفق ما أكده كتاب السير أنه صلى الله عليه وسلم كان من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه.
لم تذهب هذه القصائد إلى كيل المديح بوجوه الإطناب والإسهاب وفرائد القول، وإنما كشفت جانباً مهماً من حياته صلى الله عليه وسلم كبشر فيه سائر طباع البشر من الحب والفرح والحزن والغضب والشوق والعشق والجوى والنوى، وبينما يتولى كتاب كثير تأويل حياته الخاصة صلى الله عليه وسلم بحيث يبقى معزولاً عن الناس في برج عاجي فإن هذه القصائد تعيد رسم سيرته الطيبة كبشر عادي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ويصيب ويخطئ، وينتصر في حرب وينكسر في أخرى، وهو يلتزم قيم الشريعة الكبرى في العدل والبناء والإخاء.
قدم للطبعة الأولى الشيخ الجيليل صادق حبنكة، وأهدى الكتاب قصيدة خاصة نظمها لحفيده عمار تتضمن شطراً هاماً من آداب تربية الأولاد في الإسلام.
كما تم تقديم هذا الكتاب كاملاً في برنامج تلفزيوني في قناة اقرأ الفضائية خلال رمضان عام 1432 بصوت العزيزة سيرين حمشو ابنة الأخت الداعية الدكتورة رفيدا حبش.

أحكام التصوير في الفقه الإسلامي
Provisions of the photography in the Islamic law

الطبعة الأولى دار الخير 1984 الطبعة الثالثة دار الخير 2002

الحضارة الحديثة في خدمة الإنسان …..
والأمة مطالبة بتسخير الحضارة وأدواتها لخدمة الإنسان

دراسة تتناول بالتفصيل مسألة التصاوير بين الحل والتحريم، ورسالة الإسلام في رعاية الفن النبيل وتيسيره للموهوبين من الناس، وفيها يستعرض المؤلف مذاهب الفقهاء الكرام وخياراتهم في أمر التصوير، ويستقصي ما ورد من الآثار والأخبار في أمر التصاوير.
كما تشتمل الدراسة على تحقيق مهم لبحث كتبه مفتي مصر الشيخ محمد بخيت المطيعي قبل قرن من الزمان ويتحدث فيه عن أحكام التصوير في الفقه الإسلامي.
فكرة الكتاب: من أوائل الكتب التي أصدرها الدكتور محمد حبش، وقد كتبه في مطلع الثمانينات حين كان كثير من المشايخ والفقهاء يتحفظون على التصوير، تماماً كما تحفظ اسلافهم على الراديو والهاتف، وكان كثير من الشيوخ يتمسكون بقوة بظاهر النصوص التي تحرم التصوير، وتشدد عقوبة صانع الصور، على أساس أنه يضاهئ خلق الله، ويفتح الباب للعودة إلى عبادة الأوثان من جديد، وكان من الضروري أن تتم مناقشة هذه القضية على ضوء فتاوى المتقدمين من الفقهاء ووفق أصولهم في الاستنباط والرواية وهذا ما قامت به هذه الدراسة العلمية الموثقة.
وتعتبر هذه الدراسة باكورة إنتاج فقهي قصد به الكاتب المشاركة في تطوير الفقه الإسلامي وتجديده، ومواجهة كثير من الفتاوى الموروثة بجرأة وشجاعة وبصيرة، حتى لا نكرس القطيعة الموهومة بين العلم والحضارة والدين.
وقد أصدر الدكتور حبش كتابه هذا وهو طالب في كلية الشريعة، وهدف من خلاله إلى التأكيد على أن الإسلام لم يحرم الفن البريء وإنما وضع بعض الضوابط لحماية الفن من الاستغلال.

أوراد الذاكرين
Awrad. Al Thakereen
الطبعة الأولى دار المحبة 1990 الطبعة العاشرة ندوة العلماء 2008

أيها الصــــــــــادق أشواقــــك في غارك العالي شفاء للقلوب
كنت تلقيها على سمع الدجى وتلقــاها على جنح الغيوب

مجموعة من الأوراد التي اختارها الدكتور محمد حبش لإخوانه الذاكرين الذين اعتادوا على أجواء المناجاة الروحانية مساء كل سبت في جامع الزهراء.
لا تنتمي هذه الأوراد لأي من طرق التصوف المشهورة، مع أنها ذات مطلع نقشبندي، ولكنها تحاول أن تحمل للذاكرين تجارب السالكين من أهل الله، وتقدم للناس أجواء روحية إيمانية سامية.
تهدف مجالس الذكر أساساً لتخليص الإنسان من حمأة الصخب المادي الذي أوشك أن يفسد علاقة الإنسان بالحياة، ويحول الإنسان إلى كائن من مادة لا روح فيه، إنه تذكير للإنسان بأنه جاء من فوق وأن عليه أن يبقى ناظراً إلى الأعلى حيث تشرق أنوار الله في قلبه وفؤاده.
وتصر هذه الدراسة على أن الورد المطلوب هو إشراقك أنت وروحك أنت، وأن الله تعالى يستمع إلى ضراعة عباده بما تتحرك به مواجيدهم وضمائهم وأشواقهم، وليس بما يتناقلونه من كلام العارفين.
فكرة الكتاب: إنها دعوة إلى ابتكار المناجاة، وقد أشار المؤلف في مكان آخر إلى أدب المناجاة المظلوم في فنون الأدب العربي، حيث لم يخصص له باب من الاهتمام الأدبي كسائر نظرائه من أدب القصة والشعر والرواية والمقالة، في حين أنه كان عنواناً على سلوك العارفين خلال التاريخ الذين اشتهرت أورادهم وقصائدهم ومناجاتهم وغناها السالكون إلى الله بأشواقهم وأذواقهم وأمانيهم.

إن اقتصار الكتابة على ملعب الفكر وقواعد العقل يجعل الحياة قاسية جافة بليدة، ولا بد لكل سالك أن تكون له مدامعه وأشواقه ومناجاته، يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا، كعاشق خط سطراً في الهوى ومحا، يعيش مع الناس في أفراحهم وأحزانهم، وفق قانون الظواهر، ولكنه في عشقه مخبوء السرائر، يعرف ظلمة الليل موعداً للقاء المحبين والعاشقين في وصالهم مع الله تعالى، إنما الليل مطايا العاشقين.
كان مؤلف الكتاب يطالب تلامذته دوماً بأن يكتبوا في المناجاة، وكان يطوف على دفاترهم وصحائفهم فيما يكتبونه، وقد أطلق عام 1990 أول مسابقة وطنية في أدب المناجاة ضمن فعاليات مسابقات القرآن الكريم التي كان يريدرها في سوريا خلال تلك الفترة.

وقد قدم المؤلف طرفاً من هذه الأشواق في برنامج تلفزيوني خاص بعنوان قيثارة الروح، جمع فيه طرفاً من أعذب قصائج الوصال والشوق، وقد بث في قنوات عربية كثيرة.
كما عرف السوريون فرائد المناجاة عبر نشاط المؤلف في جامع الزهراء وبشكل خاص في ليالي القدر التي كانت تشهد إحياء حتى الصباح يشارك فيه الألوف من الناس بصلاة مائة ركعة تستمر سائر الليل دون انقطاع، وتشهد أعذب روائع المناجاة وأشدها مساساً بأوتار القلوب.

كيف تحفظ القرآن
How to memorize the Qur’an
الطبعة الأولى دار الخير 1984 الطبعة الثلاثون (تقديراً) 2005

أشواق الأرض وأغنية السماء على شفاه السالكين

يتناول الكتاب الإجابة التفصيلية على ثلاثة أسئلة محددة :
• كيف وصل إلينا القرآن
• كيف نقرأ القرآن
• كيف نحفظ القرآن
ويفيد المؤلف من تجربته في تحفيظ القرآن الكريم ومشاركاته الواسعة في المسابقات الدولية للقرآن الكريم التي قامت في عدد من العواصم العالمية
طبع الكتاب أكثر من ثلاثين طبعة ولا يزال يطبع كل عام وينتشر بشكل واسع في العواصم العربية والإسلامية.
وليس في الكتاب اجتهاد مستقل وإنما هو تبسيط لمعارف معلومة في تلاوة القرآن الكريم، ويؤكد المؤلف أن علم التجويد علم مكتمل في أصوله، مفتوح في تطبيقاته وإبداعاته، وتالق القراء والحفاظ فيه.
والكتاب جزء من إسهامات المؤلف المستمرة في تيسير حفظ القرآن الكريم للناشئة، وابتكار الأساليب الفعالة لمساعدة الطلبة على حفظ القرآن الكريم، وكذلك تشجيع حفظة القرآن الكريم، حيث أقام المؤلف عشرات من المسابقات الوطنية وتولى ترشيح الطلبة إلى المسابقات الدولية للقرآن الكريم في العالم.
وقد تم تدريس هذا الكتاب كمقرر دراسي رسمي للمتدربين في المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لجامعة الدول العربية، حيث تولى المؤلف تدريسه عدة دورات وتخرج به عدد كبير من المذيعين والإعلاميين.
كما صدر قرار وزاري في وزارة الأوقاف السورية في عام 1990 باعتماد الكتاب مقرراً رئيساً لمدارس تحفيظ القرآن الكريم في سوريا.

كيف تقرأ القرآن
How to read the Qur’an
الطبعة الأولى دار العصماء 2002 أكثر من عشر طبعات

أحكام تلاوته وحديث الروح فيه وشوق القلب إليه

كتاب أعده المؤلف بشكل خاص لتعليم أحكام التجويد القرآني.
وقد جاء مكملاً لكتابه الأول كيف تحفظ القرآن
وقد اعتمد الكتاب في معاهد القرآن الكريم، واشتهر بأسلوبه البسيط الذي يحقق الفائدة لطلبة القرآن الكريم ويساعدهم على تحصيل معارف التنزيل العزيز.
كما قدم المؤلف فصلاً خاصاً لتحقيق مخارج الحروف القرآنية وفق مضمن الجزرية.

الشيخ أمين كفتارو
في ذكرى خمسين عاماً على وفاته
Sheikh Amin Kuftaro
الطبعة الأولى 1988 دار المعرفة الطبعة الرابعة دار ندوة العلماء 2007

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً
والعاقبة للمتقين

يتناول الكتاب حياة الشيخ أمين كفتارو ومنهجه التربوي الجامع بين العلم والذكر والصحبة، وقد أفاد المؤلف من قربه من الشيخ أحمد كفتارو لإعداد هذه الدراسة الفريدة عن الشيخ أمين.

وقد تم إنجاز الكتاب في ذكرى خمسين عاماً على وفاته، وهو الكتاب الوحيد عن حياة الشيخ العارف أمين كفتارو.
ويمتاز الكتاب بأسلوب بسيط من السهل الممتنع يهدف إلى التأكيد على الدور التربوي في إطلاق المؤسسات الإسلامية.
ويشتمل الكتاب على شرح هام لواقع الحياة الاجتماعية في دمشق، وخاصة حياة الكرد الذين لجؤوا إلى قاسيون مطلع القرن الماضي، ويركز في تطوافه على دور رجال الدين في بناء حياة اجتماعية دافئة.
ويجتهد المؤلف أن يكتشف عند الشيخ أمين 1885-1938 بذور فكر التجديد الذي دعا إليه ابنه الشيخ أحمد كفتارو في إطار حركته الإسلامية الناشطة في جامع أبي النور خلال نهايات القرن العشرين، وخاصة ما يتصل منها بإصلاح التصوف، وبناء علاقة صحيحة بين الشيخ والمريد.
كما تركز الدراسة على مجموعة فتاوى سبق إليها الشيخ أمين كفتارو منها مثلاً باب صحة صلاة الجمعة مع تعدد المساجد، وهو اجتهاد مهم كان يرفضه فقهاء كثير ويقع الناس بسبب ذلك في حرج شديد.
كما تنفرد الدراسة بجداول موضحة لانتشار عائلة كفتارو في بلاد الشام.
أهدى المؤلف الكتاب لزوجته أسماء شريكة الكفاح ولأبيها محمود وجدها أحمد وأبي جدها الشيخ أمين وجد جدها موسى أصل الدوحة المباركة.
أعيد طبع الكتاب مراراً وقد قدم للطبعة الأخيرة السيد عمر كفتارو النجل الأكبر للشيخ أحمد كفتارو.

إضاءة الدجنة في عقائد السنة
Lighting of darkness
in the doctrines of Ahl al-Sunnah

طبع دار العلوم الإسلامية في حمص 1994

قل هذه سبيلي أدعو إلى الله
على بصيرة أنا ومن اتبعني.. وسبحان الله وما أنا من المشركين

تحقيق قام به الدكتور حبش لمنظومة العقيدة الإسلامية المسماة إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة، وهي منظومة للشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد المقري تشرح عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل الاعتقاد.
وهي واحدة من ثمان وأربعين مخطوطة حققها الدكتور حبش وقد طبع منها أربعة وما يزال الباقي قيد الطباعة.
وقد انتفع بالمنظومة عدد من طلبة العلوم الشرعية، وتم تدريسها في عد من الحلقات العلمية في دمشق وحمص وحلب.
وتؤكد الدراسة أن التعليم بالمنظومات الذي نهجته المدارس الإسلامية تاريخياً هو أسلوب متين لاستحضار المعارف العلمية، ويمكن الاستفادة منه حتى في مناهج التعليم الحديثة التي توجهت إلى الفهم أكثر مما توجهت إلى الاستحضار.
ومن جهة المضمون فقد أكدت الدراسة أن عقيدة أهل الحق هي عقيدة اعتدال ورحمة، وليست عقيدة إلغاء وإبطال وإقصاء، وأن الثوابت التي بنيت عليها العقيدة الإسلامية من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر تكفي ليجتمع عليها المسلمون على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم ضمن هدي القرآن الكريم.

الوجيز في العقيدة الإسلامية
Summary of the Islamic faith
طبع دار العصماء 1998

قل آمنت بالله ثم استقم

مقرر دراسي لمادة العقيدة الإسلامية وفق مقررات المعهد الشرعي أعده المؤلف تحقيقاً على كتاب الشيخ اللقاني، وهدف إلى تبسيط مسائل الاعتقاد، وقد بدئ بتدريس هذا الكتاب في المعهد الشرعي بمجمع أبي النور الإسلامي منذ 1992 وكذلك في عدد من المعاهد الشرعية الأخرى.
ويشتمل الكتاب على مقارنة نصية بين الأدلة وإظهار حجج الاعتقاد الإسلامي من العقل والنقل على وجه يجمع بين منهج أهل النص ومنهج أهل المنطق والبرهان.
شارك في الكتاب السيد الدكتور علاء الدين الحموي.

الثقافة الإسلامية
Islamic culture
طبع كلية الدعوة الإسلامية 1994

أمة الصحراء يا شعب الخلود من سواكم حل أغلال الورى
أي داع قبلكم في ذا الوجود صاح لا كسرى هنا لا قيصرا

مقرر مادة الثقافة الإسلامية لكلية الدعوة الإسلامية، أعدها المؤلف ودرسها لعدة أعوام في الكلية.
يتناول الكتاب بالتعريف أهم الكتب التي ظهرت في الثقافة الإسلامية وكان لها تأثير مباشر على حركة الفكر الإسلامي، كما قدم تعريفاً تفصيلياً كذلك حول أهم المفكرين الذين أثروا الثقافة العربية والإسلامية خلال التاريخ.
وتهدف الدراسات إلى التركيز على أعلام التنوير والتجديد في التاريخ الإسلامي والدور الذي قاموا به خلال التاريخ من تكامل بين العلم والدين، وانفتاح على الثقافات والحضارات، وتتبنى الدراسة مبدأ التغيير الثقافي في المجتمع الإسلامي، وتكشف عن دور الكتاب والفكرة في التغيير الاجتماعي، كما تعزز ثقافة دراسة التاريخ الإسلامي من خلال مجتمع المعرفة وليس من خلال مجتمع السيف، حيث يتركز الجانب المضيء في الترايخ الإسلامي عند جانب العطاء الفكري والعلمي والحضاري فيما يكتب السيف تاريخاً باطش للملك لا يختلف في كثير عن تاريخ الأمم.
لقد قدمت الدراسة شخصيات إسلامية رائدة بوصفهم مؤسسين لمدارس فكرية، كان لهم أكبر التأثير على الحياة العامة خلال التارايخ الإسلامي ولا زالت كتاباتهم إلى يومنا هذا تحدد ملامح المجتمع الإسلامي وترسم أصول ثقافته.
وفدم المؤلف مطالعات جريئة بشكل خاص في حياة ابن عربي وجلال الدين الرومي وتأثير كل منهما على الفكر والثقافة الإسلامية، وتأسيس مدرسة الحب والتسامح في مقابل مدارس الحزم والحسم التي تبناها التيار المتشدد خلال التاريخ الإسلامي.

In field of
The Islamic renewal

في التجديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجديد الخطاب الديني
Renewal of religious discourse
الطبعة الأولى دار التجديد 2005 الطبعة الثالثة دار ندوة العلماء 2007

إن مصباحي الذي أوقدته نورك الباقي على مر العصور
إنما زيتـــك من يسرجــــــــه ليس زيتي وأنـــــــــا ابن القبـــــــور

يشتمل الكتاب على توثيق كامل للأوراق التي قدمت إلى مؤتمر تجديد الخطاب الديني الذي عقده مركز الدراسات الإسلامية شباط 2004 بالتعاون مع مركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة دمشق وبإشراف وزارة التعليم العالي في جامعة دمشق .
وقد جرت فعاليات اللقاء في قاعة رضا سعيد واعتبر اللقاء أول مؤتمر إسلامي ينعقد في دمشق منذ أربعين عاماً.
تناولت المقالات واقع الخطاب الديني، والعوائق التي تحول دون خطاب إسلامي مستنير يسهم في النهضة، ويواجه التخلف، وأكدت الأوراق على استلهام التجربة النبوية في بعث الوعي والإرادة والتعامل مع النصوص القديمة.
وشهد المؤتمر حوارات ساخنة بين الإسلاميين والعلمانيين حول سبل النهضة، والتعامل مع الفقه الإسلامي .
أعقب هذا الكتاب سلسلة من الاحتجاجات والمواقف تفاوتت بين دراسات وكتابات أكدت الحاجة لهذا الخطاب النهضوي وبين الرفض المطلق لما تم تقديمه في المؤتمر، وبعد أقل من شهرين شهدت دمشق مؤتمراً بعنوان الاجتهاد بين التجديد والتفريط فسر بأنه رد على هذا المؤتمر، وقد تناول عدداً من الأوراق التي قدمت في مؤتمر التجديد بهجوم شديد، على أساس أن التجديد المطلوب لا يجوز أن يتجاوز خيارات السلف من الفقهاء.
شارك في اللقاء عدد من أبرز المفكرين في بلاد الشام والحجاز ومصر ومنهم الشيخ محمد حسين فضل الله والشيخ جودت سعيد وجمال البنا وجمال باروت وأنور أبو طه والدكاترة أحمد برقاوي ويوسف سلامة وعبد الله النجار وعبد المعطي بيومي ورأفت عثمان وسهير عبد العزيز وسهيل عروسي وزكي ميلاد وعبد الله الحامد، والشيخ حسين شحادة.
كتب الدكتور محمد حبش مقدمة الكتاب حول رسالة التجديد وآفاقه، كما أشرف على إعداد الأوراق التي قدمت للمؤتمر.
فكرة الكتاب: يعتبر الكتاب أول تدوين علمي لبرنامج التجديد الديني الحديث في سوريا، وقد رصد التجديد الديني من مواقع مختلفة، كما تناول الكتاب عدداً من كتاب التنوير ورجالاته الكبار.
قامت جامعة دمشق باحتضان المؤتمر، وكانت البحوث التي قدمت فيه تتناسب مع مكانة جامعة دمشق التاريخية حاضنة العلم والتنوير، كما شهدت جلسات المؤتمر نوعاً فريداً من التكامل بين الخطاب الإسلامي والخطاب العلماني، على أساس المشترك الوطني والإنساني، كما شهدت دعوات كثيرة لإحياء مدرسة التجديد التي أطلقها الكواكبي والأفغاني ومحمد عبده مطلع القرن الماضي.

المرأة بين الشريعة والحياة
The Woman
Between Islamic law and life
الطبعة الأولى دار العصماء2001 الطبعة التاسعة دار ندوة العلماء 2011

النساء شقائق الرجال
المرأة خلقت نوراً وجمالاً وحناناً… ولم تخلق عذاباً ونكالاً

أصدر المؤلف كتاب المرأة بين الشريعة والحياة للإجابة على تحديات كبيرة تواجه المرأة المسلمة في مشاركتها الاجتماعية وتنمية قدراتها، وناقش قضايا بالغة الأهمية كحق المرأة في التعليم، وحقها في السفر وحقوقها السياسية، ومشاركتها في الفنون والغناء.
وقد ظلت هذه الحقائق تاريخياً محوطة بقدر كبير من الضوابط والشروط التي تعيق فعلاً مشاركة المرأة وتنمية قدراتها.
لقد ذهب المؤلف إلى منجم الفقه الإسلامي الغزير وتخير من الآراء التي سبق إليها الأئمة ما يجيب على تساؤلات العصر، وهي آراء كانت مغيبة في كتب الفقه، وقد جدت الجاجة لإحيائها من جديد.
أثار كتاب المرأة بين الشريعة والحياة زوبعة عنيفة من الردود والانتقادات، وتلقاه الشارع الإسلامي التقليدي بقدر غير قليل من الغضب والريبة، حيث اعتبر دراسة صادمة، ومع أنه لا يتضمن الجديد من الاجتهادات غير أن مكان مؤلفه في الوسط الديني كمرشد وحافظ للقرآن الكريم أثار نقمة الشارع الديني الذي لم يتعود على قراءة هذه الأفكار من خريجي المعاهد التقليدية.
وقد صدر في أعقاب هذا الكتاب بيانان قاسيان من مؤسستين إسلاميتين في دمشق، وكلاهما يتهم المؤلف بالخروج على الثوابت الإسلامية.
ولكن المؤلف في الطبعات اللاحقة أكد التزامه بالثوابت الإسلامية ورغبته الأكيدة في الدفاع عن العفاف الاجتماعي، وأكد أن جميع الآراء الواردة في الكتاب هي من اختيارات الأئمة المحققين وليست من اجتهادات المتأخرين.
طبع الكتاب نحو عشر طبعات واعتبر أحد كتب التنوير التي ساعدت في تمكين المرأة ونيل حقوقها في ضوء خيارات الأئمة المستنيرين من رجال الدعوة الإسلامية.
ظهرت عدة دراسات في نقد الكتاب أهمها كتاب للدكتور منير الشواف، وآخر للشيخ بسام الزين بعنوان يا صديقي الحبش، وقد اشتملت على ملاحظات جيدة أخذ المؤلف يبعضها وتمسك بموقفه في مسائل أخرى.
فكرة الكتاب: المرأة مساوية للرجل، وهي حرة ومسؤولة، وحقها في العمل العام محفوظ ومضمون، وهي مسؤولة عن العفاف الاجتماعي، وحجاب المرأة هو مسؤوليتها واختيارها، والنقاب تقليد غير مبرر، وهو عنف ضد المرأة، ولا بد من رفض كثير من التقاليد التي تحول دون نهضة المرأة ولو كانت من باب الراجح عند الفقهاء.
ويصر المؤلف أن كل ما تبتغيه المرأة اليوم للمشاركة الفاعلة في بناء الحياة مؤيد في الشريعة عبر أئمة التنوير، وأن انتقاء الرجل قطعة من عقله، وأن منجم الفقه الإسلامي حافل بالتشدد كما هو حافل بالمرونة، وأن اختيار الرجل قطعة من عقله.
قدم للكتاب عدد من العلماء في طبعاته المتكررة منهم الشيخ منذر الدقر والشيخ جودت سعيد وآخرون، كما قدم له الشيخ سعيد رمضان البوطي، ولكنه هاجم الكتاب هجوماً عنيفاً فيما بعد.

ألف يوم في مجلس الشعب
Thousand Days in the Parliament
الطبعة الأولى دار التجديد 2006 الطبعة الثانية دار ندوة العلماء 2008

الحياة كلمة…… ولا خير في كفاح بدون شفافية
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

جرى جمع هذه الأوراق من حوارات خاصة مع الدكتور محمد حبش، وذلك بهدف تلخيص تجربته في مجلس الشعب التي بدأت مع الدور التشريعي الثامن عام 2003
حاولت الحوارات أن تكون تجربة غنية في العمل العام، ينتفع بها الناس، وتلخص تجربة النائب في خدمة مشروعه في التجديد الديني، وقد ضمت كثيراً من النجاحات والإخفاقات والمساجلات التي خاضها مما نجح فيه ومما خانه فيها التوفيق.
لقد قدم المؤلف كتابه قبل الدور التشريعي التاسع وأشار إلى أن الحكم على الكتاب سيكون في ورقة الاقتراع بعد عام، وقد حقق المؤلف نجاحاً تالياً في الانتخابات التالية، وتعهد أن يستأنف نشاطه في خدمة الشأن العام.
كما اعتمد الوثائق الموجودة على الأنترنت وقد بلغت على موقع غوغل حتى تاريخ 1/8/2006 نحو 19400 وهي اليوم على غوغل تتجاوز نصف مليون إشارة تلخص أهم النشاطات التي قام بها الدكتور حبش خلال السنوات الأخيرة.
وفي مقدمة الكتاب: من الواجب بعد ألف يوم من العمل في مجلس الشعب أن أقدم للجمهور الذي أحترمه من أنصار التجديد هذه الصفحات مما أعتقد أنه جزء من الأمانة التي طوقوني بها في عملي من خلال هذا المجلس الكريم.
إنني مؤمن بأن العمل خير من الجدل، وأتطلع إلى نصيحة كريمة من كل أخ وصله هذا الكتاب، والمؤمنون بعضهم لبعض نصحة، والله ولي المؤمنين.
وكلي أمل أن تكون هذه الأوراق بمثابة تصحيح لبعض ما أثاره بعض الأصدقاء الكرام حول رسالتي وهدفي، وأتمنى لهم أيضاً أن يقرؤوها بعمق ووعي، فلعلهم كانوا مخطئين، أو لعلي كنت مخطئاً، ولعلنا بعد ذلك نتناصح، والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
فكرة الكتاب: جردة حساب يقدمها النائب بشفافية ووضوح لتكون وصالاً بين الناخب والنائب، وقد أسست فكرة الكتاب لأعمال مشابهة بحيث يعرض النائب ما قام به لجمهوره، وذلك بهدف تعزيز الديمقراطية والوعي السياسي والاجتماعي.
ويشير الكتاب بالوثائق الأرقام إلى مطالبات الدكتور حبش المبكرة بالحقوق المشروعة للشعب السوري، وبشكل خاص رفع قانون الطوارئ، والسماح بحرية الأحزاب، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تمنح حزب البعث قيادة الدولة والمجتمع، ورفع القبضة الأمنية عن الشعب، وإلغاء قانون 49 القاضي بإعدام الإخوان المسلمين، وحق الأم السورية في منح جنسيتها لأبنائها.
كان ذلك كله قبل عام 2006 أي قبل الثورة بنحو خمس سنين.
كان المأمول أن تقع هذه الصرخات في مسمع القيادة السورية لتبادر بالإصلاح، ولكنها في الواقع رفضت كل هذه المطالبات واتهمت صاحبها بأنه غير منضبط، وقامت بإغلاق مركز الدراسات الإسلامية الذي أسسه بالشمع الأحمر، كما قامت بمنعه عن الخطابة والتدريس الديني، وانساقت القيادة للاسف إلى سياسة القمع والبسطار العسكري، الأمر الذي زاد من الاحتقان والغضب حتى انفجر ثورة شاملة في سوريا لن تتوقف دون هدفها الكبير في الحرية والكرامة.
كما وثق الكتاب لمطالبات النائب المتكررة بوقف الإعلان عن الفحشاء في سوريا وهو سعي محمود تمكن فيه من وقف هذا النشاط المسعور الذي كان يوشك أن يفرض على السوريين نوعاً من تجارة الفحشاء يقود إلى إباحية مجنونة.
يحتاج هذا الكتاب إلى طبعة جديدة يضيف فيها النائب تجربته بعد هذا إعصار الثورة العاصفة بسوريا، لله وللتاريخ.

المشترك أكثر مما تعتقد
More common than you think
الطبعة الأولى2001 الطبعة الثالثة دار ندوة العلماء 2008

الكفاح ضد احتكار الخلاص وضد احتكار الحقيقة

كتاب أعده الكاتب الأمريكي وليم بيكر وتبناه الدكتور محمد حبش حيث ترجمه إلى العربية بمشاركة: محمد أبو الشرف والمترجمة ربا أجداد، ويهدف إلى التأكيد على المشترك بين الإسلام والمسيحية.
كان المؤلف وليم بيكر قد أصدر الكتاب بالإنكليزية تحت عنوان More in common than you think وطبعه عدة مرات بالإنكليزية قبل أن يطبع بالعربية بإشراف مركز الدراسات الإسلامية بدمشق.
ويأتي هذا الكتاب في هذه المرحلة من مطلع القرن الجديد تجاوباً مع جهود كثيرة يبذلها المخلصون لإطلاق رسالة الإخاء الديني خياراً عقائدياً ورسالياً وليس محض صيغة بروتوكولية مؤتمراتية.
وقد أثار هذا الكتاب ردود فعل شديدة من التيار التقليدي الذي اعترض بشكل خاص على مقدمة الدكتور حبش التي أعلن فيها موقفه من رفض احتكار الخلاص على خطى الإمام العارف الشيخ محي الدين بن عربي، وقد كتب مقدمة ضافية في مطلع الكتاب لشرح هذه الحقيقة، ومما قاله فيه:
إن فكرة “احتكار الخلاص” فكرة خطيرة، وهي سبب رئيسي على لائحة مبررات الحروب الدينية في التاريخ، إذ ما دام الله الرحيم لا يرى في هذا الآخر إلا (حطب جهنم) فما الذي يدعو إلى الرحمة أو الرأفة بهذا الآخر؟
إن ما نقرره هنا يحظى باحترام القادة الدينين كافة في لقاءات الحوار والمجاملة في الإطار البروتوكولي، ولكن هل تمكنا من وضع أيدينا على مكامن الجرح الغائر فيما يتلقاه الطلبة من مناهج على مقاعد الدرس، وكذلك في الكنائس والمساجد من مناهج تكرس الحديث عن الفريق (الناجي) الذي هو من وجهة نظر كل فريق: نحن بالطبع، ولا تبالي بعدئذ بالمصير الأسود الذي ينبغي أن يساق إليه الآخرون.
إن المسيحيين والمسلمين يشكلون اليوم ثلاثة أرباع سكان الأرض، وهذا وحده يقدم مبرراً كافياً لقيام جبهة محبة وسلام بين المؤمنين في الأرض، ويوفر جانباً كبيراً من أسباب نجاحها وفعاليتها، ولكن البداية التي لا بد منها هي البحث عن أرضية مشتركة من الاحترام بين أبناء العقيدتين بحيث لا تكون الأولى كفراً والأخرى إيماناً، وتفهم تأويلات كل فريق بحيث يتأسس على ذلك الاحترام المتبادل والتعاون الرشيد.
ومع أن الكتاب لا يتجاوز الحديث عن المشترك في القيم الدينية بين المسلمين والمسيحيين على السواء، وهو أمر مقبول من مؤلف أمريكي تعرف على الإسلام، ومنحه حبه واحترامه، ولكن مقدمة الكتاب ذهبت إلى تأصيل فكر اللقاء على أساس المشترك الديني، والتأكيد على العلاقة التكاملية بين الإسلام والديانات السابقة وخاصة المسيحية على مبدأ مصدقاً لما بين يديه وليس ناسخاً أو مبطلاً أو ملغياً لما بين يديه.
إن التغني بالمشترك بين الإسلام والمسيحية على أساس الإيمان بالأنبياء والكتب السماوية ثم الذهاب إلى إهانة المسطور في هذه الكتب وإنكار إيمان المسيحيين اليوم يجعل هذا الركن الإيماني بلا معنى، فالمقصود الأول من دعوة القرآن الكريم للإيمان بالنبوات الأولى هو نشر المحبة بين أتباع الأنبياء وليس نشر الخصام والجدل.
إن رسالة التنوير تتجه مباشرة إلى إحياء المشترك الإنساني، وبناء هذا العالم بجهود الانبياء وكفاح الإنسان، على أساس القاعدة الإسلامية الذهبية: الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.

الشيخ أحمد كفتارو
ومنهجه في التجديد والإصلاح
Sheikh Ahmad Kuftaro
and his method of renewal and reform
الطبعة الأولى: دار أبو النور 1996 الطبعة العاشرة: دار ندوة العلماء 2007

سيرة مجدد كانت رسالته: أنا لم أشاهد في حياتي كافراً

يتناول الكتاب تعريفاً تفصيلياً لحياة الشيخ أحمد كفتارو ورسالته التجديدية، قدمها المؤلف من خلال صحبته الطويلة للشيخ أحمد كفتارو وكذلك قرابته الرحمية للشيخ مما مكنه من تقديم قراءة دقيقة لحياة الشيخ ومشروعه التجديدي.
ويؤكد الكاتب أن منهج الشيخ التجديدي امتد حيث وصل تلامذته وأبناؤه، وأن الفكر الجريء الذي بشر به الشيخ من الوحدة الإنسانية والإخاء العالمي، مرتكزاً على تصريحه المتكرر أنه لا يرى في هذا العالم كافراً، وأن الناس أعداء ما جهلوا ومتى قام الدعاة بواجبهم فإن الحقيقة سيسجد لها الناس أجمعون.
وقد تلقى القراء هذا العمل بإقبال كبير إلى درجة أنه تم نفاذ سائر الطبعة الأولى لدى الناشر خلال خمسة عشر يوماً فقط، كما طبع بعد ذلك أكثر من عشر طبعات.
وقد رسم الكتاب الملامح المنهجية لرسالة الشيخ في التجديد، كما رسم ملامح حركة التجديد المأمولة، وقدم الأدلة من الشرع والواقع على وجوب التجديد في الإسلام وهو المنهج الذي التزمه المؤلف في حياته العلمية.
وأكد المؤلف على طبيعة العلاقة التي حددها الشيخ مع القيادة الوطنية ونشاطاته في حقل حوار الأديان والتقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، كما اشتمل الكتاب على مسحة أدبية فريدة في بيان مدرسة الشيخ العلمية والفكرية.

وأورد المؤلف عدداً من المواقف التي تبناها الشيخ كفتارو ودافع عنها في حياته، ولكنها لم تجد للأسف من ينهض بها شعلة متوهجة، وأورد في مقدمة كتابه أنه يشعر بالأسى أن الأفكار العظيمة التي دافع عنها الرجل صارت تعامل بريبة وقلق، وصار كثير من تلامذته يعتبرها من باب من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان مع أنها أكثر المقاصد التي دافع عنها الشيخ في حياته وكرسها في كفاحه.

فكرة الكتاب: إن كثيراً من المصلحين تقدموا الركب ثائرين شجعان، وقالوا كلمتهم ببصيرة ويقين، وحاربوا الخرافة والجهل، ولكن تلك المواقف العظيمة يتم تأويلها بصيغ توفيقية تطفئ وهج الرسالة، وترحلها في الأجيال جذوة بلا لهيب.
ويصر المؤلف أن يظهر الحبل المتين الذي يربط حركة الشيخ كفتارو الإصلاحية بحركة التنوير الإسلامي التي قادها الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، ويحاور أولئك الذين يريدون أن يجعلوا من هذه الرسالة محض مدرسة فقهية تكرر ما كتبه الأولون، دون أن تكون لها جرأة الحفر في لوح التاريخ بكلمة اليقين.
لقد عاش الرجل ومات وهو يقول إنه غير راض عن مناهج التعليم الديني، وكان لا يستثني منها مؤسساته التي أرساها في الشام، وكان يأمل أن يقوم تلامذته بالدور الذي لم يستطعه في حياته، ولكن ليس سراً أن نقول الآن إن المؤسسة بما فيها من كتب ومناهج ومعلمين باتت تفرض فرضاً عبر مؤسسة الأوقاف المرهونة بالكامل لإرادة الأمن والمخابرات، وقد عينت إدارة ضعيفة عاجزة لا تكف عن ترديد وجوب طاعة ولاة الأمر ولو أخذوا أموالنا وضربوا أبشارنا.
من حقنا أن نأسى على هذا الهوان وأن نأمل أياماً جديدة وكريمة تستأنف فيها رسالة الرجل المجدد، ومشروعه التنويري الذي قصد هذا الكتاب إلى إظهاره للناس.
ويركز المؤلف على موقف الشيخ كفتارو المتفرد بين فقهاء الدين الذي كان يصر على أنه لم يواجه في حياته كافراً، وان الناس مؤمنون بطبعهم، وأن مسؤولية شرودهم عن الإسلام هي مسؤولية الدعاة التائهين أكثر مما هي مسؤوليات المجتمعات الحائرة.
ولا يخلو الكتاب من نقد بناء لمنهج الشيخ ومشروعه، وهو أمر غير مألوف في كتابة السير الدينية التي تتولى عادة التعريف بالفقهاء على أساس الإفراط في الثناء.

نبي من أجل الإنسان
Prophet for the human
طبع دار الناقد 2009

خاتم الأنبياء
من ضباب الخوارق إلى ضياء السنن

صفحات كرسها الكاتب للحديث عن كفاح النبي الكريم في بناء الحياة ونشر الهدى، وهي صفحات طافحة بالتأكيد على بشرية الرسول الكريم، وهي حقيقة أكدها القرآن الكريم عشرات المرات، وهي صفحات قد تأتي على خلاف نسق ما تعودناه حول الرسول الكريم، من تلاوة مغازيه وسيرته وشفاعته وعجائبه ومعجزاته ومنزلته في أولي العزم من المرسلين، ولكنها قراءات في صميم ثورته وكفاحه، تكمل عطاءه وتوضح هديه وتنشر فكره وضياء رسالته.
وفي مقدمة الكتاب يقول المؤلف:
قد تكون هذه الدراسة خارج السرب ولكنها ليست خارج سياق الرسالة، وبهذا المعنى فهي خارج سربنا نحن وليس خارج سربه هو، وهي صفحات غائبة، عادة ما نتجاوزها في سياق دراستنا لسيرة رسول الله، حيث نفضل الحديث عن مجده المعصوم، ونتهيب أن نقرأ دروس كفاحه على الأرض كثائر نبيل، يجوع يوماً فيحمد الله ويشبع يوماً فيشكر الله، ويصيب يوماً فيسأله هداه، ويخطئ يوماً فيستغفر لذنبه، ينتصر في بدر وينكسر في أحد، ويعتز في تاريخه باليومين جميعاً، وهي روح ناقدة لا بد أن تسلمك إلى مواجهة جدل يتناوبه العقل والنقل، ويقود إلى حقيقة واحدة وهي أنه ما كان بدعاً من الرسل وما يدري ما يفعل به ولا بنا، وأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء، وأنه ليس إلا البشير والنذير لقوم يؤمنون.

فكرة الكتاب: إن وقوفنا أمام معالم بشريته لن ينقص من حبنا واحترامنا لمقامه الكريم، بل إنه سيعزز الاحترام لعطائه ورسالته، فهو بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وما كان المرسلون قبله إلا بشراً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، كفاحه في نشر الهدى، ورسالته في التنمية والبناء: أنتم أعلم بأمور دنياكم.
إنه النبي الإنسان، الذي جاء ليخرج البشرية من ضباب الخوارق إلى ضياء السنن، إنه آخر عصر الغيب وأول عصر الشهادة، وآخر عصر السماء وأول عصر الارض، وآخر عصر الخوارق وأول عصر العقل.
إنه النبي الذي استطاع بنور النبوة ووحيها أن يضع الإنسان على سكة العقل والبناء والكفاح والبناء، وعلمه كيف يحرث الأرض بمنجله وكيف يصنع الحضارة بمعوله، دون أن ينتطر من السماء تفاصيل ما ينجزه على الأرض.
إنها ليست قراءة علمانية لحقائق الغيب، ولكنها نصوص الكتاب العزيز نقدمها كما رواها صاحب التنزيل، إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى، وهي نصوص أشارت في مائة وثمانية عشر موضعاً إلى كونه بشراً يكافح على الأرض من أجل بناء الإنسان والحياة.

أشواق داغستان
Longing of Dagestan
الطبعة الأولى دار أبو النور 1998 الطبعة الثالثة دار ندوة العلماء 2007

هدية دون قدر المصطفى قيماً وفوق مقدار مهديها من العجم
ما فوقها مبلغ لي في الثناء ولا ترضى بما بلغته طاقتي هممي

دراسة في رائعة الأدب العربي التي نظمها الشاعر الداغستاني المجيد نجم الدين بن دنوغونة الحزي الأواري مع شرح لطبيعة الكفاح الإسلامي في الشيشان.
لا نبالغ إن وصفنا شعر ابن دنوغونة بأنه إعجاز المديح النبوي، فمع أن القصيدة من نظم شاعر داغستاني، عاش في داغستان في أواخر عهد القياصرة، وكانت اللغة الداغستانية هي حديثه وخطابه وكتابه، غير أنه نظم قصيدته هذه بالعربية، فكان مجلياً في حلبتها، ولو أنني كتمت اسم الشاعر عنك، وقرأت عليك طرفاً منها لحسبتها من شعر النابغة الذبياني أو امرؤ القيس، أو نظيرهم من فحول شعراء الجاهلية، وذلك لكثرة تمكن الشاعر من العربية، وتوفر غريب ألفاظها وعزيزه بين يديه.
ومراراً ذرفت عيني وأنا أقرأ عواطف هذا الشاعر الداغستاني يقذفها إلى الحجاز من شاطىء بحر قزوين، محملةً بآمال العجم وأمانيهم، تترقرق شوقاً وحباً ووفاء، ووجدت أن من أعظم الغنائم التي يمكن أن أحصلها في عمري أن أحمل إلى روضة النبي هذه الهدية الأعجمية الناطقة بلسان عربي مبين.
وهي قصيدة من 362 بيتاً في مديح الرسول الكريم على نهج البردة، وضم الكتاب ثلاث قصائد رائعة لابن دنوغونة وهي على الترتيب:
• الأزهار الروية في مدح خير البرية
• الأشواق والمزامير
• الأشواق والترياق
وقصيدته الأولى في المديح النبوي أما القصيدتان فهما في الشكوى والمعاناة التي كان يواجهها ابن دنوغونة خلال كفاحه الطويل ضد الروس .
فكرة الكتاب: أثار الكتاب اهتمام الباحثين حول الوجود الإسلامي في القوقاز، والإسهام القوقازي في الحضارة الإسلامية، وأشارت إليه عدة صحف داغستانية وقد ضم الكتاب بعض هذه الوثائق في الطبعات اللاحقة.
ويركز الكتاب على طبيعة كفاح القوقازيين ضد الروس من أجل الجرية والاستقلال، حيث كان الشاعر واحداً من قادة المقاومة ضد الحكم الروسي على جبال الشيشان، ولا شك انه سيأخذك العجب حين تدرك أن هذا الشاعر الذي لم يكن يكاد ينزل عن حصانه أو يحل بندقيته عن عاتقه كان يحمل في جوانجه هذه الأشواق الدافئة صوب الحرم الشريف.
والكتاب يطرح الجانب العاطفي في علاقات الشعوب الإسلامية بالأمة العربية، ويسلط الضوء على منهج التكامل والتواصل مع العجم الذين ينتمون لدوحة الرسول الأعظم، ويؤمنون برسالته وكتابه ولغته العربية ويبدعون فيها، دون أن يتخلوا عن انتمائم القومي لأوطانهم وثقافاتهم.

المسلمون وعلوم الحضارة
Muslims
and sciences of Civilization
الطبعة الأولى: دار المعرفـة 1988 الطبعة الثالثة دار ندوة العلماء 2006

يا دجلة هل سجلت على شطيـــــك مآثر عزتنـــا
أمواجك تروي للدنيـــــا وتعيد صحائف سيرتنـــا

دراسة تتناول بالبحث والتحليل أهم العلوم التي شارك المسلمون في إغنائها وتطويرها بين ثقافات الأمم، وقد تناول المؤلف بالتفصيل فيها دور القرآن الكريم في إحياء هذه العلوم والتأكيد أن هذه العلوم ما كان لها أن تتطور لولا التوجيه النبوي والقرآني الحكيم، وأن هذه المعارف تطلب من أبوابها لدى أهلها من العلماء السابقين واللاحقين بغض النظر عن أديانهم وثقافاتهم وقومياتهم.
وأهم العلوم التي تناولها الكتاب: العلوم الطبية والعلوم الهندسية والعلوم الببليوغرافية والعلوم البيولوجية والعلوم العسكرية غير ذلك من أبواب المعارف والعلوم.
وترتكز فكرة الكتاب على أن القرآن الكريم كتاب علم وحكمة ومعرفة، وأن أول كلمة في القرآن الكريم (اقرأ) وهو أمر جاء مجرداً من الاقتران بالمعمول، وفي ذلك إيماء جلي إلى استحسان السعي وراء سائر المعارف، إذ أن حذف المعمول إيذان بالعموم، وهو بالفعل مراد إلـهي، إذ سائر المعرفة مطلوبة للأمة الإسلامية، ولذلك فقد انطلقت جهود المسلمين، في كل سبيل لتقديم المعرفة النافعة، وتسخيرها للعباد.

فكرة الكتاب: أطلق الإسلام أبواب المعرفة للأمة الإسلامية في كل وجه، وذلك عبر سبل المعرفة التجريبية وفق قوانين العلم، وليس على أساس الخوارق والعجائب، ويذكر الكتاب بإسهامات المسلمين في العلوم الحضارية واقتباسها من تجارب الأمم المتحضرة، داعياً الخلف أن ينهج نهج سلفه في تحصيل المعرفة من مظانها في العالم المتحضر وليس من بطون الكتب الصفراء.
ولا يوافق المؤلف الفكرة الشائعة بأن هذه المعارف وردت على سبيل الإعجاز في نص الكتاب والسنة، بل إنه رأى أن الكتاب والسنة أرادا تشجيع الأمة على هذا الخير وتركا أمر تحصيل المعرفة للتجارب الإنسانية وفق قانون السنن الإلهية الصارم.
ويؤكد المؤلف على إنجازات العلماء المسلمين عبر التاريخ في الشأن الحضاري على أساس أن ذلك كان نتيجة البحث العلمي والتكامل مع ما كتبه الأولون، وتفاعل الحضارات والثقافات على اختلاف مشاربها، وليس على أساس إعجازات علمية تلتمس من النص المعصوم.
ويطوف المؤلف بأهم الإنجازات العلمية التي قدمها المسلمون تاريخياً، ويتناول جوانب غائبة لم تكن معروفة من قبل، كالحديث عن علوم البيولوجيا والببليوغرافيا وعلم الأحافير.
والدراسة جزء من رسالة الماجستير التي قدمها الدكتور محمد حبش بعنوان تصنيف المعارف الإسلامية وإسهام المسلمين في إحياء العلوم.
وقد تم تقديم الكتاب في برنامج إذاعي للدكتور حبش بثته إذاعة أبوظبي والكويت.

التجديد الديني في سوريا
تجربة محمد حبش
renewal Religious in Syria
The expiries of Mohammad Habash
الطبعة الأولى: دار التجديد 2004 الطبعة الثانية: دار التجديد 2007

أيها الصادق كم حاربتها في ضمير الدهر أشكال الخرافة
ذات يوم أنت رويت الورى من لهذا الجيل يرويه جفافـــــه

تأليف البروفسور بول هاك
دراسة أعدها البروفسور الأمريكي بول هاك الأستاذ بجامعة برنستون في نيويورك، هدف من خلالها إلى رصد حركة التنوير الديني القائمة في سوريا من خلال التجربة التي خاضها الدكتور محمد حبش، ومتابعة أهم الأفكار العلمية التي أطلقها في التجديد الديني وبشكل خاص: رفض احتكار الخلاص والدعوة الى حوار الديانات.
طبع الكتاب باللغة الإنكليزية عدة طبعات كما كتب الدكتور محمد حبش مقدمة هامة على الكتاب الذي طبع بالعربية في دمشق ثلاث طبعات حتى 2009
إنها محاولة من مرصد غير منحاز لمراقبة حركة التجديد في سوريا وهي بكل تأكيد جزء هام من حراك التجديد في العالم الإسلامي، يقدمها محض مراقب ليس بكل تأكيد طرفاً فيها، ولا يمكنه أن يدعي ذلك.
ولم تتوقف الدراسة عند حدود الإعجاب بالمنهج الفكري الذي يلتزمه الحبش بل إنها تتناول أيضاً بنقد عميق كثيراً من فكره وأسلوب تعامله مع الحركة الإسلامية عموماً، وهي بذلك ستشكل قراءة محايدة لحركة التجديد التي نشارك في إطلاقها في بلاد الشام.
وقد زار البروفسور بول هاك سوريا مراراً وألقى عدداً من المحاضرات في مركز الدراسات الإسلامية بدمشق، والتقى عشرات الباحثين والكتاب المهتمين بمسيرة محمد حبش وفكره من أنصاره ومن أخصامه، وأورد مواقف الطرفين بحيدة وموضوعية.
أعد الباحث كتابه بتكليف من جامعة برنستون وقد نال به ترقية أكاديمية.
فكرة الكتاب: إن التجديد إنما يبعثه في الواقع النص الديني، وحاجة المجتمعات الإسلامية في المقام الأول، وسائر الأدلة التي يطرحها التجديد بين أيدي الناس إنما هي من دلالات النص المقدس نفسه، الذي يحمل في ذاته بذور انبعاثه في كل حين، ومن أجل ذلك فقد ظل يمارس دوره في الحياة على الرغم من التناقضات الصارخة التي عصفت بالمجتمع الإسلامي عبر التاريخ.
ويؤكد بول هاك في دراسته أن ما يميز حركة التجديد في مشروع الحبش هو أدلته التي يسوقها من داخل النص الإسلامي وليس من الثقافات الوافدة عليه.
ويشير بول هاك إلى أن هذا اللون من الحراك يشكل وسيطاً منطقياً بين آمال الشعوب الإسلامية في قيام نهضتها على هدى القرآن وبين مخاوف المجتمع الدولي وبالتالي الأقليات العلمانية من قيام نظام إسلامي يتموضع في لحظة من التاريخ، ويفرض رؤية قاسية على المجتمعات الإسلامية، وعلاقات معقدة مع المجتمع الدولي، كما هو الحال في التجارب الإسلامية في أفغانستنان والصومال والتجربة الجزائرية.

المصارف والربا
Banks and usury
طبع دار التجديد 2003

الإسلام ليس عدوا للاقتصاد العالمي ولكنه عدو للظلم والقهر

دراسة أعدها الدكتور محمد حبش تهدف إلى جمع الأقوال والفتاوى التي صدرت عن علماء مشهورين في العالم الإسلامي بشأن إباحة التعامل مع المصارف.
ضمت الدراسة فتاوى مهمة لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر وفتاوى الشيخ معروف الدواليبي ومصطفى الزرقا والشيخ أبو زهرة والشيخ محمود شلتوت.
ونصت الدراسة في ديباجتها أنها لن تحسم الجدل في هذه المسألة وأنها لم تقصد إلى ذلك أصلاً بل قصدت إلى وضع مزيد من النصوص والفتاوى بين يدي الباحثين للوصول إلى الحكم على المصارف ببصيرة ويقين.
فكرة الكتاب: إن الربا هو التجارة بمصائب الناس، والمصرف الإسلامي هو الذي يحقق للناس العدالة والتنمية، وأن ما يقرر إسلامية العمل المصرفي هو تحقيقه لحاجات الناس ورفع الظلم عنهم، وليس رفع شعار الاقتصاد الإسلامي بلا مضمون.
ويؤكد المؤلف أن المصارف هي نمظ اقتصادي جديد ينبغي دراسته في إطار مصالح الأمة ومنافعها، وليس في إطار القياس على ما لا يشبهه من النظم الاقتصادية القديمة.
وقد أثارت هذه الدراسة جدلاً بين الفقهاء على أساس أن الأمر قد حسمته فتاوى مشهورة تحرم التعامل مع المصارف وتعتبره صورة الربا المحرم بنص القرىن الكريم، ولكن هذه الدراسة جمعت من فتاوى العلماء المشهود لهم بالعلم والبصيرة وجوهاً أخرى من الاستنباط تؤكد أن الأمر ليس محسوماً بالنص بل هو مسالة محدثة تحتاج لاجتهاد جديد، وقد جمعت الدراسة نصوص قرارات المجامع الإسلامية المختلفة، للاستدلال على أن الأمر يحتاج لاجتهاد جديد يلاحظ حاجة الأمة ومصالحها وفق النظم المصرفية الحديثة السائدة في العالم.

النبي الديمقراطي
The democratic prophet
طباعة دار ندوة العلماء 2007

أيها الصادق كم حاربتهـــــــــــــا في ضمير الدهر أشكال الخرافة
ذات يوم أنت رويت الورى من لهذا الشعب يرويـــــــــه جفافــــــه

سلسلة مقالات للمؤلف ركز فيها على عدد من المواقف في حياة الرسول ظهر فيها كفاحه الديمقراطي، ويستلهم معاني ذلك في القيم التي عززها الإسلام في حياة الناس.
وقد أثارت هذه الدراسة ردود فعل واسعة في الشارع الثقافي في سوريا والبلاد العربية، ورفض المتشددون وصف النبي الكريم بالديمقراطية ولكن المؤلف قدم في كتابه اللاحق نبي من أجل الإنسان أجوبة متعددة على هذه القضية.
فكرة الكتاب: يتضمن الكتاب تعريفاً للديمقراطية وجدل الوفاق والشقاق بين الإسلام والديمقراطية، وينتهي إلى تقرير حقيقة أن الديمقراطية منجز إنساني شاركت في تحقيقه البشرية عبر كفاح الشرفاء خلال التاريخ، ويؤكد الإسهام الإسلامي عبر شخص الرسول الكريم ورموز العدالة في الإسلامي كعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ونور الدين وغيرهم ويدعو المسلمين إلى الكفاح من أجل الديمقراطية.
قد يبدو صادماً أن تستخدم عنواناً كهذا في وقت لا تزال كثير من المؤسسات الإسلامية لا تؤمن بالديمقراطية، وترى فيها انحرافاً عن نهج النبوة، وهو المعنى الذي دفع طلائع الإسلام السياسي في الخمسينات إلى رجم الديمقراطية بالحجارة واتهام البرلمانات بأنها أوثان القرن العشرين والدعوة إلى وجوب البراءة منها ومن تبعاتها التشريعية التي تم توصيفها بأنها مناوأة مباشرة للشرع.
ومع أن هذه الأصوات خفتت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ولكنها اليوم تحظى بجمهور كبير بعد المغامرات التي أشعلها بوش في الشرق الأوسط تحت شعار الديمقراطية، الأمر الذي رسم صورة سوداء للآمال الديمقراطية، وبالتالي أساء غاية الإساءة للحوار الإسلامي مع الغرب وعزز فرص التطرف والراديكالية ووفر لهم بيئة خصبة لنمو فكر التعصب والانغلاق وبالتالي أعاد المشروع الديمقراطي عدة عقود إلى الوراء في الشرق الأوسط.
وبعيدا عن الراهن السياسي فإن هذه المقالات معنية بإثبات حقيقة واحدة وهي أن الرسول الكريم قدم للعرب مشروعاً ديمقراطياً متنوراً سواء في التشريع أو في الإدارة، وهي حقيقة نجتهد هنا لإثبات أنها لا تتناقض أبداً مع الوحي المعصوم بل تشد أزره وتحقق رسالته وتبلغ به غايته، وتستلهم الأدوات التي منحنا إياها النص نفسه في بعث العقل واستخدام الخبرة البشرية للوصول إلى معرفة السنن الكونية التي عرفها الإنسان بعد عناء طويل، وسلم بها بيقين، وهي السنن التي يحق لنا أن نستخدمها في التشريع لإخراج ما هو خير للعباد والبلاد.
لقد عاش حياته في خدمة الأمة ولم يجمع ثروة طائلة، يأكل كما يأكل العبد وينام كما ينام العبد، وفي وثيقته الأولى التي كتبها دستوراً لدولة المدينة الناشئة يظهر احترام المواطنة على أساس من المساواة بغض النظر عن الدين والنسب، وحين رحل إلى الله لم يكن في وصيته فرض حكم ثيوقراطي على الناس وإنما ترك الأمر شورى وتم تداول السلطة بعده في الخلافة الراشدة شورى بين الناس بغض النظر عن الأحساب والأنساب والثروات، قبل أن تتحول الخلافة إلى ملك عضوض.
إنها محاولة لقراءة الرسول الكريم رجل كفاح ديمقراطي، آمن بالعدالة وكفر بالاستبداد، وعمل للحرية وقارع الظلم، وأنجز المساواة في ظروف المجتمع الجاهلي، وعمل بإخلاص وكفاءة لبناء مجتمع العدالة والتنمية في الأرض.

أطفالنا.. أكبادنا
بين شريعة الله وميثاق الأمم المتحدة
Our Children
Children’s Charter of the United Nations and the comparison with the law
طبع دار ندوة العلماء دمشق 2007

ولدك ريحانتك سبعاً وخادمك سبعاً ويمينك سبعاً
وبعد ذلك عدو أو صديق

دراسة تشريعية وحقوقية في موقف الشريعة الإسلامية من التحفظات الواردة على اتفاقية حقوق الطفل الدولية الصادرة بالقانون رقم 8 لعام 1993
وقد تناولت الدراسة موقف الإسلام من الطفل ورعاية حقوقه، كما اشتملت على مقارنة بين الشريعة والاتفاقيات الدولية.
فكرة الكتاب: إن المشاركة الإيجابية في سائر الاتفاقيات الدولية التي تكرس حقوق الأطفال وتجرم الاعتداء عليهم تعتبر في صلب مقاصد الإسلام وتدل على حيوية الشريعة ومرونتها ومعالجتها لمشاكل الإنسان.
وينظر الإسلام إلى السعي الإنساني في قضايا حقوق الإنسان في إطار إيجابي بالغ، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها، وقد نص القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً على أنه جاء مصدقاً لما بين يديه، ومعنى ذلك أنه يتطلع باحترام وتقدير لكل سعي حكيم تتحقق به أهدافه في بناء كرامة الإنسان، ولا شك أن قوله تعالى مصدقاً لما بين يديه مطلق هنا من الزمان والمكان فيشمل الحكمة السابقة والحكمة اللاحقة، ويشمل نور الوحي وكفاح الإنسان، وهو وعي حضاري يجب أن نركز عليه كلما أردنا الإشارة إلى رسالة الإسلام في بناء الحياة.
وهنا يتعين القول أن المبادرة للانضمام للاتفاقيات الدولية الناظمة للشأن الاجتماعي هو مطلب وطني وديني أيضاً طالما كانت هذه الاتفاقيات لا تخالف أصلاً من أصول الشريعة، أو تنقض أمراً من ثوابتها.
ومن المؤسف أن الشعب العربي وهو يعاني تبعات التخلف فإنه ينظر إلى كل سعي إنساني قادم من الغرب على أنه نشاط مريب، وأنه يتضمن نوايا استعمارية غير معلنة، ولذلك فإنه يغلب الريبة وسوء الظن على هذه الجهود مهما كانت صادرة بموضوعية وحيدة.
وفي الفترة الأخيرة ومع تعملق الدور الأمريكي في العالم فإن منظمة الأمم المتحدة أصبحت هي الأخرى محل تهمة نظراً للنفوذ الأمريكي فيها، ونتيجة للمظالم الأمريكية في المنطقة، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الشعوب العربية في التعاطي مع مشاريع الأمم المتحدة الإنمائية والثقافية، وهو ما تعاني منه المساعي المبذولة لتحقيق مشاركة سورية فعالة في المجتمع الدولي.
ويتعين القول هنا أنه ليس من العقل أن نمضي في تجاهل القانون والاتفاقات الدولية، وأن دورنا في الحراك الثقافي والاجتماعي مع دول العالم هو مسألة جوهرية، حيث نؤثر ونتأثر بالسعي الإنساني للدفاع عن الحريات والحقوق الإنسانية في كل مكان في العالم.
كتب البحث بلغة فقهية وحقوقية، وتم تقريره في ورشات عمل متلاحقة في الهيئة السورية لشؤون الاسرة، كما تضمن توصيات ومراجعات حول قضايا الطفولة في المجتمع، وسبل معالجتها.

الحوار أو الدمار
Dialogue or destruction
طبع دار ندوة العلماء 2006

حين تعجز الكلمة أن تقنع العقول… تقرع في البرية طبول الحرب

سلسلة مقالات تتضمن أهم المحطات في الصراع بين الغرب والشرق ، وتهتم بتعزيز المشترك ، وبالتالي دور الأطماع السياسية في منع قيام عالم فاضل، تهتم الدراسة ببيان أهم شروط الحوار وظروفه. أهم العناوين:
• كفاح الرسول بين الحوار والجهاد
• المسلمون في الغرب حوار أم مواجهة؟
• حضارات أم حضارة إنسانية واحدة؟
• الحوار… من أجل نقد الذات
• الحوار…لأن الخلق عيال الله
• حوار الاستشراق ..نهر يبحث عن مجرى
• حوار الحضارة… من طوكيو إلى ذي القرنين

فكرة الكتاب: يركز الكتاب على حقيقة الحاجة إلى الحوار، في عالم تتسارع فيه سبل التواصل بين العالم ويتهدم بشكل متسارع ما تم بناؤه عبر التاريخ من حواجز العرق واللغة والدين.
لم تكن العلاقة بين الشرق والغرب عبر التاريخ أشد دقة من الأيام الراهنة حيث تحملك نشرات الأخبار كل يوم على إدراك خطورة المشهد وأنه لا سبيل على الإطلاق لتأجيل البحث في هذه المسألة فالزمن ماض في سبيله المحتوم ,وطبيعة المجتمع الدولي تتشكل كل يوم, والغائب ليس له نائب، والحكم يصدر كل يوم وجاهيا أو غيابياً وفي النهاية فإن الجميع ملزمون بتحمل تبعاته.
إنه لم يعد بالإمكان أبداً أن يخرج مجتمع ما من التاريخ بدعوى أن القيم العالمية لا تتناسب مع تراثه وتقاليده,وأصبح الدخول في نظام القرية الكونية قدراً ملزماً لسائر سكان الكوكب، ولم يعد بإمكان حاكم ما أن يحتفظ بخزينة الدولة في حجرة النوم لأنها أكثر أماناً وأصبح المال العربي الإسلامي مهما كان نزيهاً وقومياً وثورياً مضطراً للدخول إلى النظام المصرفي العالمي,ومن المذهل أنه سيتحرك في القارات الخمس كل يوم ليكون في جزء من النهار في يد الأمريكيين ولو كان المصرف الذي ارتهنه أشد المصارف الإسلامية رفضاً للغرب الكافر!!‍‍‍‍‍‍
إن تعزيز قيم الحوار على أساس من المساواة والعدالة والاحترام سيكون في النهاية في مصلحة الإسلام، وفي مصلحة الأمة الإسلامية، وقصدت الدراسة إلى مواجهة ثقافة الاعتكاف والانطواء التي تنتهجها بعض التيارات الإسلامية على أساس الخوف من العولمة، وتدعو الدراسة بدلاً من ذلك إلى مواجهة العولمة بإيجابية وشجاعة، وتطوير الذات وفق ما أنجزته الإنسانية في كفاحها الطويل، مع الحفاظ على ثوابت الشخصية وخصوصيتها.
كما تتعرض الدراسة بروح نقدية ساخرة إلى بعض أساليب الحوار التي تطرحها سياسة اليمين الأمريكي الذي أشعل الحروب في المنطقة بدعوى نشر الديمقراطيات وحقوق الإنسان.

العلماني والفقيه
The Secular and the Fakeeh
طبع دار ندوة العلماء دمشق 2007

شعاب يسير بها العارفـــــــــــون وكل لـــــــــــه مركب يركبــــــــــــــــــــه
وفي شاطئ الحق هم يلتقـــون على مركب واحد يدركــــــــــــــه

تشتمل الدراسة على مقاربة منهجية وواقعية بين منطق الفقهاء ومنطق العلمانيين، كما تشتمل الدراسة على قراءة نقدية لتجارب العلمانيين الإسلاميين في ماليزيا وتركيا والدعوة لاستخلاص العبر من التجربتين الرائدتين
فكرة الكتاب: تهدف الدراسة إلى تأكيد حقيقة المشترك بين الفقيه والعلماني، وأن الحوار بينهما داخلي تحت ظل الأمة الواحدة، وأن المجتمع الإسلامي يتسع للتفكير العلماني الموضوعي، وتهدف الدراسة بالتالي إلى تعزيز المشترك وتوضيح المختلف، ولا يحمل الكتاب رسالة تبشيرية بأي من المنهجين ولكنه يحمل رسالة تصالحية انطلاقاً من الواقع.
وقد اختار المؤلف التعبير عن المسألة بأنها نزاع فقهي علماني وليست نزاعاً إسلامياً علمانياً، والهدف واضح هنا وهو نقل الحوار برمته إلى الدائرة الداخلية، تأكيداً على حق الفريقين في الانتماء إلى الشريعة الخاتمة المظللة بقول الله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً.
وقد طبعت ظاهرة النزاع بين الفقيه والعلماني بطابعها تلك العلاقات المتوترة أصلاً والتي كانت ترسم إلى حد قريب حدوداً دموية بين التيارات القائمة في الساحة العربية، وللأسف تم تربص الطرفين في مواقع متباعدة على أساس التناقض الكلي بين المناهج والغايات، الأمر الذي أسهم في تكريس صورة لا دينية تطبع الاتجاه العلماني، وصورة لا عقلانية تطبع الاتجاه الإسلامي، وبدا كما لو أننا على أعتاب ثورة ثقافية أشبه بالثورات الأوربية الإصلاحية على الكنيسة في الغرب.
وتبدو هذه الدراسة محاولة للنفاذ إلى جذر المشكلة وقراءة المسالة وفق المقاربة التاريخية لأزمة الفكر الإسلامي، ورسم الموقع المختار للاتجاه العلماني في الوسط التراثي، وبيان أن التفكير العلماني ليس طارئاً في التاريخ الإسلامي، والتأكيد على أن إرهاصاته الأولى كانت على يد فقهاء كبار كانوا يدركون أكثر من سواهم مبدأ تغير الأحكام بتغير الأزمان.
إن قراءة سريعة للمشهد الثقافي في العالم الإسلامي اليوم تجعلك تشعر بالمرارة حيث يتنامى الخطاب الخوارجي (لا حكم إلا لله) على حساب تيار الفقهاء الذي يلتمس غايات الأحكام ومقاصدها بدل الوقوف على ظواهرها، ويقرر مبدأ حيث ما كانت المصلحة فثم شرع الله، ويتفهم قاعدة تغير الأحكام بتغير الأزمان، ويعتمد أدوات كثيرة للاجتهاد إلى جانب الكتاب والسنة.
إن الخلاف بين الفقهاء والظاهرية، أو بين العلمانية والأصولية وفق التعبير المعاصر، ليس حدثاً تاريخياً قاصراً على فترة محددة، بل إنه في الحقيقة أكبر أشكال الخلاف التي لا تزال تعصف بالأمة إلى اليوم، وتحول دون تحقيق وحدتها أو تعاونها على الأقل، أو حتى إحسان الظن بين أبنائها على أقل تقدير، ولا أشك أن من أهم أولويات الفكر الإسلامي المعاصر إنما هو في إعادة قراءة العلماني والفقيه على قاعدة الاحترام المتبادل والبحث عن المشترك في إطار الأخوة الإيمانية وقول الله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً.

المؤمن والربيع
The believer and the spring
طباعة دار ندوة العلماء 2007

نحن نهدي الأرض زهراً وثماراً وسوانا يبعث النار ضرامـــــــــــــــاً
كل نمرود إذا أوقـــد نـــــــــــــــــــاراً عادت النيران برداً وسلامــــــــــاً

إنها جملة مقالات كتبت في مناسبات شتى، ثم عمد المؤلف إلى ضم بعضها إلى بعض، وربما قام بالتعديل فيها يسيراً لتستقيم مع عنوان الكتاب وغايته، والمأمول أن يجد فيها القارئ الكريم فيها المتعة والفائدة، وأن تصبح الحياة أكثر ربيعاً، وفق مقياس الحكمة الخالدة: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.

فكرة الكتاب:
لم ينظر الإسلام إلى الدنيا على أنها ملعونة، ملعون ما فيها، بل نظر إليها على أنها نعمة الله للإنسان، وأنها امتحانه وقدره، ونعمت الدنيا مطية المؤمن، ونعم المال الصالح للرجل الصالح، ولأجل ذلك فقد كان إعمارها والإحسان إليها قصداً مباشرا لرسالة النبي الكريم، وفي الحديث ما من مسلم يغرس غرساً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كتب له به أجر.
وقال: سبع يجري للعبد أجرهن بعد موته: من علم علماً أو بنى مسجداً أو ورث مصحفاً أو حفر بئراً أو كرى نهراً أو غرس نخلاً أو ترك ولداً صالحاً يدعو له.
كان رسول الله نصيراً للحياة والربيع، ولم يكن يرضى لأمته الرهبنة والعزلة، وقال لا رهبانية في الإٍسلام، وكان يحب العرق الأخضر، ولم يكن لينسى أن رسالته في بناء الآخرة لا يجوز أن تشغله عن بناء الحياة، وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا.
حين اختار دعاءه الخالد بين الركن والمقام، وركزه في كل صلاة يصليها مسلم من أول الدهر إلى منتهاه، كان بالفعل يريد للدنيا أن تكون أكثر جمالاً، وللناس أكثر رفاهاً، وهو معنى لن يفارقك في كل صلاة وأنت تقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
إنه لا يشبه في شيء مدارس الخمول التي قامت في العالم الإسلامي لرهبان بائسين على رؤوسهم عمائم، تمجد الخمول (اقرأ باب فضل الخمول وفضيلة التوكل في مختصر منهاج القاصدين) وتنتقد العمل، تحرم التداوي وتهزأ بالطبيب، وتحرم الفرح وتمجد البكاء، تسعى إلى التبتل وتحرم السعادة، تدعو إلى صيام لا فطر فيه وقيام لا نوم فيه!! وتكره النعيم في فراش الحب، والجود على كرم المائدة!! (بكى نوح ستمائة عام!! وبكى داود حتى نبت البقل من بكائه!! أما فلان وفلان فقد مكث أربعين سنة لم يضحك قط) إنها أساطير لو عرضت على ميزان محمد لصعد منبره غاضباً: ما بال أقوام يحرمون ما أحل الله ، يقول أحدهم أصوم ولا أفطر ويقول الآخر أقوم ولا أنام ويقول الثالث لا آكل اللحم ويقول الرابع لا أتزوج النساء!! إن أخشاكم وأتقاكم لله أنا!! ولكنني أصوم وأفطر وأقوم وأنام، وآكل اللحم وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني!!
إقبال طرح هذه المسألة بغاية الوضوح، ووثب غاضباً من سلوك مدراس الخمول التي نظرت إلى الدنيا على أنها فتنة ملعونة، وخربت الأرض وراحت تنتظر نعيم السماء:
فردوسك اللهم لم يره هنا
الإنكليز بلادهم فردوسهم

أحد وأنت هو السميع المبصر
والمسلمون إلى سمائك تنظر

والكتاب محاولة لشد أنظار المسلمين إلى رسالة الإسلام في إعمار الحياة وحماية البيئة ونشر ثقافة العشب الأخضر.

أنبياء.. على أرض العرب
Prophets
on the Arab’s land
طباعة دار ندوة العلماء 2007

المشروع السياسي لرسول الله من كلمتين:
تحرير وطنه سلماً أو حرباً، ثم الحوار والرحمة للعالمين

فكرة الكتاب: تهدف هذه الدراسة إلى مناقشة الفكرة الشائعة التي تقول إن الأنبياء كانوا أعاجم، وأنهم لم يكونوا عرباً، وتقدم الأدلة من التاريخ ومن نصوص الشريعة أن الأنبياء الذين عاشوا على أرض العرب وهم جميع من بعث بعد نوح كانوا عرباً، ولا داعي لافتراض أساطير أخرى في مبعثهم ورحيلهم.
إن القاعدة التي ننطلق منها لتوكيد حقيقة عروبة الأنبياء هي أن الشعوب التي سكنت هذه المنطقة من الأرض كانت شعوباً عربية منذ فجر التاريخ وأنها تعرضت لاستعمار يوناني ورومي دام نحو ثلاثة عشر قرناً وكرس حالة غربة عن الثقافة العربية ومحاولة طمس ثقافي عبر تكريس للهجات المحلية على أنها لغات مستقلة، لا تنتمي إلى العربية في شيء!!
وهذا القدر من المسألة صار محل اتفاق تقريباً بين مؤرخي العربية بعد الكشوف التاريخية الأخيرة التي أثبتت بشكل قاطع ترابط هذه اللهجات باللغة العربية الأم وهو خلاف ما علمه المستشرقون طيلة قرنين من الزمان وأكثر.
الأنبياء الكرام إذن ونقصد تحديداً الأنبياء المذكورين في القرآن كانوا عرباً يتحدثون بلسان قومهم العرب، ويروي القرآن كلامهم وحكمتهم بلسان عربي مبين ونحن نجتهد في فهم الإعجاز القرآني الحكيم من خلال كلام الأنبياء كما يورده القرآن، وهو يؤكد أن الأنبياء جميعا استخدموا اللغة العربية لأنها لغة الناس في المنطقة ولأنها لغة الوحي الأمين
ولكن الروايات التي نقلها السلف عن أهل الكتاب ذهبت إلى أن ثمانية عشر نبياً من أصل خمسة وعشرين نبياً ذكروا في القرآن كانوا من بني إسرائيل، وهذا يطرح بداهة السؤال الآتي: كيف يمكن القول بعالمية الإسلام حين يكون 80% من الأنبياء من بني إسرائيل، وهم ليسوا إلا أسرة واحدة من آلاف الأسر التي كانت تسكن المنطقة قبل أكثر من ألفي عام ؟؟؟
ويزداد الأمر إلحاحاً عندما تدرك بداهة أن لازم هذه النتيجة إنما هو أن المنطقة التي بعث بها هؤلاء الأنبياء لم تكن عربية حيث بعث فيها أنبياء غير عرب، وذلك يقتضي أنهم بعثوا إلى شعوب غير عربية، فإذا علمت أن مبعث سائر الأنبياء منذ إبراهيم كان ما بين العراق ومصر علمت أن النتيجة البدهية أن العراق وسوريا وفلسطين ولبنان والأردن ومصر كانت أرضاً غير عربية، وأسوأ من ذلك أن تدرك أن ثمانية عشر نبياً يهودياً بعثوا ما بين الفرات والنيل في منطق يضعك مباشرة أمام فكرة تهويد المنطقة بأسرها!!!
هذه الفكرة ليست إلا نتيجة مباشرة لعمليات الاستلاب الثقافي التي لم تتوقف عبر التاريخ، وعلينا أن نواجه هذه الحقيقة بشجاعة وجرأة وأن نتقدم بالحلول العلمية لهذه المشكلات وتقديم أجوبة صحيحة للجيل الجديد.
إن سلفنا الصالح كان أكثر جرأة منا عندما واجه هذه الحقيقة بجرأة ووعي وأعلن عن المشكلة في إطار كبير تحت عنوان الإسرائيليات، وتعامل بشجاعة مع هذه الظاهرة رجالاً وأساليب ووسائل ، وأمكنه أن يضع الحلول التي لم تكن دائماً حلوة المذاق بل أدت إلى تحييد علم رجال كبار ، لهم منزلتهم ومكانتهم، ولا زلنا حتى اليوم نعاني من تسلل الإسرائيليات إلى كتب التفسير والحديث ، على الرغم من الجهود العظيمة التي بذلها العلماء للتخلص من الروايات الإسرائيلية.
وإذا كنا قد أصبنا نجاحاً ما في الخلاص من ظاهرة الإسرائيليات في علوم الشريعة، فإنه يجب الاعتراف أننا لم نفعل شيئاً في سبيل الخلاص من ظاهرة الإسرائيليات في الدراسات التاريخية على الأقل في الجانب التراثي الروائي، فقد ظلت الفكرة الشائعة تتحدث عن أنبياء من بني إسرائيل في فلسطين كيعقوب وإسحق وسليمان وأنبياء من بني إسرائيل في مصر كموسى وهارون وفي سيناء كداود وفي الشام كأيوب وذي الكفل ويحيى وفي حلب كزكريا بل وفي العراق كإبراهيم ويونس!!
ويواجه الكتاب بقوة الفكرة الخاطئة التي تنص على أن العرب جاؤوا غزاة مع الإسلام، وأن الأرض العربية هي سكن الساميين الذين بادوا ولم يبق منهم إلا اليهود، وهو فهم خطير لا بد من مواجهته، وقد خاض الدكتور حبش في أعقاب هذا الكتاب سلسلة مواجهات فكرية مع المحامي ميشيل شماس والمحامي صياح المعراوي وجهاد نصرة وآخرين بهدف إثبات عروبة المنطقة.
كما تولى الكتاب الدفاع عن صورة الأنبياء وكفاحهم في سبيل الأرض والإنسان.

بين يدي الرسالة
Among the message
الطبعة الأولى: دار الحكمة 1998 الطبعة الثانية: دار ندوة العلماء 2006

فطرتي الشمس ولكن قدري
أخفافيش خلقنــــــا؟؟ ربمـــا
أن أعيش العمر في شوق الظلام
ذات يوم سوف أكفيك الملام

مجموعة من الدراسات والبحوث شارك المؤلف فيها ممثلاً للجهات الدينية في سوريا، وطائفة من المقالات والبحوث العلمية التي نشرتها المجلات المتخصصة، وكلمات له في مؤتمرات دولية في الولايات المتحدة والبرازيل وفنلندا والمغرب والأزهر الشريف، أسهمت في تعزيز الوحدة الإسلامية..
فكرة الكتاب: مشاركات تمهيدية في سبيل رسالة التجديد الديني، وهي تظهر أن الأمة الإسلامية تتوق إلى خطاب تجديدي ينفض الأوهام التي عصفت بتاريخ الأمة وحبست آمال المستقبل في الماضي، ويدعو إلى بناء واع للمستقبل.
إن أسئلة التجديد كثيرة وكبيرة، ولكن لا بد لهذه الأسئلة من أن تكون في إطار حاضن يتقبله الجيل الجديد، ويدرك حاجته إلى مقاصده ومطالبه، ويدرك به أن التجديد الديني ضرورة حتمية لازمة لا بد منها إذا أردنا أن يبقى الإسلام حياً في الحاضر والمستقبل.
إن من الغرور بالله أن نقول إن الِإسلام صالح لكل زمان ومكان ثم نقعد عن الاحتهاد والتجديد وتمكين الشريعة من الإجابة على سؤال الزمان والمكان.
ما هو منهج العودة إلى الإسلام ؟
وهل هناك رسالة مطلوبة من رجال التجديد ؟
وهل الإسلام نمط سلوكي صارم ناسخ لدور العقل والتجربة ؟ وهل تنتهي رسالة التجديد عند حدود التصديق على خيارات الأولين ؟!
أم أن الإسلام منهج حياة منفتح مؤمن بالزمان والمكان يلتمس هداه من نصوص الوحي وكفاح الإنسان ؟
وكيف يمكن أن تكون هذه النصوص نوراً وهدى تحقق مجد الأمة؟ وكيف يمكن أن تكون أغلالاً تحول بين الإنسان وبين سعادته: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.
هذه الأسئلة وغيرها هي ما تحاول هذه الدراسة الإجابة عليها، من خلال مقاربات تجتمع على حقيقة واحدة وهي رسم ملامح الطريق إلى النهضة المأمولة وفق منطق أننا نأخذ من تراث الآباء الجذوة لا الرماد.

جيران على كوكب واحد
Neighbors on one planet
الطبعة الأولى دار ندوة العلماء 2007

الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره
نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم

فكرة الكتاب: مجموعة مقالات تناول فيها الكاتب سلسلة من التجارب التي شارك فيها المؤلف في إطار تعزيز المشترك الإنساني، وتقديم قيم الإسلام للعالم على أساس من الحوار والمحبة
جيران على كوكب واحد حقيقة أكدها القرآن الكريم: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، وشرحها السيد المسيح بقوله الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره، ودلت لها حقائق العلم الحديث التي درست طبائع الإنسان وحاجاته ومقاصده وأكدت الأصل القرآني الكبير الذي دلت له عشرات الآيات: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، وكل مولود يولد على الفطرة، أو كما عبرت عنها ديانات الشرق الأقصى بعنوان عريض: أسرة واحدة تحت الله!
الناس وفاقيون وفروقيون، منهم من يبحث عن المشترك ومنهم من يبحث عن المختلف، ومن عجائب القدر أن كلاً من الفريقين يجد بغيته وشواهده في العقل والنقل، ولا يخفي كاتب هذه السطور انحيازه إلى تيار الوفاقيين الذين يؤمنون بالإخاء الإنساني في الأرض، ويؤمنون بأن الله خلق العالم من أجل نهاية سعيدة، ويؤمنون بكلمة إقبال :
لم ألق في هذا الوجود سعادة كمحبـــة الإنسان للإنسان
لما سكرت بخمرها القدسي لم أحتج إلى تلك التي في الحان
وعلى الرغم من اختلاف الأعراق والأديان والثقافات ولكن الحقيقة التي تؤكدها تجارب التاريخ شرحها من قبل الشاعر العربي بقوله:
والناس للناس من عرب ومن عجم بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
وهي الحقيقة التي شرحها الصوفي العارف بقوله: الناس للناس والكل بالله.
وهي حقائق شرحها نص نبوي كريم رفعه الرسول إلى ربه: ليس كل مصل يصلي وإنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي وكف شهواته عن محارمي وآوى الغريب ورحم المصاب وكسا العريان.
جيران على كوكب واحد حقيقة شرحها النبي الكريم بقوله: ما من مسلم يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة، وشرحتها نصوص القرآن الكبيرة الظاهرة فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.
يشتمل الكتاب على العناوين التالية: جيران في القيم الإنسانية، جيران على شاطئي المتوسط، جيران للاتحاد الأوروبي، جيران في قيم الإيمان، جيران.. مسلمون وكافرون، جيران… مسلمون وشيوعيون، جيران…غيفارا وغاندي

ويختتم الكتاب بخلاصة تعزز الحقيقة النبوية الكبيرة: الخلق كلهم عيال الله

سوريا عاصمة الروح
نجمة لمحمد ونجمة للمسيح
Syria, Capital of the Spirit
Star for Mohammad and Star for Jesus
طباعة دار ندوة العلماء 2007

ثلاثة أرباع سكان الكوكب يشربون الروح من سوريا
مكاننا في العالم بين ألق الروح وشوق السماء

فكرة الكتاب: يتناول الكتاب الإشارة إلى أهم الملامح التي تجعل من سوريا مركزا للإشراق الروحي، ويعزز التأكيد على أن سوريا بلد للإلهام والعطاء الروحي، ويطالب بحماية الدور التاريخي لسوريا كعاصمة للروح.
يتحدث المسلمون في العالم عن سوريا أرض الشام الشريف، وهم بذلك يؤكدون شوقهم إلى تراث الأنبياء وروحهم الغامرة التي أضاءت للعالم، وبالنسبة للمسلمين فالشام هي مسرى الرسول ومعراجه، ومجلى آياته ومعجزاته، وهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، وهي مرقد أهل البيت الأطهار، ومراقدها الطاهرة تخيرت من الصحابة حنجرة بلال وقصعة سعد وبأس خالد بن الوليد وحكمة أبي الدرداء، وتحت قبابها الخضراء سكن أروع فلاسفة الحب في الأرض ابن عربي وجلال الدين الرومي، وفي ربوتها غنى الفارابي أوتاره السبعة التي طرب لها الوحش والطير، محروسة برجال الفتوة والكرامة الشيخ أرسلان وضرار بن الأزور، تعبق بالتاريخ الإسلامي في كل ركن من أركانها، وتردد حاراتها صوت الأذان كلما رفعته جوقة المؤذنين في الجامع الأموي، وتطرب للحداء الذي تسيل له المدامع فيها في مراقد أهل البيت الأطهار.
وسوريا أرض الريادة الإسلامية فهي الأرض الوحيدة التي حرك إليها النبي الكريم جيشه خارج جزيرة العرب وهو يردد: “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا” في إرادة واضحة لرسالة التحرر التي ما فتئ يتطلع بها ثوب الشام، وعلى مداخل الشام الجنوبية يرقد ثلاثة من رجاله المقربين زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة على ثرى مؤته في إشارة واضحة ترسم ملامح أول أبطال استقلال في تاريخ الشام.
والمسيحيون في الأرض ينظرون إلى الشام على أنها أرض سوريا المقدسة، وفيها طريق السيد المسيح وآلامه، ودمشق أرض يحيى عليه السلام، ومشرق النور في قلب بولس الرسول، ويضيف المسلمون إلى هذا الوعي التذكير بأن ربوة دمشق هي الأرض المذكورة في القرآن وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين.
وهذه الديانة العالمية التي يدين بها نحو نصف سكان الأرض وترسم تاريخ العالم وتحدد مواقيته بدون منازع هي منجز سوري بامتياز، وعلى الرغم من المؤسسات الجبارة القائمة في مختلف أرجاء العالم باستمرار منذ ألفي عام فإنه ليس بوسع أحد أن يزعم أن هذه الديانة ليست سورية المنشأ والمطلع والثقافة والهوية، فما بين ولادة عيسى الناصري في بيت لحم وطريق آلامه الممتد من الناصرة إلى الجولان والموصول في الوعي الإسلامي بربوة دمشق وما بين درب الاستنارة الذي خطى على أثره بولس الرسول فإن كل شيء في المسيحية يبدو سوري الملمح والمشهد، وعلينا أن نذكر العالم بأن السيد المسيح الذي يحمل صليبه اليوم أساطيل المارينز الأمريكي وجحافل اللاهوت الغربي ليس إلا مناضلاً سورياً كان يكدح هنا بزنده الأسمر وروحه الوثابة ويتوكل على الله.
إن السيد المسيح لم يولد في شيكاغو ولم يعمد في باريس ولا هو آت من لندن!! إنه ابن سوريا، ودرب آلامه وأحزانه بين الجليل والناصرة، موصول في الوعي الإسلامي إلى ربوة دمشق، وفي القرآن الكريم: وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى بوة ذات قرار ومعين، قال سعيد بن جبير: الربوة هي موضع بظاهر دمشق إلى الغرب منها على بعد ميلين عند جبل يقال له النيرب.
وعلى الرغم من التناقض الصارخ بين أبناء العالم في المشهد الثقافي على الأقل فإنه لم يسجل في تاريخ البشرية إجماع على أمر كذلك الإجماع الذي التزمه العالم في احتفالاته بذكرى دخول الألف الثالث فهو حدث عكس إجماعاً عالمياً فريداً من نيوزيلاند إلى جزر هاواي وميكرونيزيا وما بينها، ولم يكن ذلك الإجماع العجيب إلا إقراراً بالدور الإنساني الريادي للسيد المسيح على مستوى العالم، وهو تذكير مرة أخرى بدور سوريا في ريادة الروح والحضارة في الأرض، وواضح أنه من غير الممكن أصلاً أن يحقق أحد في العالم أي معنى احتفالي في ذكريات الميلاد والفصح والجمعة العظيمة ورأس السنة من دون أن يطوف بخياله وضميره مشهد سوريا الأرض الجغرافيا التي تحركت فيها رسالات الأنبياء والمعالم المحلية التي لا تزال ترتل إلى اليوم في معابد الأرض على أنها مشاهد الروح القدس.
حين أنظر إلى علم سوريا، أرى في ألوانه الأبيض والأحمر والأسود ذكرى الحضارات التي تعاقبت على أرض الشام الشريف، وتألقت في سماء سوريا المقدسة، ولكن حين أنظر في وسط العلم فأنا أرى نجمتين خضراوتين، لا أعتقد أنه يمكن قراءتهما إلا بصيغة واحدة: نجمة لمحمد ونجمة للمسيح!!

شرف الكلمة
قراءة في رسالة الإعلام الإسلامي
Honor of the word
reading in the Islamic Media
طباعة دار ندوة العلماء 2007

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

فكرة الكتاب: يتناول الكتاب معلومات جد هامة حول رسالة الإعلام في الإسلام والتحديات التي تواجه الخطاب الإعلامي الإسلامي، كما يتناول بالنقد أسلوب الخطاب الهجومي الهادف إلى نشر الإسلام بالقوة والإكراه.
الإسلام رسالة إعلامية، ومنذ أمر النبي الأكرم بالأذان خمس مرات كل يوم فإن رسالة الإعلام تحولت إلى نسك ديني، وقيم الإسلام كاملة تم اختصارها في سبع كلمات يؤديها الأندى صوتاً في كل مكان في الأرض وتصل إلى مسامع الناس، وهي بكل تأكيد إجمال لرسالة الإسلام في نشر الفضيلة والهدى في العالم.
والإعلام في الإسلام مهنة ورسالة ولا يمكن أبداً أن تنفك رسالته عن وسائله، وباختصار فإن ثقافة الأدب والإعلام التي كانت سائدة قبل الإسلام: أعذب الشعر أكذبه، تم إصلاحها إسلامياً على حد قول حسان بن ثابت:
وإن أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا

كان السيف يسير بجوار المصحف ليس لفرض الإيمان على الناس، ولكن لتعلم الملوك أن من حق كل أحد أن يعتقد بما يؤمن، بعد أن بطش المستبدون برجال الدعوة كما في عضل والقارة ويوم الرجيع ورسول النبي إلى غسان، ولو ظلت الرسالة بيد الداعية الأعزل لطوت رمال الصحراء كل إرادة تغيير، ولأصبح الدعاة شواهد مقابر في عصر من الاستبداد كان لا يتردد في البطش بالناس الذين يجرؤون على مقاومة القاعدة السائدة الناس على دين ملوكها.
والسؤال الآن: من هم الذين يجب أن نجاهدهم من أجل هذا الهدف النبيل؟ إن العالم يفتح ذراعيه للفكر الجديد من أي مصدر كان، وأصبحت القاعدة القديمة التي تقضي بإلزام الناس بدين ملوكها مرفوضة عبر كل مؤسسات الدنيا ومجامع الأرض، وأصبح السطر الأول في دستور كل أمة في العالم هو لا إكراه في الدين، وأصبح بإمكانك نشر رسالتك بوسائل لم يحلم بها الأولون في الصحافة والأنترنت والفضاء ووسائل الاتصال المختلفة.
كان مشوار الكلمة من مكة إلى المدينة يستغرق بضعة أيام أما مشوارها إلى الشام أو إلى مصر فقد كان يحسب بالأسابيع، وكان مشوارها إلى أوروبا يحسب بالشهور أما مشوار الكلمة إلى الأرجنتين أو البرازيل أو اليابان فقد كان في عالم الوهم قبل أن تبدأ رحلات السفن التي كانت تستغرق شهوراً طوالاً، ولكن ذلك كله اليوم قد أصبح ذكرى من الماضي وأصبحت سرعة الكلمة تحسب بأجزاء من الثانية، فقد تمكنت تكنولوجيا نقل المعلومات من نقل الكلمة والصوت والصورة والفيديو حول العالم كله في أقل من عشر ثانية!!

كان نقل الفكرة محفوفاً بالمخاطر، وربما أدى إلى مصرع الرسول قبل أن يتمكن من إبلاغ رسالته، ورب صحابي أرسله الرسول الكريم فأكلته في الأرض عوادي السباع والطير قبل أن يبلغ برسالته مبلغها، وكانت الملوك تغضب لسماع كلمة الدعوة وتقوم بقمعها بشتى الوسائل وربما قاموا بقتل الرسل دون أن تطالهم محاسبة أو محاكمة، وحين أرسل النبي الكريم رجاله إلى عضل والقارة قتلوا عن بكرة أبيهم مع أن عددهم كان ثمانية وثلاثين صحابياً كريماً وفي يوم الرجيع أرسل النبي ثمانية من خيار الأصحاب قتلوا جميعاً، وكان بطش المستبد يتربص الدوائر بكلمة الحكمة ويورد أصحابها موارد الجحيم.
ولكن الفكرة اليوم تطوف من أرض إلى أرض وتنتقل من أفق إلى أفق بالصوت والصورة، دون أن تخاف من أحد، أو يتهددها أحد في البر والبحر، ولا تخشى لومة لائم ولا بغي باغ ولا حتى الذئب السارح.
هل يحول بيننا وبين التبليغ أحد؟ لا أعتقد ذلك، بالمقارنة مع الظروف التي كانت تعيشها الدعوة الإسلامية في صدر الإسلام الأول فإن بإمكاننا القول إننا نعيش في العصر الذهبي للتعريف بالإسلام.

يتضمن الكتاب نحو عشرة عناوين هامة كالسيف والمصحف والتحديات التي تواجه الخطاب الإسلامي وحقائق وأرقام ومستقبل الخطاب الإعلامي في الإسلام.

كفاح الأنبياء
من أجل الحرية والاستقلال
The prophets’s struggle
for independence and Freedom
طباعة دار ندوة العلماء 2007

لم يكن الأنبياء محض وعاظ في المحاريب
إنهم قادة الكفاح الإنساني للحرية والاستقلال

دراسة تاريخية وتوجيهية تستعرض كفاح الأنبياء والصحابة الكرام من أجل تحقيق استقلال سوريا وحريتها ،وكذلك من أجل تحرير البلدان التي ظهروا فيها.
فكرة الكتاب: ترتكز فكرة الدراسة على الدور الإنقاذي الذي قام به أصحاب الرسول الأعظم في تحقيق استقلال بلاد الشام، وتعزيز الروابط بين الجانب الديني والجانب الوطني.
وقد كتبت الدراسة بلغة سهلة قريبة من القارئ العادي وتضمنت معلومات هامة عن أسماء أبطال الفتح الإسلامي لكل محافظة في سوريا.
إن قراءتنا لتاريخ الأنبياء يغيب عنها عادة هذا الجانب الإنساني من الكفاح، بل إننا في كثير من الأحيان نتهم من يظهر الكفاح البشري للأنبياء بأنه ماض نحو علمنة الإسلام، ونزع رسالة الغيب ونور الوحي عن منهج الأنبياء، والحق أن تحقيق التكامل بين خطاب الإيمان وخطاب الثورة، وبين بناء الدنيا وبناء الآخرة هو أفضل طريق لفهم رسالة الأنبياء ونشر نورهم.
لقد أظهر القرآن الكريم هذه الحقيقة بأوضح عبارة حين قال: } لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ { هذه الآية فيها تاريخ النبوات ومقاصد النبوات، نقرأها في صريح القرآن تحت عناوين كبيرة: العدل والقسط والقيام بين الناس بالميزان، وهل أهداف الثورة والحرية والاستقلال إلا هذا؟
ها نحن نستعرض الكفاح الوطني في تاريخ الأنبياء، وهو أمر ينطبق على كفاح كل نبي، ويمكن التماسه من القرآن الكريم جلياً واضحاً في نضال داود وسليمان وهارون ودانيال وطالوت، وهو ما جعل اليهود يطلقون عليهم اسم الملوك، ولا يدركون حقيقة التكامل بين بناء الدنيا والدين وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، وباختصار فإن بناء الحرية والاستقلال والكرامة يمكن متابعته بدقة من خلال النضال المتواصل للأنبياء موسى وهارون وخليفة موسى يوشع بن نون إلى أن انتصرت الثورة على يد داود وازدهرت الدولة على يد سليمان الذي كان يطلب الملوك فتأتيه في ساعة من ليل أو نهار لا تؤخرها عن عروشها إلا مسافة الطريق، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، وحين تم له نصر الله قال: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
إن الإسلام هو الذي حررنا من بطش الروم، كنا نحن مهددين في مسيحيتنا هنا، حين جاء أصحاب محمد وجدنا حريتنا، ووجدنا تحررنا الديني.
وهنا كتب المؤلف: إنه معنى يشترك فيه كل منصف في استقلال سوريا، إن إيرادي لأسماء هؤلاء الرجال وكفاحهم في صفحات التاريخ لا يعني أنني أتنكر لقادة الجلاء من أبناء وطني، ولا يعني أني لا أعرف ما بذله الرجال الذين قاوموا فرنسا وألهبوا سوريا من العرب إلى جبل حلب بالثورة والفداء، إنني سعيد أن أرى جبل ميسلون الذي يحكي قصة استقلال سوريا ويحتضن الجسد الطاهر ليوسف العظمة أبرز أبطال استقلال سوريا في العصر الحديث، وكذلك قادة المقاومة والثورة سلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وصالح العلي وحسن الخراط وغيرهم من المجاهدين الأبرار، ولكنني حرصت اليوم أن أرسم اللوحة كاملة، ليدرك كل سوري أن حكاية استقلالنا هنا في سوريا تبدأ على يد بطلٍ عظيم هو محمد صلى الله عليه وسلم.
إننا مدينون بلساننا العربي لرسول الله محمد، وباستقلالنا الوطني لرسول الله محمد، ومدينون بدورنا الحضاري لرسول الله محمد الذي جاء إكمالاً لرسالة الأنبياء من قبله.

فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
Fear Allah
and make amends with you
طبع دار التجديد 2006

كل عصر كان فيه حنفاء لست وحدي في ضمير العالم
ليس للعشاق وقت للرياء هم على حـــال وصـــــــــــــال دائم

مذكرة أصدرها الدكتور محمد حبش وشرح فيها رسالة مركز الدراسات الإسلامية الذي أسسه في دمشق، كما شرح موقفه من عدد من المسائل التي أثارها خصومه عليه عقب صدور عدد من كتبه مطلع القرن الجديد، وقد كتبها بلغة بسيطة، وقدم الأدلة الشرعية على ما ذهب إليه، ودعا المخالفين إلى الحوار والتعاون البناء، كما أكد فيها احترامه للعاملين في الحقل الإسلامي، ورفضه القاطع للاتهامات التي روج لها بعض الناس باسم الشيوخ الكبار إثارة للفتن والضغائن.
وقال فيه: منهجنا في التجديد منضبط بقواعد علماء الأصول في التشريع بالمصادر العشرة المعتبرة في الشريعة، وأدعو إلى إحياء الاستنباط عن طريق الاستحسان والمصلحة المرسلة والذرائع والعرف، وينحصر موقفي تحديداً في أن هذه المصادر مستقلة تامة، وليست استلحاقية أو تبعية.
وأود أن أؤكد أننا في مركز الدراسات الإسلامية نعمل في حقل لا نزاحم فيه الآخرين، ونشترك فيه مع الشرفاء من أبناء الوطن في جانبين اثنين:
الأول: فتح العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية مع العالم الإسلامي، والإسهام في تحقيق دور سوريا الريادي في العالم الإسلامي على أساس أنها أرض الشام الشريف، وهو ما شاركنا فيه في أكثر من أربعين ندوة ومؤتمراً دولياً، وقد شارك مركز الدراسات الإسلامية في أول وفد ديني وطني وشعبي يضم شخصيات برلمانية ودينية ليقوم بمهمة رسمية وطنية في أندنوسيا وماليزيا وباكستان تحت عنوان: التواصل مع العالم الإسلامي، وقد أدى الوفد مهمته على أتم وجه وأسهم في تمتين روابط التواصل بين الشام الشريف وبين العالم الإسلامي، وهو مشروع مستمر حيث ستعقد عشرات المؤتمرات والندوات والزيارات المشتركة بين سوريا والعالم الإسلامي في المستقبل القريب.
الثاني: الحوار مع الجامعات والبرلمانات والكنائس الغربية، وتقديم صورة حضارية عن الإسلام، وقد أقمنا في المركز حتى تاريخه أكثر من مائة ندوة حوارية على مستويات مختلفة مع رجال السياسة والدين في الغرب، وشاركنا ولا نزال نشارك في عشرات المؤتمرات في أوروبا وأمريكا واليابان بهذا الهدف، واستقبلنا ونستقبل المئات من الشرقيين والغربيين الراغبين بالتعرف على الإسلام دين المحبة والرحمة والسلام، من مفكرين وباحثين وسياسيين ورجال دين، ونعمل في المركز كفريق متكامل، ونشعر بحمد الله أن خطابنا لدى الغربيين يحظى باحترام ومحبة، ويسهم في دفع حملات التشويه الظالمة عن الإسلام والمسلمين.
وليست لدينا في المركز نية أن نصدر فتاوى وأحكاماً فقهية، ولا نفكر بإحداث معهد شرعي ولا كلية للشريعة، ونحن ندعو الإخوة العلماء للاستفادة من تجربتنا في الحوار مع الغربيين خصوصاً، ومع العلمانيين بشكل عام.
كما نؤكد أنه ليس للمركز موقف فكري يفرضه على المشاركين فيه، فقد نختلف اتجاهاً في بعض المسائل، ولكن القدر الذي يجمع بيننا هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، وأركان الإسلام الخمسة من التوحيد والصلاة والصوم والزكاة والحج.
كما نشترك في قبولنا لمنطق الشورى الديمقراطي في الحوار، واحترام حق الناس في التعبير، مهما كان أفق الاختلاف، ونؤمن بحقوق الإنسان والمساواة والعدل.
وأما الثوابت والمتغيرات فنقبل فيها ما قبله المسلمون، ونعذر كل إمام خالف في مسألة برأي أصولاً أو فروعاً، ونلتمس له المعاذير على أساس أن ما خالف فيه ليس من الثوابت عنده وإنما هو من المتغيرات، ونعتقد بأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، وحيث كانت المصلحة فثم شرع الله، ومنهجي على خطى الشعراني: كشف الغمة عن جميع الأمة.
أما موقفي من كتب الفقه والتفاسير فهو لا يختلف عن موقف الشيوخ المستنيرين وهو أن هذه الكتب طافحة بالحكمة والخير، ولكنها تحتوي كذلك على بعض الأخطاء مما هو ثقافة العصور التي كتبت فيها، ومنهجي في دراستها ودراسة التاريخ الإسلامي كله هو أننا نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم.
وأما ما يتصل بخلاف الصحابة واجتهادهم فلا ألزم نفسي حيال ذلك بشيء أكثر مما قال الله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون.
وأما مايتصل بالربا فلا شك أنه حرام بين، وأما المصارف العامة فالحكم عليها بمقاصدها، ولا أتردد في ترك القياس والحكم بما هو أوفق للناس، عملاً بقاعدة الاستحسان ورفع الحرج، وقوله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج.
إنني ألزم جمهور الأمة ما وسعني، رجاء أن أكون في سواد الناس الأعظم، وأعلم أنني أختلف في بعض المسائل أرجو الله أن يهديني فيها إلى الحق والصواب.
ولا أكتم موقفي من الأخذ بالعموم في قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، وقوله: إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
وقوله: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً، ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً.
وكذلك أرد كل مسألة فقهية تتعارض مع قوله تعالى: لا إكراه في الدين.
وأعتقد أن وحدة الوطن واحترام جميع المواطنين فيه أصل ينبغي أن يلحظه كل المشتغلين في الحقل الإسلامي من خطباء ووعاظ وكاتبين وسياسيين، وأن نتجنب نقل أي فتوى قد تهدم الجماعة أو تسيء إلى الوحدة الوطنية، أو تنشر الحقد والكراهية، ولو كانت مسطورة بأكف أهل الرسوخ، فلكل زمان أهله ورجاله، ولكل وقت شروطه وأحكامه.
وأتمنى من العاملين في الحقل الإسلامي تطبيق قاعدة: لنتعاون فيما اتفقنا فيه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وأعتقد أن العمل خير من الجدل، وقد رفضت الاشتراك في كثير من الجدل لأنني لا أومن بجدواه، وأعتقد أن ما نقوم به في مجلس الشعب من عمل للصالح العام وللشأن الإسلامي هو أفضل طريقة للجواب على الأسئلة المطروحة.
إنني أرجو أن تكون كتبي ودراساتي وندواتي ملتزمة بهذا السبيل، واسأل الله أن يغفر لي أخطائي، وما أحوجني إلى نصح كل غيور إذا رأى أي وجه انحراف، فالمؤمن قوي بإخوانه، وما خاب من استخار ولا ندم من استشار، إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.
وفد نشر الكتاب على نطاق واسع وتمكن من توضيح المسائل التي أثارت اللبس في الدراست والكتب السابقة.

الإسلام وعالم الديجتال
Islam and Digital
طبع دار ندوة العلماء 2007

نحن والماضي شريكـــــــــان نوى هو يروينــــــــــــــــــا ونحن نعتبــــــــــــــــــــــر
مذ تخيرنــــــــــا الأماني والجمود نحن في مأســــــــــــــاة ماض مستمر

فكرة الكتاب: دراسة حول ظاهرة الديجتال التي أصبحت سمة العصر الحديث، ويستعرض بالأدلة الدور الرائد لعلماء الحضارة الإسلامية في إرهاصات الديجتال الأول مركزاً بشكل خاص على دور ابن الهيثم في علم المناظير وما نتج عنه من اكتشاف سرعة الضوء وهو ما كان سبباً رئيساً للوصول إلى عالم الديجتال الحديث.
إن العالم الرقمي الذي ينتقل اليوم عبر شاشات الحواسيب، عبر اللاسلكي، عبر عالم الديجيتال الرقمي الأثيري، تنتقل المعلومة من خبر ونصٍ وصورةٍ وفيلمٍ يتحرك بين القارات .. فهل كان للمسلمين إسهام في هذا اللون من المعرفة، وهل يمكن أن نقول إننا شركاء في صناعة الحواسيب والانترنت…. وغير ذلك من عجائب الاتصال الرقمي، قد يكون من المبالغة أن نتصور أننا ساهمنا في صناعة هذه الحضارة لقد طوي مجدنا منذ زمن بعيد، ونحن محض متفرجون في موقع مفعول به منصوب وقع عليه فعل الفاعل.
يمكن فهم رسالة الإسلام في إيقاظ إرادة المعرفة، عندما يتنزل نص قرآني حكيم: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً، كان الواعظ يفهم منه وجوب غض البصر وحفظ اللسان ورعاية النعم، ولكن الطبيب المسلم يفهم واجبه في طب العيون والسمع والبصر والقلب بمثابة أمر إلهي لدراسة الأوعية الدموية وتجلطات القلب والقثطرة وتوسيع الشرايين وصملاخ الأذن، وغير ذلك من علومٍ تتصل بالسمع والبصر والفؤاد، أما العالم المسلم الفيزيائي فكان إذا قرأ هذه الآية يشعر بأن مسؤوليته أن يكتشف قانون السمع وقانون البصر وقانون الفؤاد، وهذه المعارف الفيزيائية التي كانت تعد منطلقاً لكل العلوم الحديثة.
وتركز الدراسة على واحد من علماء الإسلام الذين ظهروا في مطلع القرن الخامس الهجري، إنه الفيزيائي العظيم ابن الهيثم، ولد في العراق ببغداد وانتقل من العراق إلى سوريا إلى مصر وهناك في مصر كتب كتابه الشهير (علم المناظير) وأراد بمسؤوليته إذ يقرأ كلام الله } إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً { أن يكتشف قانون السمع والإبصار والفؤاد، وحين ازداد تأمله وتجاربه، تمكن هذا العالم المسلم أن يُصلح علم الإبصار، وأن يكتشف أن هذه الموجودات جميعاً لها أطياف تتحرك صوب الإنسان فهذه السارية ترسل طيفها إلى عينيك، والشمس ترسل طيفها إلى عينيك، والقمر يرسل طيفه إلى عينيك، وبدراسة متأنية أدرك أن الله خلق في الأشياء عالمين اثنين، عالم مادي جامد تراه عينك، وعالماً طيفياً أثيرياً يتحرك من الأشياء في كل اتجاه وتراه العين وتحلل شبكة العين ما ترى، كان الكسب الذي حققه ابن الهيثم أن الكائنات ترسل بأطيافها إلى العين بسرعة الضوء فيتم تحليلها بالعين، كان هذا متناقضاً مع الثقافة اليونانية السائدة كانت تفترض أن العين هي التي تذهب لرؤية الأشياء وأن الأشياء جامدة وأن العين تذهب إليها وهناك تتم عملية الإبصار … إنني أعلم إن طرح مثل هذه المسائل لم يلقَ ترحيباً في بعض الأحيان ولكنني أريد أن أقول إن المسؤولية التي أدركها عالم الفيزياء المسلم في اكتشاف قانون السمع والإبصار هي التي وضعت قدم العالم المتحضر في الطريق الصحيح لاكتشاف ما يجري في هذه الطبيعة من عجائب خلقها الله.
عندما أنجز هذا العالم المسلم بحثه العلمي وأكمله بعده عالم مسلمٌ آخر هو أبو الحسن الفارسي كان هذا اللون من المعرفة هو الذي مهّد الإرهاص الأول لاكتشاف عالم الأثير الذي ينتقل به اليوم موجات الراديو وموجات التلفزيون وموجات اللاسلكي وموجات الانترنت…….. التي تملأ العالم كله، كان أول من أشار إلى هذه الحقيقة التي يرتكز عليها اليوم علم الحاسوب وعلم الانترنت وعلم اللاسلكي وعلم الراديو وعلم التلفزيون هو العالم المسلم (ابن الهيثم) .
وتجتنب الدراسة توظيف هذه الحقيقة العلمية فيما يسمى بالإعجاز العلمي للنص القرآني، حيث يصر المؤلف على أن إعجاز القرآن في إنجازه، في حين أن مساهمات المسلمين في المعارف الرقمية هو في وارد السياق التاريخي لحركة المعرفة.
والكتاب في الأصل محاضرة ألقاها الدكتور محمد حبش في المركز الثقافي العربي بحماه ثم نشرها في عدة مقالات صحفية، وجمعها أخيراً في هذه الدراسة.

أبلغ المثل
Finest Values
الطبعة الأولى دار الخير 1990 الطبعة الرابعة دار الخير 2006

إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة

مجموعة من خطب الجمعة التي ألقاها المؤلف في جامع الزهراء بدمشق
يتناول الكتاب ظاهرة فريدة في القرآن الكريم تتلخص في أن القرآن الكريم يطرح أمثلته من أعجب الوقائع، بحيث لا يتصور أي مزيد عليها، ويجري على ذلك سلسلة من الأمثلة العلمية من خلال دراسة العناوين التالية:
العفاف ويوسف الصديق، الصبر ونوح عليه السلام، الإرادة وموسى عليه السلام، الطاعة وتجربة الخليل ابراهيم عليه السلام.
ويتناول الكتاب دراسة أدبية دقيقة لنصوص القرآن الكريم، حيث يتم التصوير الفني في القرآن للحدث التاريخي في ظروفه ودلالاته وإشارته بحيث يستحيل تصور ما هو أبلغ منه ويكون الأمر حينئذ أن ما وجب في هذه الظروف القاسية وقام الأنبياء بالتزامه يلزم المؤمن أن يتبعه في ظروف أقل قسوة وتضحية من ذلك.
ففي تاريخ العفاف مثلاً لا يوجد أبلغ من موقف يوسف الصديق الذي كانت تعرض عليه الخطيئة كل يوم من قبل ملكة مصر وسيدات القصر، وهو عبد غريب وسيم أعزب مظلوم فقير، تقطعت به السبل، وكانت امرأة العزيز سيدته وكان في عرف تلك الجاهلية مولاها وعبدها يتعين عليه طاعتها، وهو مظلوم نزل به القهر في بلاد الله، وهو ابن نبي كريم وهذا مظنة الغفران والتسامح، وهو أعزب لا أمل له في زواج، وهو وسيم تتخاطفه النساء ويقطعن أيديهن شغفاً بجماله، وهو فقير لا طاقة له بتكاليف الزواج ابداً، وهو مظلوم زجه الدهر في بئر وسوق نخاسة وحجرات قصر كئيب، ثم عرض عليه الفرج مرة واحدة حين راودته ملكة مصر عن نفسه، ولكن ذلك كله لم يخلق في نفسه إرادة السقوط أبداً ورفع صوته في وجه الخطيئة معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.
وفي خبر موسى عليه السلام فإنه يعرض لك سيرة نبي كريم حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات من قبل اشد الطغاة جبروتاً في التاريخ، فهو محكوم بالاعدام سياسياً كونه من بني إسرائيل، وكانت سياسة الفرعون أن يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم، وهو محكوم بالإعدام جنائياً لحادثة قتل الفتى المصري حين وكزه موسى فقضى عليه، وهو محكوم بالإعدام من قبل أمن القصر بعد أن تيقن الكل أنه الفتى الذي يسلب فرعون ملكه، ومع كل هذه التهديدات يأمره الله أن يمشي إلى فرعون ليقول له كلمة الحق….
إنه لا يوجد في تاريخ الرسالة شجاعة أكبر من ذهاب موسى إلى فرعون وهو محكوم بهذه الأحكام القاسية في جبروت سلطان لا ينفع فيه عدل ولا قضاء ولا خصومة.
ويبسط المؤلف الظروف الرهيبة التي واجهها نوح في دعوته وصدود قومه الذي استمر تسعمائة وخمسين عاماً ولم يأت بنتيجة تذكر، وإصرار هذا النبي الكريم على رسالة البلاغ المبين إلى النهاية ليكون أبلغ مثل عرفه الإنسان في الصبر.
وفي قراءة نبي الله إبراهيم يبسط المؤلف القول في مكانة ذلك النبي الذي كان أبوه صانع الأصنام والآلهة وكانت تجارته في صناعة الآلهة تدر عليه نهراً من ذهب، ولكن ابراهيم رغب عن آلهته وحطمها بيديه وشمخ رأساً على كل أوهام الجاهلية ومغرياتها، ووجد نفسه يلقى في النار من قبل والده وشركائه، ثم نجاه الله ولكنه وجد نفسه طريداً شريداً في الأرض، وبعد عقم ثمانين عام ينجب طفلاً فيتعلق به فيؤمر ان ينحره بيديه.. إنها ظروف قاسية رهيبة لكل منها دلالته ومقصده في توجيه الناس وهو ما تجتهد هذه الدراسة في بنائه وتفصيله ليظهر لك ابراهيم أبلغ المثل في الترايخ في مقام الطاعة والاتباع حتى أنزله الله مكان خليل الرحمن.
قدم الدكتور حبش هذا الكتاب في برنامج تلفزيوني من ثلاثين حلقة وقد بثته قناة المنار وقناة الديرة وقناة شام.

على باب قرن جديد
Towards New Century
طبع دار التجديد 2001

أين نحن اليوم في عرض البلاد موقــــع بين زحــــــــــــــــــام الأمم
ويحكم هم قوسموها بالكفــــاح فاكتبوا التاريــــــــخ حقاً بالدم

لم يعد بالإمكان اليوم أن نتحدث عن كانتون مغلق يأوي إليه المسلم، بحيث يعتصم من رياح الفتن، ولم تعد ثمة بيئات تحتمل ثقافة الكهوف، ولا يمكن أن نتحدث عن منطق: الزم بيتك وانتظر الساعة، ولو أن تعض بأصل شجرة، إذ لم يعد لزوم البيت وانتظار الساعة يغير من تأثير العولمة الطاغي بعد أن أصبح قطار العولمة يمر في المدن والقرى والأرياف والفيافي، ويقتحم الحجرات على ساكنيها، ويقدم لك في حجرة النوم رؤيته الصارخة لنمط الحياة الغربي وفق رؤية فوكوياما في النموذج الغربي للحياة على أنه نهاية التاريخ.
وهكذا يبدو أنه لا خيار للأمة الإسلامية من مواجهة الحقيقة الجديدة، حيث أصبحت المواجهة حتماً قاهراً وفرضاً لازباً، ولا بد من اقتحام الحوار والمشاركة في تفاعل الثقافات على أساس التشارك والتساوي والتكافؤ وليس على أساس التعالي والتفرد، ولا على أساس الاستنساخ أو الاجتزاء.
شهد عام 2001 تغيرات كبيرة في العالم كان أولها إنجاز إسلامي كبير على مستوى الحوار العالمي إذ تمكن الاعتدال الإسلامي من تسجيل انتصار معنوي كبير حين نجح الرئيس خاتمي في إقناع هيئة الأمم المتحدة بتبني مشروع منظمة المؤتمر الإسلامي حول حوار الحضارات، وقامت الأمم المتحدة بتسمية عام 2001 عام حوار الحضارات، على أساس أن الإسلام هو دين الحوار والتسامح، وكان ذلك جواباً بليغاً لدعاوى الصقور من المنظرين الأمريكيين الذين راهنوا على صدام الحضارات، على أساس أن الإسلام رسالة انقلابية لا تؤمن بالآخر وتعمل على إلغائه، وصمتت لمدة تسعة أشهر صيحات الكراهية ضد المسلمين بعد أن تلقت صفعة معنوية، كانت تتأكد كلما عقدت ندوة أو مؤتمر عن حوار الحضارات وتحدث الناس فيها عن المنطق الإسلامي للحوار والإخاء.
ولكن ذلك الإنجاز بالطبع تم نسفه بالكامل في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الحادي عشر من أيلول يوم انطلقت عملية رهيبة، مجنونة المقاصد، لواحة للبشر عليها تسعة عشر لم تبق ولم تذر، وجعلت الحوار الذي كان العالم ماضياً إليه محض أوهام من مكر الضعفاء، وارتفعت عقيرة عرابي الشر، وتأكد للعالم أن صمويل هنتغتون والنفاثين معه في العقد كانوا أكثر بصيرة بطبيعة الصراع العالمي، وانطلق العالم في حرب مجنونة جديدة ضربت مباشرة في أفقر بلد في العالم بفؤوس أسلحة الدمار الشامل على رأس الشعب المسكين الذي كان ينتظر قطار التنمية والإغاثة، فأتاه عارضاً مستقبل أوديته بالويل والثبور وعظائم الأمور في مشهد يحمل كل ما توارثه البشر من كراهية وحقد محمولاً بأرقى ما أنتجه الإنسان من مراكب التكنولوجيا، ودكت المشافي والمساجد والمدارس في إطار الحرب على الإرهاب صارخة في البرية بقدوم إرهاب جديد، يهلك الحرث والنسل، إرهاب تصنعه الدول الكبرى ودهاقنتها الذين لا يسئلون عما كانوا يفعلون.
بعد الحادي عشر من أيلول أصبحت إرادة الشر في الأرض تملك الذرائع الكافية لممارسة الأوهام النازية العنصرية، للتأكيد على المنطق النيتشوي الذي اعتمدته الحضارة الأوروبية في نهوضها وقيامها.
وستجد في ثنايا الكتاب كثيراً من المقالات التي تتحدث عن تقديم رؤية فلسفية للمشهد الدولي الجديد والدوافع الحقيقية التي تحرك المارينز الأمريكي المحارب في جبال أفغانستان ووهاد العراق.
إن أقسى ما تعانيه الأمة هو منطق إلغاء الآخر وطمسه وهو منطق يؤدي بكل تأكيد إلى استمرار الانقسام في المجتمع الإسلامي وتكريس ثقافة الكراهية.
ليس من حق بشر أن يقتل بشراً، ومن قتل نفساً كأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، إنها الروح هبة الله لابن آدم وهو مؤتمن عليها، جسده كما روحه كما إشراقه، كل ذلك عطاء من الله لا يحق لأحد أن يغيبه من الوجود.
وقد حاولت هذه المقالات أن تقاوم رياح ثقافة الكراهية التي تستنبت اليوم في الشوك الإسرائيلي وتروى بالوسائل الأمريكية، ونردد نحن صداها من خلال استدعاء أشد ما روي في ثقافتنا غلواً وتطرفاً، بحيث يبدو إحياء روح التسامح والإحسان لوناً من التنازل والتفريط يلام الكاتب فيه ويتهم قلمه، ولكنني أعتبر أن رسالتي في مقاومة ثقافة الكراهية أشرف ما يناضل من أجله القلم، وأطهر ما يجاهد في سبيله اللسان.
وعلى الرغم مما كتبه النقاد في مئات الدراسات المختلفة فإنه يمكن تلخيص أمراضنا التي نعاني منها في العالم الإسلامي بكلمة واحدة وهي التخلف!! نحن متخلفون، قراءتنا لتاريخنا محكومة بأمراض التخلف، قراءتنا للمستقبل مسكونة بهاجس التخلف، وعينا السياسي مسكون بهاجس التخلف، إننا مسكونون بالنزوع على الماضي (المقدس)، قدسناه وفق ما أخبر القرآن الكريم بوضوح: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون.
قداسة الماضي وهم جعل الرجعية العربية تخوض صراعاً دامياً ضد الطليعة المسلمة حول الرسول الكريم من أجل الدفاع عن ماضيها إنه شيء يشب عليه الصغير ويشيب عليه الكبير، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق، يقاتلون دفاعاً عن الماضي على الرغم مما فيه من تناقضات صارخة، وهي عقدة لا نزال نعيش فيها في وعينا الجمعي، وقد نكون نحن العرب الأمة الوحيدة في العالم التي تعتقد أن الناس كانوا قبل ألف عام أثر وعياً ومعرفة واطلاعاً وحكمة وفهماً!!
عندما نريد أن ننظر إلى المستقبل فغالباً ما نوغل في الماضي، وعندما نريد أن نحلق في الفضاء فإننا نخلد إلى الأرض، ولم يصدنا عن هذا الأفول الغائر ألوف التجارب التي أوصلتنا إلى طرق مسدودة، وأبواب موصدة
أيها البائس كم ذا تــرتجي
كف عن عينيك أوهام الكرى

لا يكن غل من الوهـم على
كافر النعماء من يجحدهــا
مطلع الشمس بدهليز المناجم
والتمسها مثل أسراب الحمائم

نور عينيك ذا ما الليل عسعس
وهي نور ثم يمضي يتلمــس

إنها دعوة لإحياء رسالة العقل في الحياة وهديه ونوره، دعوة للمسلم للنهوض والتوثب، نهوض الفاتح لا نهوض الفاتك، نهوض الوئام لا نهوض الخصام، رسالة هدى تغتني بالتاريخ ولا تتحنط فيه، تسعد بالحياة ولا تذوب فيها.
والكتاب بمجمله طائفة من المقالات والبحوث المنشورة التي وفقني الله لإصدارها في عام 2001 وبعضها صدر قبل ذلك، وهي جزء من رسالة التجديد التي نسعى إلى إحيائها في واقع الأمة التي تعاني اليوم من التمزق والتخلف والانقسام، في إسهام يندرج إلى جوار ضمائمه في محاولة لإحياء رسالة العقل في حياة المسلم، ليقوم بدوره المأمول في المشاركة في بناء الحياة وصناعة المستقبل
نشرت هذه المقالات في صحف سورية وعربية مختلفة، وهي تهدف بشكل خاص إلى توضيح موقف التجديد الإسلامي من الأحداث التي عصفت بالمنطقة سواء على المستوى السياسي أو على مستوى التجديد الديني.

إسلام بلا عنف
Islam without violence
طبع دار الناقد 2010

إن تطبيق قاعدة العين بالعين سيجعل الجميع عمياناً

إسلام بلا عنف هو المشروع الذي تستهدف بناءه هذه الدراسات، وهو عنوان صادم بكل تأكيد، ولكنه في الواقع حصيلة مراجعة لقرن كامل من العنف جاء على ظهر آمال كبار من البحث عن الأمن والسلام، كانت تحدو آمال قادة العالم، وقد أعرب قادة العالم عن هذه الآمال الكبار في مؤتمر خاص عقدوه لاستقبال القرن العشرين، وفي المؤتمر قدمت أكثر الكلمات إشراقاً وأملاً، وقال العالم وداعاً لعصر الحروب والعنف والقتل، وأهلاً بعصر الكهرباء والفضاء والتكنولوجيا والحوار والتفاهم، وأعلن زعماء العالم عن القرن الجديد القرن العشرين قرن الحوار والسلام، والعلم والعمل، وإخاء الإنسان للإنسان، ستختفي الحروب وستوضع الدبابات في المتاحف، وستتحول المدافع إلى مداخن مصانع، وسيرعى الحمل مع الذئب، والحمام مع العقارب، وستصبح الشعوب إخواناً على سرر متقابلين، لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً.
هكذا على الأقل كانت أحلام بسمارك أبو الرايخ الثاني وهو يكتب مذكراته نهاية القرن التاسع عشر وخليفته فون رون مطلع القرن العشرين، وكانا يرسمان ازدهار العالم على لوحة الآمال المعقودة على التقدم التكنولوجي الجبار.
بعد مرور مائة عام لست أدري كيف سيشرح الحكماء البائسون الذين عقدوا الآمال على عصر الكهرباء، لست أدري كيف سيقرؤون المشهد الدامي لصراع الإنسان مع الإنسان، لقد انتهى القرن العشرون الذي بدأ بآمال كبار ولكنه كان كما وصفته مادلين أولبرايت في كتابها الأخير (جبار الجبابرة) أكثر القرون دموية وهولاً في التاريخ، أما ماكنمارا وزير الدفاع الأمريكي ومهندس الحرب على فيتنام فقد قال في البرنامج الوثائقي (ضباب حرب) في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية إن القرن العشرين (أكثر القرون دموية في التاريخ الإنساني كله) حيث راح 160 مليون شخص ضحية لصراعاته… حربان عالميتان حصدتا أكثر من تسعين مليون قتيل ومعاق ونحو مائة حرب إقليمية حصدت عدداً مماثلاً، وبدا الإنسان بعد عنائه هذا أقرب إلى لغة هتلر من لغة هابيل وكأنه لم يتعلم من درس الحياة شيئاً.

من العسير أن نتصور أن الآتي من الأيام أقل هولاً أو أحسن تسامحاً وعطراً، فالحروب التي أشعلها أصحاب المشروع الصهيوني من شعب الله المختار الذي يتوعد العالم بأن الدنيا تؤلف ولا تؤلفان، كما توعد الأوس والخزرج من قبل بالمخلص الآتي الذي سيقتلهم قتل عاد وإرم، ورفع عقيرته من جديد ليتوعد بالشر إياه، أن بناء الهيكل لا بد أن يقوم على رأس الألف الثالث وأن المخلص يستعجل قيام هرمجدون ليأتي إلى العالم على ركام من جثث الكافرين، ومضى بوش يغمض عينيه بخشوع وهو يتمنى أن ينال شرف قيادة هرمجون الجديدة، وقد صرح بهذا لزواره وقال إن الرب أمره أن يذهب إلى إسرائيل وأن يضرب في العراق، وقيل له أيها الكاوبوي المغامر.! إنك تذكر مع الرؤساء، مع كلينتون وكارتر وريغان وفورد ولديك فرصة لتذكر مع الأنبياء، مع موسى وهارون وسليمان وداود إذا أنت أنجزت إرادة الرب في ري الفرات بالدم، لتبني الهيكل وتطهر الأرض من أعداء الرب وتهييء العالم لقدوم المخلص، وراح يقول أنا لها أنا لها…
وحين كان الصهاينة يستقبلون القرن الجديد بتنصيب شارون رجل المرحلة في هرمجدون الدم، كانت جماعات أخرى مكافئة في الغاية والوسيلة تعقد الألوية لعملية مجنونة لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر، ستضرب في مركز التجارة العالمي وتحيل آمال الوئام إلى ركام، ولتبدأ بعد ذلك سلسلة حروب ظالمة حصدت إحداها مليون عراقي، وشردت ملايين أربعة، ولا زال الإنسان يجري في كل وجه من حلاوة الروح، يهرب من الهول، ويقول يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.
العنف والموت والقهر، دأب قابيل مذ أصبح في العالم سعار وذهب ، وقد دفع هابيل حياته ثمناً لأطماع قابيل، وقد يكون العالم كله اليوم من نسل قابيل، ولكن القرن الجديد قد على أسوأ من مثال قابيل، من نسج داروين الذي أعاد لصق الإنسان بزملائه البيولوجيين في الطبيعة، بحيث يمضي في سياق صراع البقاء الذي لا ينتهي، حوتاً أو سمكة، ذئباً أو حملاً، أفعى أو حمامة، يأكل أو يؤكل، يقتل أو يقتل، ولا داعي للدهش في ما يشعله من حروب ويسحقه من جثث فهذا سياق الطبيعة، وإن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر!!
فهل قدر ابن آدم أن يمضي بين ركام المظالم على أشلاء أخيه الإنسان؟
تحاول هذه الأوراق أن ترسم ملامح عودة هابيل إلى عالم يحكمه قابيل بيد من حديد، ومع أن العودة هنا تبدو محض انتحار، ولكن كاتب هذه السطور يصر أن لا خلاص لهذا الشرق إلا بغاندي من العرب، يحمل آمالهم في الحرية والخلاص، على أساس من المقاومة الصارمة، التي لا تعرف الدم ولا العنف، ولكنها تؤصل لحرية الإنسان وكرامته، وتقدم للشعوب نعمة الحياة على مركب الديمقراطية والحرية، والذي لا يشك كاتب هذه السطور أنه الهدف الأسمى للأنبياء، وأنه أعظم أوامر الله لابن آدم.
اللاعنف كلمة ساحرة لها في كل أرض في العالم أتباعها وأنبياؤها وقديسوها، ولكنها هنا مطاردة في الشرق، حيث تعامل على أنها فكرة مناقضة للحدود والجهاد، وأن الإسلام يتجه إلى منطق السن بالسن والعين، وأن القتل أنفى للقتل، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون، وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ، وإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، تقاتلونهم أو يسلمون!!
ليس لدي أدنى شك في أن مقاصد الإسلام الكبرى تتجه إلى رسالة الجهاد ولكنني مصر أن ثقافة اللاعنف هي أيضاً ثقافة قرآنية كريمة، وأن الجهاد الذي أفهمه لا يعني الاستهتار بدم الناس، ولا بسط السيف على رقاب المخالفين، بقدر ما يعني توفير مؤسسة قادرة على حماية الأمة والمجتمع من أطماع الطامعين.
واللاعنف أيضاً مسألة نصية عبر عنها القرآن في أكثر من نص صريح، وقد سبق المعلم جودت سعيد إلى التنبيه إلى هذا المعنى حين كتب رسالته الأولى مذهب ابن آدم الأول، وجعل عنوان كتابه مذهب ابن آدم الأول لئن بسطت إلي يديك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين.
واللاعنف هو صورة المجتمع الإسلامي في كفاحه الطويل في مكة، حين كانت آيات الله تترى: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون.
وليست هذه الثقافة بعيدة عن هدي الرسول الكريم الذي كان واضحا في إعلانه موقفاً فريداً من اللاعنف الإسلامي حين سأله حذيفة بوضوح: أرأيت إن دخل علي داري وأرادني على نفسي ومالي؟؟ قال: كن كخير ابني آدم، وحين أوغل في بيان مراده بحيث لا يحتمله لبس ولا غموض: فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمه وإثمك، وفي رواية: فكن عبدالله المقتول ولا تكن عبدالله القاتل.
لا يمكن لكلمات كهذه أن تحسم جدلاً كهذا، وسيكون في قبالة كل دليل دليل، وقد تلمع بوارق الحقيقة من خلال تناقض الأفكار، وأنا لا أطمع هنا أن تحسم مقالاتي هذه جدل العنف في المجتمع الإسلامي، ولكنها قد تضيء بعض جوانب مظلمة فتكشف بعض ما طمسناه عن عمد في غبار الصراع، حتى غاب تأويله، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

نداء إلى الغرب
A call to the west
الطبعة الأولى 1999 دار التجديد الطبعة الثانية 2007 دار ندوة العلماء

أمة بين الأمم، ودين بين الأديان، وإنسان بين الناس….

سلسلة محاضرات باللغة الإنكليزية كان المؤلف قد ألقاها في جامعات متعددة في فنلندا والسويد والبرازيل والولايات المتحدة، وهي تهدف إلى تقديم صورة ناصعة عن الرسالة الإسلامية ورفع الحواجز التي تحول دون إدراك العقل الغربي لحقيقة الإسلام الحنيف، كما تتعرض لكثير من الأحداث السياسية التي تسببت في مزيد من القطيعة بين الشرق والغرب، وتسببت في حالات العداء والجفاء بين المسلمين وبين الغرب.
وفي الكتاب يقول المؤلف: في خضم التصارع الدولي الذي يتفاقم كل يوم تحت عنوان الحرب على الإرهاب ، فإن الإسلام يبدو كل يوم أكثر قرباً من دريئة الصراع كهدف غير معلن ولكنه يرسم في الواقع ملامح توجه الصراع وغاياته ومراميه. وهنا فإنني أعتقد أن من واجب العالم الإسلامي أن يتعاطى مع هذه المسألة بجدية، وأمام توافر المبررات فهل يتعين القول أن الحرب على الإسلام قادمة وهل من مصلحة الإسلام أن يوافق على خوض حرب كهذه وهل هي حرب مفروضة لا خيار له في خوضها؟؟ أسئلة كثيرة تختلف اليوم الإجابات عليها اختلافاً حاداً، ويبدو أن الخطاب الأكثر شعبية في الإعلام العربي اليوم هو النفخ في كير المواجهة، وهو الكير الذي يوقده الجنود الأمريكان بكل إصرار كلما دخلوا مسجداً في الفلوجة أو قصفوا مشفى في الرمادي وهو المشهد الذي أصبح مادة إعلامية شبه يومية للفضائيات العربية المتلهفة لسماع خبر الدم.
ولكنني لا أكتمك أنني لا أميل إلى الانخراط في هذا الوهم، ولا زال لدي يقين كبير بأن الحوار هو لغة الحياة ونمط المستقبل، وأننا معنيون أولاً وآخراً بإحياء رسالة الحوار هذه، وأن المستقبل لا بد أن يكون منطق حوار أو أنه لن يكون!!.
من وجهة نظري لا يمكن افتراض الشر المطلق في الآخر أياً كان هذا الآخر، وقبل ذلك يجب القول أن هناك أصدقاء كثير للخير والسلام في العالم، نحن لن ننسى المدن الثمانمائة التي ملئت شوارعها بالناس وهم يتظاهرون ضد الحرب على العراق .هذه المدن يقع أكثر من خمسمائة منها في العالم الغربي، وهذا يعد مؤشراً واضحاً على أننا نمتلك أصدقاء للخير والمحبة في العالم.
إنني أدعو إلى المراهنة على هؤلاء واعتقد أن لدينا الكثير مما يمكن أن نفعله، وعلينا أن نذكر العالم أن منطق الإسلام هو الحوار والتعاون وليس الصراع والمواجهة، والإسلام مشتق من السلم والله اسمه السلام والإسلام دين السلام والجنة دار السلام وتحية المسلمين في الأرض السلام، ولا شك أن هذا الرصيد الأدبي يوفر أرضية كافية لبدء حوار إيجابي بناء مع القوى المحبة للخير في العالم.
وبعيداً عن المنطق الخطابي هذا فإن علينا أن نتذكر حكاية الصدام والحوار في التماس الأممي المعاصر، فقد كانت نظرية صدام الحضارات كما هو معروف مشروعاً أمريكياً وقد اكتسب تقرير هنتنغتون أهميته من موقع الرجل كخبير في السياسة الأمنية الأمريكية وقد اعتمد البنتاغون هذا التقرير وثيقة استراتيجية حظيت باهتمام كبير، وحين تداولته دوائر القرار في أمريكا على أساس أن المواجهة بين الحضارات أمر محتوم، وأن الإسلام هو أكثر الأهداف المحتملة لهذا الصراع فإن الأمة الإسلامية قد قامت بمواجهته بشجاعة وبسالة من قبل الأمة الإسلامية عندما أقرت منظمة المؤتمر الإسلامي الدعوة إلى مشروع حوار الحضارات. وعندما حمل الرئيس خاتمي هذا المشروع إلى الأمم المتحدة عام 2001 م بوصفه رئيساً لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كان يعكس تعاطياً إيجابياً حكيماً مع تطور الأحداث وبالفعل فقد سميَ عام (حوار الحضارات) بناءاً على الاقتراح الإسلامي.
من الغريب أن يوافق الأمريكيون على مصطلح حرب الحضارات أو صدام الحضارات، فالحضارات في الواقع لا تتصادم ولا تتصارع، بل تتكامل وتتواصل، يقع الصدام عادة بين الحضارة والتخلف، بين الحضارة والجهل، بين الظلام والنور، ولكن ليس بين الحضارة والحضارة أو بين النور والنور أو بين العلم والعلم.
أنا شخصياً اعتقد أن مصطلح حوار الحضارات نفسه ليس كافياً بالمرة للتعبير عن روح الإسلام في التلاقي مع الآخر، بل يجب الحديث عن وحدة الحضارة الإنسانية؛ لا توجد حضارة تبدأ من الصفر كل حضارة تؤسس على من سبقها، وتماماً كما كنا نجد في حضارتنا الإسلامية تأثير جالينوس وابقراط في الطب، نجد اليوم تأثير ابن سينا والفارابي في الحضارة الغربية، وعندما نتعاطى مع الحاسوب يجب أن لا ننسى الدور المهم الذي لعبه ابن الهيثم في إصلاح علم المناظير، وبدورنا عندما كنا نقوم بريادة الحضارة كنا نؤسس على من سبقنا من رواد الحضارات السابقة، وبإمكانك أن تدرك تأثر إقليدس وفيثاغورس في هندسة بناء الأموي، وطب أبقراط وخبرة جالينوس في بيمارستانات بغداد فهذه هي حركة الحياة الدائبة التي يؤسس بعضها على بعض ويرتشف بعضها من معين بعض.
ربما كان من أوضح الأمثلة على ذلك أن القرآن الكريم تحدث عن رسالة النبي الكريم في أربعة عشر موضعاً بصيغة مصدقاً لما بين يديه، ولم يقل أبداً مبطلاً أو ملغياً لما بين يديه أو ناسفاً لما بين يديه، بل إنه عبر بأوضح عبارة بقوله: مثلي ومثل النبيين من قبلي كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها وأجملها إلا موضع لبنة فكان الناس إذا مروا بتلك اللبنة يقولون ما أجمل هذه الدار لولا موضع للبنة فكنت أن تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين، إنه لم يقل أنا البناء كله وإنما قال أنا لبنة في البناء الكبير.
إن الغرب أصبح مع التطور الحضاري أكثر وعياً باستحقاق السلام الدولي، وهو يوظف هذه العلاقة بكفاءة في علاقاته الآخرين، لقد تعلم الغرب من قانون الحضارة؛ في الماضي عندما قال هتلر: (ألمانيا فوق الجميع) أشعل حرباً عالمية ولكن عندما غيرت ألمانيا منطقها هذا، وأعلنت (ألمانيا مثل الجميع) قامت الوحدة الأوربية، وتحقق أعظم إنجاز وحدوي في العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين.
هذه الأفكا روغيرها هو ما حاول المؤلف بسطه للمستمعين الكرام في هذه المحاضرات التي ألقيت باللغة الإنكليزية في جامعات غربية متعددة.
طبع الكتاب مرتين باللغة الإنكليزية، وطبعت هذه المحاضرات باللغة العربية نحو خمس طبعات.

كفاح منبر
سيرة حياة الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق
Struggle of Tribune
طبع مركز الدراسات الإسلامية 1999

واحفظ لنا عبد الرؤوف وطوقه طوقاً يضم عمائم العلماء

كتاب أعده الدكتور محمد حبش وفاء لشيخه الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق الذي كان له عظيم الأثر على تربيته وبناء شخصيته، وقد استكتب المؤلف عدداً من أصحاب الشيخ وإخوانه ليكتبوا في جوانب متعددة من سيرته وحياته، وقد صدر الكتاب عقب وفاة الشيخ وتم نشره على نطاق واسع، وشارك في الكتابة فيه كل من:
الشيخ أحمـــــــــــــــد كفتارو الشيخ منـــــــــــــذر الدقر
الشيخ محمد علي مستو الشيخ عبد الرحمن عرار
وكان الشيخ أبو طوق رمزاً للعمل الإسلامي الرائد في حقل التعليم وفي الشأن السياسي، وهذا ما حدا بالدكتور حبش إلى إعداد هذه الدراسة.

وفي حديثه عن أيامه الأخيرة قال: وكنا نجلس طويلاً في باحة داره المتواضعة بمضايا، حيث تبدو لك جبال لبنان في وقار وهيبة، تملأ الوادي جلالاً ورهبة، وحين كانت تغرب الشمس يظللك الليل، وأنت تتناول من كف الشيخ عبد الرؤوف كأس الشاي الأخضر الذي كان يصنعه بنفسه، تدرك أي نعيم سرمدي يعيش فيه أولئك العارفون الخاشعون، بعد أن انقطعت آمالهم من الدنيا واتصلت أمانيهم بنعيم الآخرة، وكان مع سروره بالوصال الذي هو فيه يرجو أن يرتقي إلى مقام أقرب، ليكون شاهداً لنعيم القرب في كل حال:
ليس من لوَّح بالوصل له
كالذي سير به حتى وصل

لا ولا الواصل عندي كالذي
طرق الباب حناناً ودخل

لا ولا الداخل عندي كالذي
سارروه وهو للسر محل

لا ولا من سارروه كالذي
صار إياهم فدع عنك العلل

أخذوه منه عنه فانمحى
هكذا العاشق للمحبوب ظِل

قدر قد علق القلب به
لو تجلى منه للخلق قتل

وفي عامه الأخير أصبح جسداً أكثر وهناً، وهو بحمد الله في عافية في فكره وروحه، وكان مع لزومه الدار يحب أن يزور ويزار، وشهد عدداً من المناسبات لإخوانه وأحبابه، وكان حين يجد نسائم الصيف يحب مصيف الشام، فيجد لنفسه أنساً في الزبداني ومضايا، حيث كان له إخوان من أهل العلم يمضي معهم أرق ليل وأطيبه، ويحب أن يغشاهم بزيارته، وأن يواصلوه بدعائهم، ولكن جسده لم يعد يقوى على التنقل، فكان أكثر مقامه حينذاك في داره، وكان علماء الشام يترددون عليه بين الحين والآخر، فيهل لهم ويسهل، ويطرب بهم وتقر عينه، ويتحدثون عن قطار العمر، ويتواصون بالحق ويتواصون بالصبر .
لقد كان رحيله يوم 14/2/1998 يوماً مشهوداً خرجت فيه الشام بكل رجالها، تودع ذلك الرجل الذي ملأ القلوب بالإعجاب وظل رمزاً للإخاء والوحدة بين علماء الشريعة، وهو موقف لا يتكرر كثيراً للأسف حيث تضيع آمال كثيرة في صخب التنازع على الحطام الحياة الدنيا.

الشباب والعفاف
Youth and purity
الطبعة الأولى 1999 دار أفنان الطبعة الثانية 2002 دار أفنان

هيهات أن يغلبني هواي
إنما هي نفسي أروضها بالتقوى حتى تأتي آمنة على جوانب المزلق

دراسة قدمها الدكتور حبش يشرح فيها رسالة العفاف المأمولة من الشباب المسلم مستهدياً فيها بهدي النبي الكريم يوسف عليه السلام الذي ضرب أبلغ المثل في العفاف الاجتماعي حين ترفع عن الحرام بكافة أشكاله وقال إني أخاف الله رب العالمين.
ويؤكد المؤلف أن العفاف قيمة إنسانية، وأن العالم كله يقدر هذه القيمة، وأن الذين يروجون للعفاف على أنه شأن شرقي لا مكان له في العالم الحديث إنما يتحركون عكس حركة التاريخ والواقع، ومع شيوع الفاحشة في الشرق والغرب، ولكن الأسر النبيلة والمحترمة في العالم كله، تربأ بنفسها وأبنائها عن الانزلاق إلى وحول الخطيئة، وهذا قدر مشترك بين كل الثقافات والأديان الحرة المحترمة في العالم.
عادة ما يسمون العفاف: الفضيلة الشرقية، ومع أن هذا الكلام شرف للعرب والشرق ولكن لايجوز أن ننسى أن العفاف فضيلة إنسانية وعالمية، وأن الأمم كلها تعرف فضيلة
العفاف ومنزلته، وتشترك الأديان السماوية والأرضية في حكاية خروج الإنسان من الجنة وكيف بدت لهما سوءاتهما وكيف طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة.
ولكن كثيراً من شبابنا اليوم يعتقدون أن العفاف هو خرافة شرقية، وأنك ما إن تخرج من أسوار الوطن العربي والبلاد الإسلامية حتى تصل إلى العالم الحر، حيث العفاف مجرد تقليد عتيق لا تقيم له الحضارة وزناً، وأن حق المرأة والرجل في الإشباع الجنسي بكل طريقة محفوظ ومضمون، وربما كانت حكايا نور ومهند ولميس أقرب النماذج التي تشير إلى تجاوز الإنسان لمسألة العفاف.
أختلف تماماً مع القائلين بهذا الرأي وأؤكد لك أخي القارئ أن العفاف فضيلة إنسانية وليس مجرد طقس شرقي، وأن العالم لا يزال ينظر إلى الوفاء الزوجي بعين الاحترام وإلى الخطيئة بعين الاحتقار، وأن الانحلال مازال في نظر عقلاء العالم مرضاً وفاحشة ومقتاً وساء سبيلاً.
أنا لا أنكر أن المجتمع الغربي اليوم طافح بالانحراف الجنسي والخيانة الزوجية، ولكن ذلك لا يعني أن الحكماء والعقلاء يقرون ذلك، وعلينا أن نتذكر إلى عهد قريب كيف أوشك كلينتون أن يكون أول رئيس أمريكي يتم إسقاطه من أجل مسألة أخلاقية، نتيجة بعض العبث بقيم العفاف، ولن ينسى العالم أن الأسرة المالكة في بريطانيا تعرضت لمحنة قاسية انتهت بالطلاق بين ديانا والأمير تشارلز وأوشكت أن تقضي على أعرق التقاليد الإنكليزية للأسرة المالكة نتيجة عبث الأمير تشارلز واستهتاره بقيم العفاف.
وحتى اليوم، فإن الفحشاء لا تزال بوجه عام أمراً مخزياً في العالم كله، ولا يزال الأحرار والشرفاء يناضلون بالوسائل الممكنة للخلاص منها.
قد يكون الشعب راتعاً في الفحشاء ولكنه لن يقبل أبداً أن تكون رموزه العليا وقادته الاجتماعيون والغين في الفحشاء والخطيئة.
يحاول العقلاء في الغرب أن يوقفوا سد الفحشاء الجارف ويكتبون المطولات من الصحف والدراسات ولكن الناس لا تترك شهواتها من أجل مثل أخلاقية، ومازال الغرب يعيش نشوة انتصار الحرية وهو في غير وارد التخلي عن مكتسباته في الحرية بهذه البساطة.
على الرغم من طوفان العولمة وسيل الحريات الجارف والانحلال الذي يهبط من الفضائيات ويتسلل عبر الأنترنت ولكن ذلك كله لم يكسر ما تبقى من حصون العفاف في ضمائر الأحرار الذين قاوموا بشراسة توجهات النشطاء في الحريات المطلقة الذين يطالبون بشرعنة الخطيئة عبر حق المرأة في تعدد الأزواج وحق الرجل والمرأة في الزواج المثلي، وبالفعل فحتى كتابة هذه السطور لم توافق على الزواج المثلي إلا ثلاثة دول أوروبية من أصل سبع وعشرين دولة، فيما بقيت آسيا كلها تجرم هذا اللون من الفحشاء، على الرغم من ارتباط هذا الأمر بموضوع الحرية المقدس عند الغربيين، وعلى الرغم من الحملات الهائلة التي تقودها المنظمات المدافعة عن الشواذ.

العفاف يحترمه العالم كله، والفحشاء تلعنها ألسنة الأحرار والشرفاء، والعفاف من مقاصد الإسلام وهو منهجه لإقامة حياة مستقرة هادئة ودافئة وسعيدة.
ويستعرض المؤلف عدداً من الوصايا القرآنية والنبوية في حماية العفاف كما يستعرض عدداً من الأمثلة التي دفعت المجتمعات الغربية إلى نبذ زعماء كبار والتخلي عنهم لمجرد أنهم هتكوا العفاف واستهتروا بالحياة الزوجية، وهو ما يؤكد أن العفاف قيمة إنسانية شاملة مصدرها فطرة الإنسان وهداية الأديان.
والكتاب بالأصل جزء من كتاب أبلغ المثل الذي استعرض فيه الدكتور الحبش أخبار الأنبياء في القدوة الحسنة ولكنه هنا افرده في فصل خاص وتوسع فيه بهدف التأكيد على أن العفاف هو طبيعة الفطرة، وهو طهر الإنسان، وهو موقف العلم، وهو أمر الله.

الخطوبة والحب الحلال
Engagement and true love.
الطبعة الأولى دار الناقد 2008

شئتها مولاي أرضــــــــــــــــاً للسرور نحن صغناها عذاباً وانتقامــــــــاً
قد ملأت الأرض من حور ونور نحن حولنا أمانيهــــــا ظلامــــــــاً

جزء من ثلاثة كتب للدكتور محمد حبش طبعتها دار الناقد ضمن سلسلة المرأة بين الأصل والصورة
فكرة الكتاب: يتناول الكتاب بوجه خاص موضوع الخطوبة التي نطمسها عادة في أعرافنا الاجتماعية أو نختصرها بساعات محدودة مع أنها الفترة التي يولد فيها الحب ويزهر وينمو، وهي فترة ضرورية جداً لبناء حياة سعيدة.
كما يدافع المؤلف بشدة عن حق الرجال والنساء في الحب خلال فترة الخطوبة وليس بعد الزواج، ويؤكد أن الحب مقصد نبيل علمه النبي الأكرم في حياته الزوجية الطاهرة.

وجاء في مقدمة الكتاب: إن الحب الذي هو أسمى الروابط التي تقوم عليها الأسرة لم يحظ بما يستحقه من الدراسة في أعمال الفقهاء، وظل الحديث عنه مقتصراً على كتب الأدب والشعر، وعلى ألسنة أهل الهوى الأمر الذي جعل الحديث عنه في الإطار الفقهي مستغرباً، ولا تنشأ منه قواعد فقهية متكاملة.
إني ألوم الفقهاء الذين عزفوا عن استعمال لفظة (الحب) في علاقات الخاطبين والمتزوجين واستبدلوا منها لفظة: حسن العشرة أو العشرة بالمعروف، ومن وجهة نظري فإن كلاً من اللفظين لا يعبر عن الآخر، فالعشرة بالمعروف التزام شرعي للمرأة والرجل لا خيار لأحدهما فيه، وقد جاء الوعيد الشديد في التفريط بهذه الحقوق، ويتولى القانون حماية هذه الحقوق على أساس المعطيات المادية.
أما (الحب) فهو إشراق من لون آخر، لا يملك القانون عليه أي رقابة، وإنما هو سلوك أخلاقي دقيق يرتبط بأعلى درج المثل، ويحمل الإنسان على تقديم التضحيات المختلفة في سبيل من يحب.
إن إعراض الفقهاء عن الحديث عن الحب كثمرة مباشرة للخطوبة، ورابط أساس في الزواج، أدى إلى غربة هذه الكلمة، وصار مجرد إطلاقها في أي سياق يرتبط مباشرة بالعلاقات المحرمة التي تنشأ في الظلام، وترتبط مباشرة بالخيانة الزوجية.
وقد أسهم الإنتاج الإعلامي اليوم في تكريس هذه الصورة، إذ قلما تجده يركز على الحب القائم في رباط الزوجية، بينما يركز بوضوح على علاقات الحب التي تقوم في السر والظلام، وتؤدي إلى هدم الأسرة، ويمكن القول هنا إن ثمانين بالمائة من العمل الدرامي العربي يركز على الحب في إطار العشيقة فقط وخارج إطار الحياة الزوجية.
ولست أزعم هنا أن ذلك يتم على نحو يقصد منه تدمير الأسرة، ولكنه على كل حال يسهم في ذلك، وهو ينشأ عادة من رغبة المخرج بإنتاج حبكة درامية تبعث في نفوس مشاهديه الإثارة والتحفز.
إني لا زلت أشعر بالدهشة من تلك الروايات الكثيرة التي قدمتها زوجات النبي  بعد موته للناس، تتحدث فيها عن حياته العامرة بالحب، وعن مشاعره الصادقة تجاههن على الرغم من طبيعة حياته الصاخبة بالمسؤوليات الجسام، وعلى الرغم أيضاً من الحياء الذي يغلب على المرأة، ولكن إصرارهن على رواية تلك الأخبار يعكس لك أي دروس في الحب كانت تلك السيدات يبتغين نشرها في المجتمع.
وكان هذا الحب الغامر يعالج تلقائياً كثيراً من المشاكل التي تنشأ بين الزوجين عادة، ورب موقف ظهر من عائشة فيه ما لا يغتفر، ولكن كان يتجاوز عن ذلك بالحب، قالت له ذات مرة غاضبة: أنت الذي يزعم الناس أنك رسول الله؟.. فكان يتلقاها بحنانه وحبه ويقول: أفي شك أنت من هذا يا أم عبد الله؟
وقد صرحت أم سلمة بما كان بين عائشة والنبي من حب، حتى أنه كان يقبلها وهو صائم وقالت: «إنه لم يكن يتمالك عنها حباً».
إن إقدام نساء النبي على رواية أخبار خاصة بهذا التفصيل، واجتهادهن في وصف مشاعر حميمة جد خاصة واضح في إرادتهن بعث مثل هذه المشاعر في فراش الحلال، وفي علاقة الزوجين والخاطبين، ولم يتردد النبي نفسه عن التصريح بهذا المعنى إذ قال: حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة.
تجمع هذه الدراسة فصولاً مهمة في علاقة الحب الحلال وتركز بشكل خاص على شواهدها وأدلتها في حياة النبي الكريم وصلته بزوجاته التي أصبحت مصدر إلهام لكل حب بريئ طاهر ينشا في كنف الفضيلة والعفاف.
وتروج هذه الدراسة اليوم في الشام حيث يهدى هذا الكتاب بشكل خاص في حفلات الزواج والخطوبة، ويتبادل الناس فيه روائع القصائد التي كتبها المؤلف في حب رسول الله لزوجاته الطاهرات.

المرأة بين قول الله وشرح الشارح
Women
Between the words of God
and the words of the expounder
الطبعة الأولى دار الناقد 2008

أي فهـم جاء حرباً للجمــــــــــال يخنق الورد ويذوي الياسمين
كم بوادي العشق من زنبقــــــــة قد وأدناهـــــــــــا وإنا فاعلــــــــــــون

جزء من ثلاثة كتب للدكتور محمد حبش طبعتها دار الناقد ضمن سلسلة المرأة بين الأصل والصورة.
فكرة الكتاب: يتناول المؤلف بدراسة تحليلية الهوة الواسعة بين البيان الشرعي الهادف إلى منح المرأة منزلتها وكرامتها وحقها في العمل والحب والمشاركة في الحياة وبين القيود التي ألقتها على المرأة التقاليد وحالت دون مشاركتها الفاعلة في الحياة.
يبدو مطلب تحرر المرأة أكثر العناوين إثارة للمشاعر المتناقضة في الشرق، ففي حين يتحمس لهذا الشعار دعاة الحركات التقدمية العربية فإن كثيراً من الحركات الإسلامية ترى فيه طعماً يراد به توريط المرأة في التمرد على الشريعة، وسلخها من ردائها الإسلامي، لتذوب في طاحونة الانحلال الغربي وتفقد انتماءها وارتباطها بالإسلام.
وفي الواقع فإننا ندخل القرن الواحد والعشرين بصيغة لا تبدو مشجعة في إطار دعوات تحرير المرأة بالمقارنة مع مطلع القرن العشرين، وأرجو أن أكون مخطئاً في هذا التصور ـ فقد بدأت حركة تحرر المرأة مطلع القرن الماضي في ربوع الأزهر، وتحدث في تحريرها علماء محترمون لهم منزلة كبيرة في المجتمع المسلم، كالشيخ محمد عبده والشيخ مصطفى المراغي ورفاعة الطهطاوي في مصر ومحمد إقبال في الهند، وكانت صيحات هؤلاء المصلحين واضحة في وجوب إخراج المرأة من قمقمها، والانتفاض على تقاليد العصور المتأخرة والعودة بالمرأة إلى المجد الذي عاشته في عصر الرسالة أو بالتحديد إلى واقع النساء المتحررات في عصر الرسالة من المشاركة في الحياة، والمساهمة في البناء، والتحرر الفكري والعقلي من رواسب الجاهلية، ولكن هل تمت سرقة هذا المسعى النبيل ؟ إن نظرة واحدة إلى المشهد الثقافي الذي نستقبل به القرن الجديد كافية لفهم الخطوات المتسارعة إلى الوراء التي يتخذها الاتجاه المتشدد في الحيلولة دون منح المرأة موقعاً مناسباً في المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
إن دعوة تحرر المرأة تطرح اليوم نقيضاً مباشراً للالتزام والفضيلة، على الأقل من وجهة نظر الحركات الإسلامية المتشددة، ومن العسير أن تجد في حركة تحرر المرأة تلك العمائم التي كنت تجدها قبل مائة عام، وغلب على الخطاب الديني أن المرأة المسلمة لا تعاني من أية مشكلة، وأن المشاكل في الطرف الآخر، وأن مجرد التزامها بالزي المحتشم كافٍ لتقرير أنها لا تعيش أي مشاكل في الحياة، ويتم في هذا الإطار تدوير الخطاب بانتقاء أشد ما في الجانب الآخر من ظلامية وانحلال وفسق لتصوير (الهلاك) الذي قاد إليه التحرر من آخره، ويبدو لكثير من الناس أن هذا المآل نتيجة طبيعية حتمية لأي تفكير في التحرر.
وفي الواقع فإن هذا المشهد الثقافي لم يكن كذلك في القرن الماضي، بل إنه لم يكن في أي من العصور الإسلامية كما هو اليوم، إذ كان علماء الأمة يتفاوتون عبر التاريخ تسامحاً وتشدداً، وستجد في ثنايا هذه الدراسة أن آراءهم في واقع المرأة وهمومها تتفاوت تفاوتاً شديداً، وهو يعكس سعة الخيارات التي كانت متاحة، حتى تجد منهم من أفتى بجواز إمامة المرأة، وجواز نبوتها، وجواز تسلمها لمنصب القضاء والولاية الخاصة، والتسامح في كثير من تفاصيل ثيابها كالذراع والساق والشعر، في حين تبدو هذه المسائل اليوم قد طويت في التيار الإسلامي، حتى إنه من المألوف تماماً أن يحكم المتشددون بانحراف عالم معروف مشهود له بالعلم والاستقامة لمجرد أنه صافح امرأة؟ أو حضر حفلاً مختلطاً! أو تحدث في قاعة نسائية من دون عبوس!..

ومن وجهة نظري فإن إصرار طائفة من دعاة التحرر على محاربة الحجاب هو الذي أدى إلى هذا الفصم الصارم، وهذه الدعوة في الواقع دعوى غير واعية بمقاصد التحرر، وهي في الحقيقة تقزيم غبي لرسالة التحرر، إذ تحشد طاقات التوثب في هذا الجانب الشكلي، وتعود بأفدح الضرر على رسالة التحرر، إذ تجعلها في مصادمة مباشرة مع الدين.

ويستعرض المؤلف عشرات الحقوق التي منحتها الشريعة للمرأة ويستعرض بمرارة كيف تم منع المرأة من ممارسة حقها لأسباب من التقاليد والأعراف تبناها وللأسف الفقهاء في مرحلة من التاريخ الإسلامي.

المرأة في حياة محمد
The Women
in the life of Muhammad
الطبعة الأولى دار الناقد 2008

حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة

جزء من ثلاثة كتب للدكتور محمد حبش قصد فيها إلى نفض الغبار عن مكانة المرأة المسلمة وما لحقها من بغي وظلم عبر العصور.
فكرة الكتاب: يؤكد الكتاب على موقف النبي الكريم من حقوق المرأة ومشاركتها في الحياة، والمسؤوليات التي اضطلعت بها المرأة في عصر الرسالة، ويطالب بمنحها المكان الذي كانت عليه في عصر المجد الإسلامي.
ويقدم الكتاب مجموعة من المواقف الفريدة لمشاركة النساء حول الرسول ودور المرأة في أيام الإسلام الأولى من خلال نماذج فريدة من نساء السلف الصالح اللاتي كن يقمن بهذا الدور البناء.
ومن مقدمة الكتاب: إن مسحاً سريعاً للأحداث الكبرى التي تعيشها المرأة في العالم الإسلامي يكشف لك عن التفاوت الهائل الذي تعيش المرأة ظروفه أو يفرض عليها تحت عباءة الشريعة.
في أفغانستان أصدرت حكومة الطالبان قراراً يقضي بإغلاق مدارس البنات سداً لذريعة الفتن، وأمرت المرأة الأفغانية بلزوم بيتها، وصرفت سائر الموظفات بقرار واحد، وفي الوقت نفسه تم تعيين السيدة ابتكار معصومي بمنصب معاون رئيس الجمهورية في إيران، وكذلك السيدة ميغاواتي سوكارنو بمنصب الرئيس في أندونيسيا أكبر بلد إسلامي، وتم انتخاب السيدة بنازير بوتو في باكستان لمنصب رئيس الوزراء وهو من الناحية العملية أعلى سلطة تنفيذية في ثاني أكبر بلد مسلم في العالم، وكذلك أصبحت الحكومة والمعارضة تحت قيادة النساء في بنغلاديش وهي البلد المسلم الذي يزيد سكانه عن مائة مليون مسلم، وذلك كله في ظلال حكومات متجاورة تعتبر الفقه الإسلامي المصدر الرئيس للتشريع، وتقوم بتطبيق أحكام الشريعة في أكثر قوانينها، ويشرف على تطبيق الشريعة فيها لجان متخصصة من علماء الشريعة الإسلامية ربما تخرج أعضاؤها من جامعة إسلامية واحدة!..
ويعكس هذا المشهد حقيقة التفاوت الهائل الذي عوملت به المرأة من جهة حقوقها وواجباتها في الغابر والحاضر.
ومن المؤكد أن هذا التفاوت الكبير ليس بدعاً في واقع الأمة، بل هو في الواقع المشهد ذاته الذي كان سائداً عبر التاريخ الإسلامي منذ أن أصبحت الأمة أكبر من (قريش) وحتى يومنا هذا، حيث كان الوعي والهمود يتطارحان باستمرار في مواقع متناوبة.
وللأسف فإن خصوم المرأة المسلمة يعتبرون الطريقة الطالبانية إزاء المرأة هي النمط الوحيد الملتزم بهدي السلف، مما يؤكد حتمية عزل المرأة عن الحياة العامة في الأدب الإسلامي، ووجوب إقامة مجتمع «ذكوري»، ويسعون عامدين إلى إخفاء الصورة الأخرى للمرأة المسلمة التي أصبحنا نألفها اليوم وزيرة ونائبة ومذيعة وأستاذة جامعية وهي على أكمل صورة من العفاف الإسلامي الذي تأمر به الشريعة.
ومع أنني أتهم الفريق الآخر هنا بالانتقائية في الخيار التاريخي والواقعي، ولكنني لا أبرىء نفسي من هذه التهمة، وبحسبي أن أذكر هنا أن ما أختار المضي فيه من رسالة المرأة ودفعها للمشاركة في الحياة العامة وإسهامها في البناء هو منهج كان ولا زال أكثر جمهوراً ورفداً في تاريخ الأمة وحاضرها، بل هو أكثر إلتزاماً بمقاصد النص المقدس وغاياته.
إن رسالة المرأة وتحررها وتوثبها لم يظهر في أي مرحلة من التاريخ الإسلامي كما ظهر إبان عصر الرسالة وبرعاية النبي الكريم، حتى قال دعاة الجمود والتشدد إنها أشياء حصلت في عصر النبوة!! وهو ليس مقياساً لأنه عصر طهر ونبوة! ولا يمكن الاهتداء به في زماننا لأنه عصر انحراف وخطيئة!!
إنها تناقضات مخيفة تلك التي ناقشها هذا الكتاب بهدف إظهار روح الإسلام المتوثبة في منح المرأة مكانها الصحيح في بناء الحياة.

الحوار الإسلامي المسيحي
Islamic-Christian dialogue
ط دار الحافظ 1999

وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون

يشمل الكتاب على تفاصيل ندوة هامة أجراها المؤلف بمشاركة عدد من الباحثين حول موضوع الحوار الإسلامي المسيحي ويبين فيها أن الحوار ضرورة يمليها الواقع ويؤكد أنه يفضل تسميته بالعمل المشترك وليس الحوار، لأنه الحوار في اللاهوت ليس نافعاً ، بل المطلوب هو البحث عما ينفع الأمة ويؤكد وحدتها وجماعتها.
وقد شارك في الحوار كل من الشيخ حسين شحادة والدكتور جورج جبور والأب جوزيف حجار إلى جانب المؤلف
وقد كان الكتاب تمهيداً لإطلاق لجنة العمل الإسلامي المسيحي المشترك التي تضم برلمانيين ورجال دين والتي تعمل في سوريا ولبنان في حقل الإخاء الديني.
والكتاب يطرح صيغة أخرى للحوار، صيغة تؤسس على المشترك وتدعو إلى تعزيزه والبناء عليه، وقد رأيت أن نصوص القرآن الكريم مضت في التوكيد على المشترك، وإظهار رباط التكامل بين رسالات الأنبياء.
وفي المقدمة يقول المؤلف: إننا نطرح الحوار عادة على أساس الكشف عن مكامن الفراق المتصورة في العلاقات الاجتماعية، وهنا يبدو النمط (الديداتي السواغارتي) أبرز أشكال الحوار (الديماغوجي) وهو الحوار الذي يرمي إلى إهانة الخصم وإذلاله، تلبية لمطالب الجمهور الهائج المتحفز أصلاً لسحق الآخر بغرض تحقيق استعلاء أيديولوجي مهما عاد ذلك برهق على المتحاورين والمستمعين جميعاً.
ويؤكد الدكتور حبش على ان الحوار الإسلامي المسيحي مدخل لبناء ثقة ومحبة وتعاون، وليس من المفيد ولا من المقبول أن نخوض الحوار في الثوابت لدى كل فريق، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة.
ويؤكد المؤلف أن الحوار يجب أن يرتكز على احترام عقيدة الطرفين، وأن هذا بالضبط هو غاية الحوار في الإسلام الذي جعل من أركان الإيمان الراسخة الإيمان بالأنبياء والكتب الأولى في إرادة واضحة لبناء ثقة ومحبة وتواصل بين أبناء الديانتين الأعظم.
إن إدراج ركني الإيمان بالأنبياء والإيمان بالكتب يبدو في غير معنى إن نحن مضينا في الإمعان بالحديث عن ضياع شرائعهم، والتأكيد على المختلف بيننا وبينهم، ولو كان ذلك كذلك لكفتنا في ذلك إشارة عابرة إليهم إذ المطلوب حينئذ أن نعلم أن خمسة وعشرين شخصاً عاشوا في مراحل مختلفة من التاريخ بشروا بالإيمان ورحلوا إلى الله، وهو معنى متحقق بكل تأكيد في عشرات الألوف من المصلحين في التاريخ، فما هو المبرر لجعل هذه المعرفة ركناً حاسماً من أركان الإيمان؟..
ما الفائدة من الإيمان بنبوة عيسى إذا كان المطلوب أن نكفر بكل تراثه الباقي، وأن نتبادل صيغ الاتهام والتكفير مع أتباعه إلى آخر الدهر؟!..
وأي غرور بالله أشد من أن تتصور أن بيدك مفاتيح الجنة والنار، وأنك تملك المعرفة جزماً بأهل كل سبيل، مع أننا ننتمي إلى كتاب مقدس يقول: قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
في القرآن الكريم ترد صيغة: مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ أربع عشرة مرة، وواضح أن تكرار هذا التعبير يتصل مباشرة بالمقصد القرآني الهادف إلى تعزيز المشترك، ومع أن هذه الصيغة واضحة في التعبير عن ذلك ولكن من المؤكد أن أثرها ظل يتخافت تاريخياً في حمى الإرادات السياسية المتناقضة، حتى غلب على الخطاب التقليدي صيغة: ناسخاً لما بين يديه، أو ناسفاً لما بين يديه، أو مبطلاً لما بين يديه، أو ملغياً لما بين يديه، إلى آخر ما هنالك من صيغ أنانية لا تتفق ومقاصد القرآن فالقرآن الكريم جاء واضحاً بطرحه: (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) كما أوضحته السنة النبوية في التعبير النبوي البليغ بقوله بعد أن ذكر أسلافه من الأنبياء: (فكنت أنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين!!) وهو موقف تواضع رائع، يجعلك تؤمن بتكامل سعي الأنبياء، وتدرك أن الإسلام يعترف بثقافة الآخر ويؤمن بتكامل المعرفة، إنه لم يقل أنا البناء كله وإنما قال أنا لبنة في هذا البناء!!
ويشير الكتاب إلى خصوصية الإخاء الإسلامي المسيحي فقد أمر الإسلام بالإيمان بسائر الأنبياء على أنهم أنبياء وفيهم مرسلون جاؤوا بكتب وشرائع، ولكن الأمر مع السيد المسيح لا يتوقف عند الإيمان أنه نبي ورسول بل أمر القرآن الكريم أيضاً بالإيمان به على أنه رسول الله ونبي الله وكلمة الله وروح الله، ثم أمرك بالإيمان أنه ما زال حياً وأنه يعود آخر الزمان ليملأ الأرض حباً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
إن هدف الحوار ليس التبشير الديني، فذلك حقل آخر له شروطه وظروفه ووسائله، أما الحوار فهدفه في الواقع هو بناء حياة مشتركة نتقاسم فيها بعدالة حقوقنا وواجباتنا ونشترك في خدمة الأرض، وبناء المحبة والوئام.

تعدد الزوجات
Polygamy
ط دار الحافظ 1999

يا عبادي
إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا

يشتمل الكتاب على تدوين لندوة هامة شارك فيها المؤلف مع عدد من الباحثين بقصد تسليط الضوء على مسألة تعدد الزوجات من الناحية الفقهية والتشريعية، وتناول فيها المؤلف عدداً من الأدلة على موقف الرسول الكريم في التأكيد على أن الأصل هو الزوجة الواحدة وأن ما سوى ذلك استثناء يقدر بقدره.
شارك في هذه الندوة الدكتور الشيخ مصطفى البغا والدكتور وهبة الزحيلي والسيدة حنان لحام.
وقد تم بث هذه الندوة على شبكة ART عدة مرات
ويؤكد المؤلف موقفه في أن الأصل هو الزوجة الواحدة وأن النبي الكريم لم يعدد أبداً على أم أطفاله خديجة على الرغم م نأنها كانت تكبره بخمسة عشر عاماً وأنها كانت أما لثلاث ربائب، وضرب المثل الأعلى في الوفاء لهاظ، وحين رحلت سمى العام كله عام الحزن وعزف فيه عن النساء جميعا.
أما ما كان بعد ذلك من تعدد فله ظروفه الخاصة، ولم يكن في الواقع ناشئا في مواجهة أسرة مكتملة مستقرة.
إن أكثر تطبيقات التعدد تتم اليوم تحت عنوان الرغبة الجنسية، حيث يكافح شريكا الحياة لبناء حال كريمة مستقرة، حتى إذا توفر لهما قسط من الراحة وانصرفت الزوجة إلى رعاية أولادها انصرف الزوج إلى تحصيل ملذات أهوائية تبدأ سراً ثم تنتهي إلى العلانية تحت عنوان: الخوف من الحرام، والحاجة الجنسية المشروعة.
إن نظام التعدد وفق التطبيق الذي كان في عصر النبي الكريم يمكن أن يقدم لنا جوانب أخلاقية مبررة، وذلك حين نستعرض أحوال الزوجات الجديدات (الضرائر) اللاتي كن في الغالب أرامل أو مطلقات الأمر الذي كان يقضي على العنس الاجتماعي الذي هو أبرز مظاهر البؤس لدى النساء.
كانت المرأة تقول لزوجها: يا ابا فلان.. تأيمت فلانة، وإن لها لشرفاً ونبلاً فضمها إلينا، وهكذا فقد كان أمراً طبيعياً أن يزاحم الخطاب بباب المعتدة لدى انقضاء عدتها فتتخير منهم تخيراً.
وحين مضى النبي الكريم إلى التعدد كان قد جاوز الثانية والخمسين من العمر بعد موت خديجة ـ التي لم يتزوج عليها أبداً ـ بأكثر من ثلاث سنين، وقد تزوج حينئذ بكراً هي عائشة، ثم كان سائر نسائه بعدها مطلقات أو أرامل.
وثمة حالات مرضية محددة تجعل الرجل في حل من التعدد الذي قد يكون في كثير من الأحيان أرحم بالمرأة من طلاقها، وأرحم بالطرفين والذرية، وتجد المرأة في استمرار حياتها مع وجود زوجة أخرى أفضل من انفصالها الذي قد يكون منذراً بأسوأ العواقب.
ويدعو المؤلف إلى احترام العقد الضمني الذي تقوم كل الزيجات بناء عليه اليوم من اكتفاء الرجل بالمرأة الواحدة، ويدعو المؤلف إلى جعل هذا الشرط ظاهراً في كل عقد نكاح.
ومن المؤكد أن النبي الكريم كان يشترط مثل هذه الشروط على أصهاره فقد زوج بناته الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ولم يحصل أن واحداً من أصهاره تزوج على إحداهن، بل إن ثمة حديثاً مشهوراً أن علي بن أبي طالب فكر بذلك يوماً حين عرضت عليه بنت عمرو ابن هشام بن المغيرةمما أغضب النبي غضباً شديداً وصعد المنبر وقال: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم» ثم ذكره صهره أبا العاص بن الربيع من بني عبد شمس وقال: «إنه وعدني فوفى» ومع أن شارح سنن أبي داود وهو محمد شمس الحق العظيم صرح بأن الوعد الذي وعد به ذلك الصهر هو إرسال زينب من مكة، ولكن سياق الحديث ظاهر في أن الوعد يتصل بعهده عدم التزوج على زينب، وهو ما التزمه أبو العاص حتى مرض زينب ووفاتها سنة 8 هجرية.
وترسم هذه الأخبار ملامح هادية للمشترعين لوضع الشروط الضامنة على الراغبين بالتعدد، بل إني أدعو إلى جعل هذا الشرط (أن لا يتزوج عليها) علنياً واضحاً، حيث هو بالتأكيد اليوم ضمني في أي عقد زواج، ولكن إعلانه وتثبيته في العقد يجعل تقدير الحاجة إلى التعدد بيد المرأة المتضرر الأول من ذلك، حيث تقدر هي حينئذ مصلحتها بين الطلاق أو التعدد، وبذلك لن يبقى التعدد أسير نزوات الرجال الذين لا تدفعهم إليه في كثير من الأحيان إلا نزوات وورطات ما إن يقعوا فيها حتى يبدؤوا بالتفكير في الخلاص منها.

دراسة فقهية لاتفاقية سيداو
Islamic study of the CEDAW
ط الهيئة السورية للأسرة 2005

والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله

دراسة فقهية قدمها المؤلف للهيئة السورية لشؤون الأسرة، بقصد كشف الموقف الشرعي من الاتفاقية الدولية لمكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة بالسيداو، وقد حظيت الدراسة باهتمام كبير وتم طبعها عدة مرات، واعتبرت مرجعاً في تقرير موقف الشريعة من هذه الاتفاقية.
ويؤكد المؤلف في مقدمة الدراسة أن الواقع العربي يعاني من غلبة الريبة على كل سعي إنساني ينطلق من الغرب، وذلك نتيجة المظالم المختلفة التي عاناها الشرق في علاقاته بالغرب خلال القرنين الأخيرين، وقد انسحب ذلك على أنشطة الأمم المتحدة التي اختارت مقراً لها في نيويورك، على الرغم من الأهداف النبيلة والمقاصد السامية التي تحكم كثيراً من أنشطة هذه الهيئة الدولية خاصة في ميادين الصحة والتعليم والثقافة.
إن فك الارتباط الجغرافي عن المنجز الإنساني يعتبر من وجهة نظري على رأس أولويات حركة الإصلاح الثقافي والتشريعي، وعلى الرواد أن يرسموا ملامح التعاطي مع المنجز الحضاري إن في إطار التكنولوجيا أو الفكر أو القانون على أساس جديته وفائدته على المجموعة البشرية وليس على أساس المنطلق الجغرافي لهذه الأفكار.
إن الديمقراطيات وحقوق الإنسان ومساواة المرأة ليست في الواقع بضائع أمريكية حتى تنمحق تحت شعار قاطعوا البضائع الأمريكية، ولا هي جزء من المشروع الأمريكي في إعلان الحرب على الإرهاب، إنها في الحقيقة منجز إنساني بامتياز دفع الإنسان من عرقه وجهده وكفاحه حتى تحقق له ذلك النجاح الذي يحق له إذن أن يحصده ويستثمره، وهذا بالضبط ما تسعى إلى تأكيده المحافل الدولية المختلفة التي تؤكد حق المجتمع في الخلاص من كل أشكال التمييز ضد المرأة.
ومن هنا يأتي الاهتمام المتزايد بالاتفاقية الدولية للخلاص من كل أشكال التمييز ضد المرأة وهو ما صار يعرف باسم اتفاقية سيداو، وهنا يتعين القول بأن كل سعي يبذله المجتمع للخلاص من تبعات هذا التمييز لا بد أن يندرج تحت معنى إحياء مقاصد الشريعة التي أمرت بالعدل والقسط: لقد أرسلنا بالكتاب وأنزلنا معهم الميزان ليقوم الناس بالقسط.
إن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات مبدأ قرآني أصيل قرره الكتاب العزيز وجاءت السنة الشريفة بتعزيزه والتأكيد عليه إلا ما كان ضمن واقع الطبيعة والفوارق الفيزيولوجية بين المرأة والرجل.
وقد كان من المفترض أن تكون الدول الإسلامية سباقة في تقرير مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة انطلاقاً من القاعدة الذهبية التي قررها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض.
وعلينا أن نتذكر أن هذه الحقيقة كانت حاضرة في وعي السلف الصالح الذين لم يترددوا في منح المرأة دورها الريادي المطلوب وذهبت بهم الأقوال إلى حد القول ببلوغ بعض النساء رتبة النبوة كما في فقه ابن حزم وابن حجر والقرطبي، كما تحدث الإمام الجليل الطبري عن حق المرأة في الولاية العامة ومناصب القضاء وذلك في وقت مبكر لم تكن فيه هذه الحقوق قد طرحت في أي ثقافة أخرى آنذاك.
وقد حال واقع الأمة من التخلف الحضاري دون بلوغ المرأة الرتبة المأمولة، وأسهم في عزلها في متاهات الحريم، وقد كان من الوارد أن تعترف الأمة بهذا الهوان، كواحد من تبعات التخلف ولكن المأساة أن ذلك الهوان التاريخي الذي لحق بالمرأة تم تحويله إلى إرادة دينية أسبغت عليها صبغة التشريع، ودخل كثير من حقها المشروع في دائرة المحرمات بلا دليل ولا برهان، وهنا يتعين القول: قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين لا يؤمنون بالآخرة والذين هم بربهم يعدلون.
وقد كان المأمول أن يكون التيار الإسلامي في طليعة المدافعين عن حقوق المرأة والعاملين من أجل حريتها وكرامتها، ولكن غلبة التيار الظاهري على تفسير النصوص الدينية حال دون تحقق الآمال المنشودة، فقد تحول النص الديني عند هؤلاء إلى سلسلة طويلة من الشروط الصارمة الملقاة على المرأة والتي حالت دون تحقيق مقاصد الشريعة السمحاء من العدل والإنصاف والإحسان والخير والجمال والنور.
وقد طالب الدكتور حبش برفع التحفظات التي وضعها المشرع السوري على الاتفاقية باستثناء تحفظين اثنين.
وتضمن الكتاب مواجهة فكرية مع الأسلوب التقليدي الذي يتعاطى به كثير من الكاتبين مبدأ الصلة بالمجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية، حيث يتم دراسة كل هذه الأساليب على مبدأ المؤامرة، بافتراض وجود خلفيات هدامة وراء كل سعي دولي للمساواة والعدالة، وبين المؤلف أن المسلم جزء من المجتمع الإنساني، وأنه يتحلى بالإيجابية والوعي في كل ما يرد إلينا من العالم، وأن علينا أن نتعامل مع كل وافد من الغرب أو الشرق على قاعدة: نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم.
وقد طبع الكتاب عدة مرات وقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة بنشره على نطاق واسع واعتمد في سائر الدراسات التي تستهدف دراسة اتفاقية السيداو وعلاقتها بالشريعة.

خطب الجمعة والعيدين
Friday sermons and Eid
ط دار المحبة 1990

حق على من يصعد المنبر أن يترك الفحشاء والمنكر
ويحسن القول الذي قاله ويحسن السر الذي أضمر

يشتمل الكتاب على مجموعة هامة من خطب الجمعة التي ألقاها الدكتور حبش في جامع الزهراء في مطلع التسعينات، وهي تختصر تجربة الدكتور حبش في معالجة قضايا الشباب خصوصاً وتسخير المنبر للتنمية والنهضة وما فيه خير الناس.
وقد اشتهر الدكتور حبش بخطبه المؤثرة والجريئة التي تتناول قضايا التجديد ومقاصده، وهي مدونة بالكامل بالصوت والصورة والنص على موقع التجديد الإسلامي الذي يديره ويشرف عليه الدكتور محمد حبش منذ عشرة أعوام.
وفي خطبه تلك تجد سلسلة من المواقف القوية التي قدمها المؤلف ضد الطغيان والاستبداد بكل أنواعه، ومع أنه لم يكن يتناول الراهن السياسي بشكل مباشر، ولكن موقفه في الحرب على طبائع الاستبداد ودعوته للعمل على مصارع الاستعباد جعلته دوماً في مرمى الجهات الأمنية التي ترى في هذا الفكر خطراً على الخنوع والإذلال الذي كانت تسوس به الرعية تحت شعار الاستقلال والمصلحة العامة.
ومما طالب به في خطب الجمعة هذه الإفراج المستمر عن المعتقلين والدعوة لإبداء الراي ومنح حرية حقيقية للصحافة والكلمة، وكذلك الدعوة المباشرة لإنهاء حكم الحزب الواحد وإتاحة الأفق للجميع ليتعاونوا في بناء أوطانهم، ووقف امتيازات الأجهزة الأمنية التي كانت تتصرف فوق القانون وتسوم الناس ألوان العذاب بدعوى حماية الاستقرار.
استمر الدكتور محمد حبش بالخطابة في جامع الزهراء نحو ثلاثين عاماً متواصلة، ومع اشتداد القمع في سوريا على رجال التنوير الذين هاجموا بعنف النظام الأمني وقمعه ووسائله، فقد عمد النظام إلى منع الدكتور حبش من الخطابة في أي منبر في سوريا، وكان قبل ذلك قد أغلق مركزه للدراسات الإسلامية الذي كان أحد مراكز التنوير الفكري في الشام كما ألغى جمعية علماء الشريعة التي كان يرأسها، وتضم الخطباء والأئمة في دمشق وريفها، وتبع ذلك إيقاف عدد من أئمة التنوير على مساجد دمشق، وكان هذا أحد المظاهر التي دفعت الناس للغضب في الشوارع والهتاف للحرية وبالتالي الاندفاع نحو الثورة العارمة التي لن تهدأ حتى يسقط الطغيان.
قام الدكتور محمد حبش بالخطابة في جامع الزهراء من عام 1981 وحتى 2011 وعرف المسجد أقبالاً كبيراً لطبقة الشباب الذين كانوا يرون في خطاب الزهراء باكورة الصحوة الإسلامية الواعدة.
وقد جمعت هذه الخطب عدة مرات عبر جهات مختلفة وصدرت مطبوعة في سلاسل متعددة، وهذه إحدى هذه المحاولات التي طبعتها دار المحبة في دمشق.

الخطابة والخطيب
Rhetoric and Khateeb
ط دار العصماء 2002

الكلام الذي يخرج من القلب يستقر في القلب
والكلام الذي يخرج من اللسان لا يتعدى الآذان

دراسة أعدها الدكتور حبش وفق مقرر الخطابة في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد يتناول فيها أصول الخطابة وأساليبها ومؤثراتها، كما يقدم نماذج عملية لإعداد الخطيب وكتابة الخطب.
اعتمدت الدراسة منهجاً دراسياً لطلبة الثانوية الشرعية في دمشق وفق مقررات مجمع كفتارو الإسلامي لسنوات طويلة.
ويتحدث فيها المؤلف عن رسالة المنبر التي تعززت وتأكدت في عصر العلم والحضارة بعد أن انتهى عصر السيف والصراع، ويؤكد المؤلف أن السيف كان يسير بجوار المصحف خلال حركة الفتوح ولكن ذلك لم يكن لفرض الإيمان على الناس ولكن لتعلم الملوك أن من حق كل أحد أن يعتقد بما يؤمن، بعد أن بطش المستبدون برجال الدعوة كما في عضل والقارة ويوم الرجيع ورسول النبي إلى غسان، ولو ظلت الرسالة بيد الداعية الأعزل لطوت رمال الصحراء كل إرادة تغيير، ولأصبح الدعاة شواهد مقابر في عصر من الاستبداد كان لا يتردد في البطش بالناس الذين يجرؤون على مقاومة القاعدة السائدة الناس على دين ملوكها.
والسؤال الآن: من هم الذين يجب أن نجاهدهم من أجل هذا الهدف النبيل؟ إن العالم يفتح ذراعيه للفكر الجديد من أي مصدر كان، وأصبحت القاعدة القديمة التي تقضي بإلزام الناس بدين ملوكها مرفوضة عبر كل مؤسسات الدنيا ومجامع الأرض، وأصبح السطر الأول في دستور كل أمة في العالم هو لا إكراه في الدين، وأصبح بإمكانك نشر رسالتك بوسائل لم يحلم بها الأولون في الصحافة والأنترنت والفضاء ووسائل الاتصال المختلفة.
كان مشوار الكلمة من مكة إلى المدينة يستغرق بضعة أيام أما مشوارها إلى الشام أو إلى مصر فقد كان يحسب بالأسابيع، وكان مشوارها إلى أوروبا يحسب بالشهور أما مشوار الكلمة إلى الأرجنتين أو البرازيل أو اليابان فقد كان في عالم الوهم قبل أن تبدأ رحلات السفن التي كانت تستغرق شهوراً طوالاً، ولكن ذلك كله اليوم قد أصبح ذكرى من الماضي وأصبحت سرعة الكلمة تحسب بأجزاء من الثانية، فقد تمكنت تكنولوجيا نقل المعلومات من نقل الكلمة والصوت والصورة والفيديو حول العالم كله في أقل من عشر ثانية!!
كان نقل الفكرة محفوفاً بالمخاطر، وربما أدى إلى مصرع الرسول قبل أن يتمكن من إبلاغ رسالته، ورب صحابي أرسله الرسول الكريم فأكلته في الأرض عوادي السباع والطير قبل أن يبلغ برسالته مبلغها، وكانت الملوك تغضب لسماع كلمة الدعوة وتقوم بقمعها بشتى الوسائل وربما قاموا بقتل الرسل دون أن تطالهم محاسبة أو محاكمة، وحين أرسل النبي الكريم رجاله إلى عضل والقارة قتلوا عن بكرة أبيهم مع أن عددهم كان ثمانية وثلاثين صحابياً كريماً وفي يوم الرجيع أرسل النبي ثمانية من خيار الأصحاب قتلوا جميعاً، وكان بطش المستبد يتربص الدوائر بكلمة الحكمة ويورد أصحابها موارد الجحيم.
ولكن الفكرة اليوم تطوف من أرض إلى أرض وتنتقل من أفق إلى أفق بالصوت والصورة، دون أن تخاف من أحد، أو يتهددها أحد في البر والبحر، ولا تخشى لومة لائم ولا بغي باغ ولا حتى الذئب السارح.

قام الدكتور محمد حبش بتدريس مادة الخطابة في التسعينات في كلية الدعوة الإسلامية وكلية أصول الدين، وقد تخرج به عدد كبير من الخطباء والمرشدين الذين يملؤون اليوم منابر الشام ومنابر السوريين في المغترب.

رسالة التجديد
Message of renewal
طباعة دار التجديد 2010

أيها الصــــادق كم حاربتهــــــــــــــــــــا في ضميـــــر الدهر أشكــــال الخرافة
ذات يوم أنت رويـــــــــــت الورى من لهذا الجيـــــــــل يرويــــــــــــه جفافــــــه

نص المتن الذي اعتمده الدكتور حبش في منهج التجديد الذي اختاره هدفاً لدعوته ورسالته، ويعتمد الكتاب أسلوب المتون القديمة بحيث يحدد بالضبط موقفه من القضايا العقدية والفقهية بالتفصيل، ويتضمن قراءات جديدة لواقع الأمة ومستقبلها.
تهدف هذه الأوراق إلى توضيح المسائل التي يتبناها تيار التجديد والتنوير في خطابه الإسلامي حول قضايا التراث، وهي أفكار تحتاج بكل تأكيد إلى شرح ومناقشة ولكن قد يكون من المفيد أن توضع بين يدي الإخوة الدارسين والباحثين، لإغنائها والنظر فيها.
ويشير المؤلف أنه قد مضى أكثر من عشر سنوات على انطلاق برنامج التجديد من مركز الدراسات الإسلامية في دمشق، حيث صدرت عدة رسائل متلاحقة أثارت زوبعة من العواصف والتساؤلات حول مقاصد التجديد وغاياته وأهدافه.
وفي شباط عام 2004 انعقد مؤتمر تجديد الخطاب الديني، وهو أول مؤتمر إسلامي ينعقد في دمشق منذ أربعين عاماً، وقد شكل المؤتمر في الواقع خطوة هامة في إطار توضيح رسالة التجديد في المجتمع الإسلامي، ومع أن أعمال المؤتمر صدرت في عمل ضخم قرأه الناس ولكن ذلك ظل على كل حال صورة لا ترقى إلى الأهداف التي نتغياها لخطاب التجديد الإسلامي.
وخلال هذه السنوات العشر واجه تيار التجديد في سوريا سلسلة من الانتقادات الحادة عبر مراصد مختلفة، ولدينا اليوم سلسلة من فتاوى التكفير والزندقة التي أطلقها شيوخ مشهورون ضد خطاب التجديد كما تبنيناه في المركز، وقد طرحت هذه التطورات تساؤلات حادة ودقيقة حول مستقبل خطاب التجديد الديني والأهداف التي يبتغيها.
إن العاملين في حقل التجديد الديني في سوريا كثير، ولدى كل واحد منهم مرصده وموقعه، وهم للأسف لا يعملون متعاونين، بل إن أياماً سوداء شهدت خصاماً ومواجهات بين رموز هذه التيارات، ولكن أعمالهم في النهاية يفترض أن تخدم هدفاً واحداً وهو إصلاح ما بين الإسلام والناس، وما بين الله وعباده.
ويحاول مركز الدراسات الإسلامية أن يطرح نفسه ديواناً لحركة التجديد في سوريا وأن يبلور في النهاية مقاصد التجديد وغاياته وأهدافه في لغة واضحة لا تحتمل اللبس ولا التحريف.
ومن الواجب أن نشير هنا إلى أن التجديد خطاب يراد به التعامل مع التراث، وبهذه الجزئية لا يجوز القول أن التجديد وحده قادر على بناء الأوطان، إنه يشارك فيها ويعالج قضية العلاقة مع الماضي، ولكن بناء الحياة يتطلب ما هو أكثر من خطاب التجديد.
إن كفاح الجيل يجب أن يتوجه إلى بناء مواطنة صحيحة يتساوى فيها الناس أمام القانون، وينالون حريتهم التامة في الاعتقاد وممارسة الحياة العامة والسياسية والاجتماعية، ويمكن تلخيص الأهداف التي نتبناها في نشاطنا السياسي بما نص عليه الدستور السوري كاملاً رغم التحفظ على مادتين فيه ولكننا ملتزمون بسائر مواد الدستور مع الاحتفاظ بالحق في تعديلهما بالوسائل الديمقراطية بما ينسجم مع قيم المواطنة الكاملة.
ويجب القول هنا أن القضايا التي نطرحها في هذه الأوراق ليست هي برنامج التنمية المأمول، ولا هي الأهداف التي نرصد حياتنا لأجلها، بل هي ملاحظات للمشتغلين في الحقل التراثي والمهتمين بمقاربة النصوص، ولا شك أن النضال الاجتماعي والديني الذي نعمل لأجله يجب أن يشتمل على مشاريع تنموية وصحية وخدمية وتعليمية، ولكن معالجة قضايا التراث ضرورة تحتمها حاجة الأمة في مجتمع لا يزال يحتكم إلى التراث في شطر كبير من حياته وسلوكه.
ولا شك أنه من نافلة القول أن نشير هنا إلى أن ما سنكتبه في هذه الدراسة لن يكون بالتأكيد نصاً معصوماً وسيظهر بوجه أكيد مفتقراً للشروح والتفاصيل وهو ما نأمل أن يأتي متكاملاً فيما بعد مع رؤية شمولية للحل.
لا يزيد الكتاب عن ثلاثين صفحة أراد من خلالها المؤلف أن يحسم موقفه من الخيارات المطروحة في ساحة الفكر الإسلامي، وأعلن بوضوح أنه مؤمن بقيم الإسلام الراسخة ولكنه ينحاز في التفسير إلى القراءات التي تتبنى حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة والبناء الحضاري والإخاء الإنساني.

البيئة في تعاليم الأنبياء
Preserving the Environment
Through the Prophetic Teachings
الطبعة الأولى: بسبع لغات: الانكليزية والألمانية والروسية والفرنسية والإسبانية والصينية والعربية

مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان 2012

البلد الحرام….. أول مشروع حقيقي لحماية الأرض
إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها

جاء الأنبياء الكرام برسالات الله وهداياته للناس، وبشروا بالإيمان والمحبة، ونشروا الفضيلة والتسامح والسلام، وأحيوا هذه الأرض بنور التقوى واليقين.
ولم تقتصر هداياتهم للناس على الوصايا الإيمانية والبشارة بالفردوس في السماء بل إنهم أكدوا على بناء الفردوس الأرضي، ونشر الخير والطهارة في الأرض، وحماية النفس الإنسانية ورعاية الحيوان، والاستخلاف في الأرض وإعمارها والمحافظة عليها خضراء نقية، مصدر غذاء وشفاء ودواء ونعمة.

وتهدف هذه الدراسة إلى الاطلاع على أهم وصايا الأنبياء فيما يتصل بحماية البيئة في الجوانب الآتية:
الدعـــوة الى الزراعـــة وتوسيع الرقعــــة الخضراء
حماية الموارد المائية كواحدة من أعظم نعم الله تعالى
حماية الموارد الحيوانية ووجوب رعايتها والإحسان إليها
تحريم الإفساد في الأرض بما يقطع النسل ويهلك الحرث.

واشتملت الدراسة على موقف تحليلي بالغ الأهمية لرسالة الطوفان، حيث تعتبر حكاية الطوفان من الأخبار التي اتفقت فيها الديانات جميعاً، ولكن قراءتها اتسمت عادة بالسذاحة والسطحية.
يتوقف الكاتب عند نبي الله نوح ورسالته العظيمة في حماية النسل من الإنسان والحيوان والانتقال بهم من حقب إلى حقب عبر العصر المطير، وتطوف الدراسة بين النصوص المقدسة من القرآن والسنة والتوراة والإنجيل وكذلك ملحمة جلجامش الأسطورية، وتركز على الدور الذي اهتم به نوح أن يحمل في سفينته من كل زوجين اثنين.
وتؤكد الدراسة أن كل سعي يقوم به الناشطون لحماية البيئة والرقعة الخضراء فيها فهي طاعة لله وهدى ونور.
كما طرحت الدراسة فكرة هامة وجديدة، وهي فكرة البلد الحرام والأرض الحرام، حيث يقدم الكاتب الأدلة على أن البلد الحرام ليس مجرد مسألة تعبدية تتصل بالمناسك، بل هو مشروع بيئي حقيقي لإقامة محميات طبيعية يمنع فيها الصيد وقطع الشجر، وقد فرضه القرآن بمكة وفرضه النبي بالمدينة وبالطائف، وتوالى الخلفاء بعد ذلك على نشر ثقافة البلد الحرام والارض الحرام.
وقد مضت الأمة تاريخياً في الاهتداء بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في تقرير المحميات الطبيعية، وأطلق عليها في الفقه الإسلامي مصطلح أرض الحمى، وهي الأراضي التي يحبسها ولي الأمر على الناس فيحرم فيها الصيد وتغيير الوصف البيئي وتكون ملكيتها للأمة، وتبقى فيها الشروط البيئية الأولى، حفاظاً على النسل والعشب الأخضر، أو وفق تعبير الفقهاء حفاظاً على الزرع والضرع.
ولا شك أن ما يقوم به اليوم الناشطون في أنحاء الأرض من إقامة المحميات الطبيعية وحراستها ومنع تغيير خلق الله فيها، والحفاظ على الرقعة الخضراء، وعلى الأصناف الحيوانية المختلفة هي في جوهر رسالات الأنبياء وما جاؤوا به إلى هذا العالم من نور وخير.
إن الأديان السماوية تقدم خطاباً متقارباً في وجوب العناية بالأرض وتحريم العبث بها وتخريب بنيتها وبيئتها، وتدعو إلى وجوب تأمين شروط الحياة الكريمة لسائر الأحياء، الذين هم جميعاً عباد الله، وفق وصية النبي الكريم: الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.
وقد حرص المركز الدولي لحوار الأديان على طباعة هذه الدرساة بسبع لغات لتأكيد حقيقة الدور الريادي الذي قام به الأنبياء في رعاية العشب الأخضر

العقوبات الجزائية في الإسلام

Criminal penalties in Islam
The possibility of transformation from retaliatory punishment to reform punishment
المنطة الدولية للإصلاح الجنائي
طبع باللغات العربية والانكليزية والفرنسية

الحدود وسيلة لإقامة العدالة، وليست أداة انتقام
ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون

طرح موضوع الحدود في الإسلام على منابر البحث في كل مكان في العالم، وتم تقديم للإسلام للعالم عبر تطبيقات بعض الميليشيات والدول الإسلامية الثورية في أفغانستان والصومال، وقد انعكس ذلك سلباً على صورة الإسلام في العالم، حيث أصبحت مشاهد الجلد والرجم وقطع الأيدي والضرب بالسيف من أكثر الصور انتشاراً في العالم في إطارالتعريف بالإسلام.
تمكن المؤلف من تقديم قراءة جديدة للفقه الإسلامي في باب العقوبات، تعزز إمكانية التحول من العقوبات الانتقامية إلى العقوبات الإصلاحية، وقدم دراسته معتصماً بالفقهاء المستنيرين في التاريخ الإِسلامي.
وقد تنبهت المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي وهي أقوى منظمة دولية متخصصة إلى أهمية هذه الدراسة وإمكانية أن يشارك الفقه الإسلامي بقوة في القانون الدولي لتنظيم العقاب ومكافحة الجريمة، فقامت بإصدار هذه الدراسة العلمية عبر مكاتبها في العالم، واعتبر ذلك انعطافاً هاماً في إطار التعريف بالإسلام المستنير على منابر دولية بالغة التأثير.

وفي مقدمة الكتاب كتب المؤلف:
جاءت الشريعة الإسلامية لتحقق مصالح العباد، وقد عبر الفقهاء عن مقاصد الشريعة فيما جاءت به من أحكام تحت عنوان حفظ الضروريات الخمس، وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال، ولا يكاد يخرج عن هذه الأهداف أي حكم شرعي من الأحكام التي وردت بها الشريعة الغراء.
وقد شرح القرآن الكريم هدف إرسال الأنبياء وإنزال الشرائع بأنه إقامة العدل في الأرض قال تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، ولكنه ارتقى في خطابه الإرشادي والتوجيهي إلى ما هو أسمى من العدل والمساواة، وهو مرتبة الرحمة التي شرحت غاية الرسالة الخاتمة بأوضح بيان: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
وقد كتب الفقهاء الكرام أحكام هذه الشريعة الغراء لتحقيق هذه المصالح استنباطاً من القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة ثم أسسوا لمصادر أخرى لاستنباط الأحكام ومنها الإجماع والقياس والاستحسان والمصلحة المرسلة والاستصحاب والعرف وشرع من قبلنا وسد الذرائع وغير ذلك من الأحكام التي بسطها الفقهاء في كتب الفقه، على اختلاف في قبول بعض هذه المصادر أو ردها.
وخلال التاريخ الإسلامي تم تطبيق هذه الأحكام الشرعية في البلدان الإسلامية التي تعتمد الشريعة مصدراً لأحكامها وشعائرها وشرائعها.
واليوم ومع تطور القانون الجنائي، وما رافقه من تطور فقهي وتشريعي في عدد من البلدان الإسلامية، فإن الحاجة تتأكد لمراجعة الأحكام الفقهية الكريمة، والتخير مما حرره الفقهاء الكرام ما يحقق هدف الشريعة في قمع الجريمة، وإقامة العدالة، ومناقشة ما وصل إليه المجتمع الإنساني من إقرار سلسلة من المواثيق والحقوق والبيانات التي وقعت عليها معظم الدول الإسلامية، وذلك عبر مجموعات من العلماء والفقهاء في كل دولة إسلامية، وكذلك ضرورة التحفظ على بعض الاجتهادات التي ثبت بالعقل والواقع أنها لا تحقق أهداف الشريعة الغراء.
ومع أن معظم الدول الإسلامية قد اعتمدت قوانين حضارية مرنة تستجيب للروح المدنية في التعامل مع الجنح والجنايات، وذلك عبر التعاون مع الفقهاء المحليين وجهات الفتوى، ولكن ظل الاتهام قائماً بأن التشريع الإسلامي ينطوي على أحكام قاسية في حقل مكافحة الجريمة، وأنه لا زال بعيداً عن المنطق الدولي الذي ينظر إلى المجرم على انه شخص غير سوي يحتاج إلى علاج وإعادة تأهيل وليس عدواً يجب التخلص منه.
وساعد في الترويج لهذه الفكرة قيام ما سمي الأمارات الإسلامية وبشكل خاص في الصومال وأفغانستان، وكذلك ما وقع في الجزائر في العقد الماضي، وما رافقها من تطبيقات دموية وانتقامية بحق الخاطئين دون منحهم فرص المحاكمة العادلة، وكذلك التطبيق المتهور لكثير من أحكام الشريعة خاصة دون قيام قضاء نزيه ومحاكم عادلة وقانون واقعي، وقد أسهم هذا كله في رسم صورة قاتمة عن التشريع الإسلامي في حقل الجريمة والعقاب.
فهل التشريع الإسلامي عاجز عن مواكبة العصر مع المحافظة على ثوابته وأصوله؟
وهل العقوبات في الشريعة تعتمد الجانب الجسدي دون أن تعير اهتماماً لمنطق التأهيل والتكوين والإصلاح الجنائي؟
وهل يمكن اعتبار الشريعة مسؤولة عن التطبيقات الثورية التي تقوم بها الميليشيات المسلحة في العالم الإسلامي تحت عنوان: حاكمية الله؟
لقد كانت هذه الأسئلة وراء ظهور هذا المشروع العلمي الذي تم إعداده بالتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي.

من المقرر أن يتم إطلاق الكتاب رسمياً في حزيران 2013 بعدد من اللغات الحية ضمن المؤتمر الدولي للإصلاح الجنائي الذي سينعقد في مدريد بمشاركة أكثر من مائة دولة في العالم

في المؤتمر الدولي للإصلاح الجنائي
المغرب – 2012

شخصية العام 2012

ECPM صحيفة
الفرنسية تكرم الدكتور محمد حبش كخبير دولي في نظم الإصلاح الجنائي وذلك لتقديمه صورة مشرقة عن التسامح الإسلامي في قانون الجنايات (وخاصة في الكفاح ضد عقوبات الإعدام المؤسسة على الضرورة الأمنية والسياسية

الإصدارات الصوتية والمرئية

ختمة القرآن الكريم
Reciting of the Holy Quran
القرآن الكريم كاملاً بصوت الدكتور محمد حبش الذي يعتمد أسلوباً تجديدياً في تلاوة القرآن الكريم، وقد اصطلح على تسميته بالتلاوة التعبيرية، حيث يؤدي الدكتور حبش التلاوة بصوت عذب يظهر مقاصد الآيات الكريمة من استفهام أو استنكار أو زجر، وقد تم بث هذه التلاوات في إذاعات وتلفزيونات كثيرة تجاوزت ثلاثين محطة تلفزيونية وإذاعية، وتتوفر حالياً سبعة أشكال من هذه الختم :
• ختمة قرآنية إذاعية بصوت الدكتور حبش
• ختمة تلفزيونية مصاحبة للنص القرآني لمصحف التجويد
• ختمة تلفزيونية مصاحبة لصورة الدكتور حبش وهو يرتل القرآن
• ختمة تلفزيونية مصاحبة للنص القرآني الكريم على شكل رول
• ختمة قرآنية مصاحبة للنص القرآني الكريم على شكل انبثاق
• ختمة قرآنية بالقلم الناطق مع القراءات المتواترة للقرآن الكريم
• ختمة قرآنية المصحف المعلم يردد فيها الطلبة حول الدكتور حبش
كما يجري حالياً الإعداد لتلاوات مع الترجمة والتفسير والقراءات والمعالم الطبيعية.

مصحف التجويد
Tajweed Quran
ط دار المعرفة – دمشق 1994

مئات الطبعات والأشكال والتطبيقات
قام الدكتور محمد حبش بإقرار قواعد الترميز اللوني للقرآن الكريم وتنفيذها والإشراف العلمي على مصحف التجويد الذي أعدته وأنتجته دار المعرفة بدمشق.
ويهدف مصحف التجويد إلى تيسير التجويد للناس وذلك عن طريق ضبط مجموعة كبيرة من أحكام التجويد بألوان ثلاثة وهي الأحمر بتدرجاته للمدود، والأخضر للغنن، والرمادي لما لا يلفظ من القرآن، وقد حقق هذا العمل نجاحاً عظيماً، واعتبر مرحلة هامة في تدوين القرآن الكريم، وأضيفت عليه خدمات كثيرة كالترجمة إلى اللغات الإسلامية والأوروبية ومصحف الجيب الديجتال والمصحف المنير كما تم عرضه في عشرات البرامج التلفزيونية، ونال عدداً كبيراً من الجوائز، وقد طبع منه ملايين النسخ انتشرت في العالم كله.

المصحف الناطق
Quran in Speaker
ط دار الرشيد – دمشق 2010

وهي فكرة عظيمة في القرآن الكريم تعتمد تقنية القلم الناطق وتهدف إلى مساعدة الناس على الاستماع للقرآن الكريم عبر القلم الناطق الذي يتلو الآيات الكريمة التي تمر أمامه بصوت القارئ الشيخ محمد حبش وعدد آخر من القراء، كما يوفر فرصة الاستماع للتفسير والمفردات وأسباب النزول بأصوات شتى، ويوفر فرصة الاستماع للقراءات الآنية واختلاف القراء بصوت الدكتور محمد حبش أيضاً.
تعتبر فكرة القلم الناطق فكرة أبداعية أنجزها مخترع صيني وقدمها الدكتور حبش للناس وسيلة يستمعون من خلالها للقرآن الكريم بأداء أحكامه وقراءاته.
كما يقدم المصحف فرصة الاستماع إلى قراءة النص القرآني كاملاً باللغة الانكليزية والفرنسية والألمانية والملاوية والفارسية، وهو فتح جديد في خدمة القرآن الكريم.

موقع الدكتور
محمد حبش

موقع التجديد الإسلامي
WWW.ALTAJDEED.ORG

انطلق الموقع عام 1999

يتبنى موقع التجديد الإسلامي الذي أسسه ويديره الدكتور محمد حبش خطاب التجديد الديني، والعمل على التوفيق بين خطاب الدين وبين المنجز الحضاري، والسعي في سبيل إخاء إنساني.
يقوم الموقع برصد نشاطات الدكتور محمد حبش في مركز الدراسات الإسلامية ومسجد الزهراء ومجلس الشعب وجمعية علماء الشريعة ورابطة كتاب التجديد والمنتدى الإسلامي العالمي للوسطية وغرها من المحافل الدولية، وسائر نشاطات الدكتور محمد حبش.
ويشتمل الموقع على تدوين لمواقف الوفود العالمية التي زارت مركز الدراسات الإسلامية بدمشق والمواقف التي عبرت عنها تلك الوفود.
كما يشتمل الموقع على أهم مقالات التنوير والتجديد التي تصدر على الساحة العربية والإسلامية وينشر أعمال عشرات المفكرين الذين يتبنون التجديد الديني ويشاركون بقوة في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي.
ويشتمل الموقع على:
• سيرة ذاتية للدكتور محمد حبش وتدوين لأكثر من 150 مؤتمر دولي شارك فيه في أنحاء العالم.
• تلاوة لكامل القرآن الكريم بصوت الدكتور محمد حبش وهي القراءة التي بثتها نحو عشر محطات عربية.
• مختارات من الدعاء والمناجاة والأشواق التي يقدمها الدكتور حبش في مجالس الذاكرين كل يوم سبت في جامع الزهراء.
• خطب الدكتور محمد حبش وتبلغ نحو 1500 خطبة ألقاها خلال ثلاثين عاماً في جامع الزهراء.
• مقالات الدكتور محمد حبش وتبلغ نحو ألف مقالة في الصحف العربية والعالمية وتبلغ نحو 1000 مقال.
• كتب الدكتور محمد حبش كاملة وقد تجاوزت 50 كتاباً.
• كلمات في مؤتمرات وقد تجاوزت 70 كلمة في مؤتمرات مختلفة حول العالم.

جامع الزهراء
Al Zahra Mosque
1981 – 2011

قام الدكتور محمد حبش بإلقاء خطبة الجمعة نحو ثلاثين عاماً في جامع الزهراء بدمشق، وقد تبنى خطاب التجديد الديني منذ بداية نشاطه العلمي، وقد أصبح مسجد الزهراء محجاً لشباب الصحوة الإسلامية الذين يؤمنون بالتجديد والتنوير.
وأطلق من جامع الزهراء سلسلة من النشاطات الإيجابية وكان أول معهد من معاهد الأسد للقرآن الكريم التي انتشرت في سائر المحافظات السورية، وتجاوز عددها اليوم ألف معهد للقرآن الكريم ترعاها وتشرف عليها وزارة الأوقاف.
كما أصبح جامع الزهراء أول جامع في سوريا يتبنى الشاشات التوضيحية حيث تعرض خطب الجمعة على برنامج بور بوينت لتوضيح النصوص والإحصاءات والخرائط التوضيحية المرافقة للخطبة.
كما صار جامع الزهراء أول مسجد تصلى يشهد إحياء ليلة القدر بأداء مائة ركعة من قيام الليل يشارك فيها نحو خمسة آلاف مصل منذ عشرين عاماً دون انقطاع.
وقد صدرت مجموعات من خطبه في أربع كتب طبعت عدة مرات.
كما قام في المسجد نشاط نسائي كبير بإشراف الداعية هدى حبش حيث تخرج منه عدة مئات من حفاظ وحافظات القرآن الكريم.
كما تصدر خطبه كافة في أشرطة وأقراص الكترونية وتبث عبر موقع التجديد.
قام الدكتور حبش بالإشراف على توسعة المسجد عدة مرات حيث يبلغ حجمه اليوم ثلاثة أضعاف حجمه عما كان في مطلع الثمانينات، كما قام في قبو المسجد معهد للعلوم الإسلامية والشرعية تديره وزارة الأوقاف.

إحدى محاضرات الدكتور محمد حبش الأسبوعية في جامع الزهراء

البرامج التلفزيونية
TV Shows

قدم الدكتور محمد حبش عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ومن أهمها :
اسم البرنامج البيان من القنوات التفزيونية
الرحمن علم القرآن تعليم أحكام القرآن السورية 30
سيرة رسول الله حديث وغرافيك ورسوم توضيحية الشارقة والكويت والشام 80
الكنــز مسابقات علمية وثقافية mbc 30
تفسير كتاب الله تفسير موضوعي للقرآن الكريم الشام والديرة والرسالة وانفنتي 300
النهضة حوارات في قيم الاسلام الكبرى الرسالة والشام وصناع القرار 30
قضايا ساخنة حوارات في قضايا التجديد الديني ART 30
أعلام الهدى وثائقي عن الأئمة في الاسلام القدس 30
تلاوة كامل القرآن تلاوة بالصوت والصورة أبو ظبي ودبي وانقنتي والديرة 60
قيثارة الروح مناجاة ودعاء الديرة والشام والسورية 30
أبلغ المثل في مواقف الأنبياء المنار 30
وقولوا للناس حسنا قيم الإسلام الحضارية الفرقان 30
تلاوة مصحف التجويد نص مصحف التجويد على الشاشة عشرات المحطات 60
حديث الروح حول عيال الله والاخاء الانساني NBN 30

البرامج الإذاعية
Radio programs

كما قدم د.حبش عدداً كبيراً من البرامج الإذاعية من أهمها:
البرنامج عدد الحلقات الإذاعات
في رحاب القرآن 180 دمشق 1986-1996
الحضارة الإسلامية والعالم 30 دمشق 1990-1991
المسلمون وعلوم الحضارة 30 الكويت 1996
القراءات والحكم الشرعي 30 الكويت وابو ظبي 1997
سيرة رسول الله 120 دمشق وعمان والقدس وابو ظبي 1994-2012
اسألوا أهل الذكر 1800 مباشر – إذاعة القدس 1998- 2012
مع الناس 100 مباشر – إذاعة فرح 2011
تساؤلات صائم 60 مباشر – اذاعة شام 2010-2011
رسالة التجديد 1100 مباشر – إذاعة القدس 2001-2012
عيال الله 100 مباشر – إذاعة فرح والقدس 2011
عيال الله 30 اذاعة نينار 2011

المقالات الصحفية
Press articles

كما نشر الدكتور حبش مقالات كثيرة في الصحافة العربية والعالمية، حول رسالته في التجديد الديني والإخاء الإنساني، ومن هذه الصحف على سبيل الاختصار:
• 220 مقالاً في صحيفة الثورة السورية اليومية
• 120 مقالاً في صحيفة تشرين السورية اليومية
• 90 مقالاً في صحيفة بلدنا السورية
• 50 مقالاُ في صحيفة إلى الأمام
• 60 مقالاً في صحيفة الاتحاد الاماراتية
• 60 مقالاً في صحيفة الراية القطرية
• مقالات فصلية في السانديكيت بروجيكت تطبع ب115 لغة في 331 صحيفة حول العالم باثنين وعشرين لغة، وتزيد نسخها المطبوعة عن 54 مليون نسخة
• نحو 500 مقال آخر في صحف متفرقة عربية وأجنبية، إضافة إلى مئات المقابلات الصحفية.

قائمة بالمؤلفات والناشرين

اسم الكتاب الدار الناشرة المدينة الطبعة الأولى الطبعات
1 أبلغ المثل دار الخير بيروت 1990 2
2 أحكام التصوير في الفقه الإسلامي دار الخير بيروت 1984 2
3 إسلام بلا عنف دار الراية جدة 2010 2
4 الإسلام وعالم الديجتال ندوة العلماء دمشق 2007 1
5 أشواق داغستان دار أفنان دمشق 1998 3
6 إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة دار العلوم حمص 1994 1
7 أطفالنا أكبادنا ندوة العلماء دمشق 2007 1
8 ألف يوم في مجلس الشعب دار التجديد دمشق 2006 1
9 أنبياء على أرض العرب ندوة العلماء دمشق 2007 1
10 أوراد الذاكرين دار المحبة دمشق 1990 10
11 بين يدي الرسالة دار الحكمة دمشق 1998 2
12 تجديد الخطاب الديني دار التجديد دمشق 2005 2
13 التجديد الديني في سوريا دار التجديد دمشق 2004 3
14 تعدد الزوجات دار الحافظ دمشق 1999 1
15 تفسير النور دار أقنـــان دمشق 1998 2
16 تمكين المرأة في الفقه الإسلامي الهيئة السورية دمشق 2010
17 الثقافة الإسلامية دار التجديد دمشق 1994 1
18 جريمة الشرف بين الشريعة والقانون UN دمشق 2010 1
19 جيران على كوكب واحد ندوة العلماء دمشق 2007 1
20 الحوار الإسلامي المسيحي دار الحافظ دمشق 1999 1
21 الحوار أو الدمار ندوة العلماء دمشق 2006 1
22 الخطابة والخطيب دار أفنان دمشق 2001 3
23 خطب الجمعة والعيدين دار المحبة دمشق 1989 4
24 الخطوبة والحب الحلال دار الناقد دمشق 2008 1
25 رسالة التجديد دار التجديد دمشق 2009 2
26 روائع الحكمة دار التجديد دمشق 2004 3
27 سوريا عاصمة الروح ندوة العلماء دمشق 2007 1
28 سيداو – قراءة فقهية الهيئة السورية دمشق 2005 1
29 سيرة رسول الله دار أفنان دمشق 1990 40
30 الشامل في القراءات دار الكلم الطيب دمشق 1998 1
31 الشباب والعفاف دار أفنان دمشق 1989 2
32 شرح المعتمد في أصول الفقه دار التجديد دمشق 1990 4
33 شرف الكلمة ندوة العلماء دمشق 2007 1
501 الشيخ أحمد كفتارو ندوة العلماء دمشق 1996 9
35 الشيخ أمين كفتارو ندوة العلماء دمشق 1988 2
36 العلماني والفقيه ندوة العلماء دمشق 2007 1
37 على باب قرن جديد دار التجديد دمشق 2001 1
38 فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم دار التجديد دمشق 2006 1
39 القانون الجنائي في الإسلام PRI عمان 2012 1
40 القراءات القرآنية دار الفكر دمشق 1998 2
41 كفاح الأنبياء من أجل الجرية والاستقلال ندوة العلماء دمشق 2008 1
42 كفاح قلم ندوة العلماء دمشق 2010 2
43 كفاح منبر دار التجديد دمشق 1999 1
45 كيف تحفظ القرآن دار العصماء بيروت 1984 30
46 كيف تقرأ القرآن دار الخير بيروت 2001 5
47 المرأة بين الشريعة والحياة ندوة العلماء دمشق 2001 9
48 المرأة بين قول الله وشرح الشارح دار الناقد دمشق 2008 1
49 المرأة في حياة محمد دار الناقد دمشق 2008 1
50 المسلمون وعلوم الحضارة دار أفنان دمشق 1988 4
51 المشترك أكثر مما تعتقد ندوة العلماء دمشق 2001 3
52 المصارف والربا دار التجديد دمشق 2003 1
53 المعتمد في أصول الفقه دار التجديد دمشق 1982 4
54 المؤمن والربيع ندوة العلماء دمشق 2007 1
55 النبي الديمقراطي ندوة العلماء دمشق 2007 1
56 نبي من أجل الإنسان دار الراية جدة 2009 1
57 نداء إلى الغرب دار العصماء بيروت 1999 2
58 الوجيز في شرح جوهرة التوحيد دارالعصماء بيروت 1998 1
59 البيئة في هدي الأنبياء DICID الدوحة 2012 1

كتب تحت الإعداد
• تفسير النور
• رباعيات… قصائد الحب والشكوى
• اللغة العربية وتحديات الحضارة
• المشروع السياسي لرسول الله
• عيال الله ….. عالم من حب
• الشام الشريف … جغرافيا الروح
• سوريا …. الثورة المغدورة
• الأرض الحرام …. مكة عاصمة الأرض
• تمكبن المرأة في الفقه الإسلامي
• محمد في ضمير العالم
• قادة بلا سيوف

كما تطلب سائر الأعمال المرئية والمسموعة من دار التجديد:
دمشق مزة شيخ سعد

المقر المؤقت: دبي – ابراج بحيرات جميرا
00971551512545
00971556594569
e-mail:habash2005@gmail.com
محمد حبشfacebook

Adopted in Parliament a number of legislative and legal issues, including the Nationality Law of Syrian women, the law of custody, and the law to improve the salaries of religious officials, and succeeded in preventing the phenomenon of the declaration on obscenity in Syria.
Was chosen member of the Arab Writers Union, and an honorary member in the form of Syrian Inventors, and honorary member of the Union of Journalists, and a member of the Board of Trustees at the University of the island, and the Vice-President of the Global Forum for Moderation, a member of the Board of Trustees at the Islamic University in Islamabad, and Vice-President of the Syrian Palestinian committee for right of return, and a founding member of the Arab Democratic Network.
He Is currently a professor of Islamic Studies at the University of Abu Dhabi and as a consultant to the International Organization for Penal Reform
We note that the books issued by Dr. Habash, 55 books, until the beginning of 2010 on issues of Islamic thought and national issues, as well as total articles written about four hundred articles published in nearly thirty-Arab newspaper, has an article quarterly in English publishes to him the international program syndicate in 220 newspaper universal.
In this booklet we find a summary of the most important scientific and intellectual work by Dr. Muhammad Habash which presented to the library of Arab and Islamic countries
Dr. Mohammed Habash adopts renovation of the religious project
He is considered An extension of the School of Sheikh Muhammad Abduh, and the shouts of Afghani, Muhammad Iqbal and Malik bin Nabi, Jawdat Said.
Dr. Habash, grew up in a school his father in law, Sheikh Ahmed Kuftaro and memorised The Holy Quran by Sheikh Mohammed Sukkar, and then participated in public work as a preacher, orator, an imam, and the founder and director of the institutes of the Holy Quran in Syria,
Wrote poetry and wrote in Islamic thought, and received a doctorate degree in Islamic Studies, under the supervision of Dr.Wihba Zoheily.
Practiced a university teaching in faculties of Theology and Islamic Da’wa and supervised a number of promotions and messages PHD
Engaged in political work and was twice elected deputies in the Syrian People’s Council for the independents, also elected five times a member of the Presidency of the Council, and was twice elected President of the Assembly of Shariah scholars.

Dr.Mohammad Habash in Zahra mousqu Syria
1981-2011

My lamp which shines
Your light through the ages
But your oil, who works by
Not my oil,. If I am the son of Graves

I’m like a mirror in your car
If you look at me you can see the past behind you
It is not enough to see behind
But your way must be in front of you

If we need Islam as a message in order to renewal and innovation
We have to take the Torch of the fathers
Not ash

مركز الدراســــــــــــــــــــــــــــــــات الإسلاميــــــــــة
Islamic Studies Center

كفاح قلم
Struggle of a Pen
For the sake of God and the oppressed in the land

Published booke of
Dr. Muhammad Habash
الأعمال العلمية المنشورة للدكتور محمد حبش

 

تحميل الملف كفاح قلم – النص

Related posts

د.محمد حبش- حوارات لارنكا…حوارات من أجل السلام…2016/12/27

drmohammad

د.محمد حبش- السبي حرام… آخر هدي رسول الله ص 17/9/2016

drmohammad

رمضانيات-رمضان ربيع القلوب-د.محمد حبش-نشرت2010

drmohammad

Leave a Comment