Another trip for a wandering Syrian at such times..
إنها جولة أخرى للسوري التائه في هذا الزمن الرديء…….
The term “crisis” that’s been used by the system in order to formulate the situation in Syria is no longer valid to describe such an afflicted nation, half of its people has fled its land, a quarter has been pacing between cemeteries, hospitals and prisons, and those left are staying in a case of paranoia. The term “revolution” that’s been used by the rebels is no longer convincing after it drifted to the destructive violence deluge, moved to the edges with their rifles, and shot into space, against the system and its surroundings, and finally, against its accomplices, partners in destruction.
لم تعد كلمة أزمة التي يستخدمها النظام تعبيراً صالحاً عن الكارثة السورية بعد أن صارت وصفاً لشعب منكوب، يتشرد نصف سكانه في الأرض ويتوزع ربعه الآخر بين المقابر والمشافي والمعتقلات، ويعيش الربع الأخير في عالم الرعب من قلة الموت، ولم تعد كلمة ثورة التي تستخدمها المعارضة مقنعة لأحد بعد أن انجرفت إلى طوفان العنف الطامي، واستدارت ببنادقها على الزوايا الأربعة، وضربت في المليان، ضد النظام وضد حواضن النظام، وأخيراً ضد فصائلها شركاء السلاح والبندقية.
Perhaps, a more accurate expression that might have given the situation in Syria its true meaning is “Alnakba” (Arabic for calamity) …. Alnakba, along with all of its historical, humanitarian and geographical destructions, has its similarities in the Arab dictionary: tragedy… Catastrophe… Crisis… such words prove us, Arabs, brilliants in naming our continuous defeats, like Al-Maghut has collected them in one of his mourning articles: “calamity, catastrophe, invasion, refugees, expatriates, immigrants and others of defeats and disappointments ever since we departed the speech of mind and got hold of the speech of revenge.”
وربما كان التعبير الأدق فيما يجري على أرض سوريا هو أنها النكبة….. النكبة بكل إسقاطاتها التاريخية والإنسانية والجغرافية، ولهذا المصطلح أخواته في المعجم العربي: المأساة .. الكارثة… المصيبة…. وهي مصطلحات لا تعجزنا نحن العرب البارعين في تسمية هزائمنا المتتالية كما جمعها الماغوط في أحد مقالاته الباكية:نكبة ونكسة واجتياح ولاجئين ونازحين ووافدين ومهجرين وغير ذلك من نعوت الهزيمة والخيبة منذ أن فارقنا خطاب العقل وركبنا خطاب الثار.
Our Norwegian organization NORF and Swiss organization Swiss Peace, join the good efforts this time in order to work on ending the Syrian conflict, and in Montreux, where the first meeting between the system and the opposition had taken place, was the new round of meetings accompanied by Mr. Alakhdar Al-Ibrahimi as a another line of thought to converse on different levels.
منظمتا نورف النرويجية وسويس بيس السويسرية تنضمان إلى الجهود الطيبة هذه المرة بهدف العمل على وضع حد للصراع في سوريا، وفي مونترو حيث انعقد أول لقاء بين النظام والمعارضة كانت هذه الجولة الجديدة من اللقاءات بمشاركة السيد الأخضر الابراهيمي، بمثابة خط آخر للحوار على مستويات مختلفة.
Contributions from organizations in bringing peace and ending global conflicts join the efforts of individuals in globally calling for the conflict to end and to search for a solution among all the destruction, but just like the rest of the efforts it got hit by the wall of the Syrian catastrophe terrifying reality that looks like nothing else in this world.
محاولات من منظمات مخضرمة في حل الصراعات الدولية ونشر السلام، تشارك اهل النخوة والراية والحمية والغيرة، في الدعوة لإنهاء الصراع والبخث عن حل بين هذه الركام، ولكنها كسائر المحاولات تصطدم بحائط الواقع المرعب للكارثة السورية التي لا يشبهها شيء في هذا العالم.
Months ago, negotiators, defending the system or against it, went to Geneva and had armies of media and publicity right behind them, while the Syrian people lived in false hopes for a few days, hoping maybe that the three year nightmare is coming to an end, that maybe they’ll wake up now to something less excruciating than what they’ve been living. When their knights came back from Montreux talking about their marvelous victories while people’s chants are playing in the background, their announced victories were not about ending their murders, ending the blockade, refugees return, starting of a truce or taking back Al Jolan, it was nothing but a victory on paper, filled with iniquity. After the Syrian nation had awaited months the relief declaration from Geneva the speech of victory came out to be “We’ve exposed them, embarrassed them, and proved them indecent to the world…” such words belong to both sides of the case. “Victory” in the dictionary of both warring parties in Geneva is merely the triumph of words, articulation in speech and vocal expressions that had been spoken in Switzerland, but nothing to be changed on real life ground except for the number of murders…
قبل شهور حضر المفاوضون إلى جنيف من النظام والمعارضة على عزف جيوش إعلامية هادرة، وعاش الشعب المقهور في سراب الأوهام الكاذبة أياماً قليلة، يمني النفس بفرج قريب، قبل أن يستفيق بعد أيام على ما هو أقسى من الكارثة المريرة التي يعانيها منذ ثلاث سنوات، وحين رجع الفرسان من مونترو كان الطرفان يتحدثان عن انتصارات ماحقة، وكانت تتبعها دعوات للشعب للابتهاج بالنصر المبين، لم يكن النصر الذي أعلنوا عنه وقف الموت ورفع الحصار وعودة المهجرين وبناء المصالحة وتحرير الجولان، لقد كان نصراً من ورق، طافح بالإثم، وبعد أن انتظر السوريون شهوراً طويلة فرصة الخلاص عبر جنيف، جاء خطاب النصر الساحق من نوع: لقد فضحناهم وكشفناهم وأحرجناهم وألقمناهم حجراً وحشرناهم في الزاوية وكشفنا للعالم دجلهم وكذبهم وزيفهم….. وهي ادعاءات تصلح أن تنسبها لكل من الطرفين المتقاتلين، دون أن تتكلف شيئاً غير تبديل الأسماء، فالنصر في معيار المتحاربين في جنيف هو البلاغة الخطابية والتعابير الصوتية والبراهين الخطابية التي تم إلقاؤها في عكاظ السويسري، ولكن لا شيء على الأرض يتغير سوى أعداد القتلى….
Only Alakhdar Al-Ibrahimi started a speech with an apology directed to the Syrian nation “we failed and could not stop this nightmare, except for hope we pushed nothing forward, the situation is still the same.”
وحده الأخضر الابراهيمي أطل على الناس من قاعة كئيبة وقال أعتذر للسوريين، لقد فشلنا ولم نستطع أن نوقف حمام الموت، ولم نتقدم مع السوريين إلى يوم الأمل، وما زال الحال من بعضه، ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
Of course, the man
بالطبع نال الرجل نصيبه من المعسكرين الصاخبين، ولكنه قدر الاعتدال والحياد في هذه الحرب المجنونة.
لست مخولاً بالطبع بالكشف عن تفاصيل اللقاء الأخير، وهناك تفاصيل يقتلها السبق الإعلامي ويجهض غاياتها، ولكنه في باب النوايا يقع من وجهة نظري في أشرف المساعي نبلاً وقصداً، فالنخبة التي التقت هنا تضم بالفعل عدداً ممن يشار إليهم بالرجاء والأمل في مدن سوريا المنكوبة، لديهم صوت مسموع، ومكانة في نفوس الناس، وهم يعملون بإخلاص على خدمة الكلمة وإحياء روح التفاوض والرجاء من جديد.
محاولات لإحياء ما يسمى في منطق التفاوض السياسي تراك تو أو المسار الثاني والمقصود بالطبع لقاءات على مستوى مختلف، فحين يخفق السياسيون في موقع القرار في التقدم خطوة واحدة إلى الأمام فإن المطلوب أن يتقدم آخرون يحملون الغيرة نفسها على وطنهم الذبيح، من خارج دائرة القرار ينفخون في دائرة الأمل.
محاولات تندرج في فصل المستحيل والمعجزة، ولكنها القشة التي يتعلق بها الغريق في محنته الدامية، كان عنوان هذا الرجاء فيها أن ننصب منبراً يلتقي فيه العلم الأحمر والأخضر، بعد صراع دام سقط فيه وفق الناطقة الرسمية باسم النظام ربع مليون شهيد!!!…….
لكل فريق من المتحاربين أسبابه ومبرراته، ونكفر بعقولنا إن تصورنا الضفة الأخرى بدون ضمير، والسوريون يحملون القناعة إياها سواء رفعوا العلم الأحمر أو الأخضر، ولكن القدر المشترك من الحقيقة الذي يجب الاعتراف به دون تحفظ هو أن العنف لم يجلب لسوريا غير الخراب والموت والقهر والحقد الدفين، الجميع هنا مدعو للكفاح من أجل وقف طاحونة الموت، بعد أن صار الموت أهون من شربة المي في بلد كان يباهي بأنه أرض السلم والأمان.
لقد ناديتهم من منبر جنيف…. نعم بإمكاننا أن نلتقي… الأحمر والأخضر، على مستوى برلمانيين وأكاديميين ورجال دين وفنانين، خارج لعبة الحرب، تعالوا نتصارح أننا ارتكبنا أفظع الرذائل حين وقفنا ذات يوم نحيي البندقية، ونشيد بطهرها وصفائها ونبلها ورسالتها، قبل أن تتقدم كعاهرة محترفة، تؤجر من كتف لكتف، ليس لها قلب ولا شرف، ترقص على الأشلاء وتقول هل من مزيد، وتستمر في سكرة الموت حتى ينصبالأحمر بسطاره العسكري في صدر ساحات الوطن، ويكبر الأخضر وهو يقصف أبناء وطنه بمدفع جهنم.
هناك سوريون كثير في مكان آخر لا يريدون الحرب، ولا يؤمنون بها، ولا يرون فيها إلا حكاية القهر والظلم، حكاية الإنسان الذي كفر بربه وأعماه الحقد حتى لم يعد يرى في أخيه الإنسان إلا رغبة الموت الماحقة.
من حق القراء الكرام أن نضعهم في صورة بعض ما جرى، خاصة أن الأسماء الكبيرة التي شاركت هي محل ثقة في الشارع السوري، من نوع تلك الزعامات الوطنية التي يعرفها السوريون جيداً، تذكرك رجال الاستقلال الكبار من الكتلة الوطنية، ومن حقنا وربما من واجبنا أيضاً أن نتحفظ على بعض التفاصيل والأسماء المشاركة، حماية لها من شيطان الانتقام، وغائلة الموت.