Uncategorized

الدكتور محمد حبش-صناعة الارهاب… إرهاب حسب الطلب

يعد النظام السوري أيام سعده خلال الأزمة بطرق مختلفة أشهرها مبدأ الاحاطة العلمية ب
عادة ما يتجدث النظام اليسوري عن إنجازاته خلال الأزمة الدامية، ويشير محللوه إلى الفيتو الثلاثي الذي استخدمته روسيا والصين لدعمه على بياض في جرائمه التي لا تنتهي، …
ولكن أكثر أيام السعد فائدة للنظام السوري لم تكن تلك النجاحات الدلوماسية المذهلة التي لم يحلم بها السوريون أنفسهم ، ولكنها كانت في الواقع يوم الذي أعلن فيه شخص مجهول باسم أبو محمد الجولاني عن تنظيم النصرة وبيعته لأيمن الظاهري أمير تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي.
لم اكن في الداخل حينئذ، ولا أبالغ في شيء إذا قلت لك أنه اليوم الذي تلقى فيه قادة الأمن السوري أكبر الثناء والترقيات من بشار الأسد بعد أن نجحوا بالفعل في الدخول إلى المرحلة الجديدة من الصراع الذي سيضمن فشل أي اتفاق دولي حقيقي ضد النظام بعد ما أثبت الجولاني للعالم أن بشار الأسد يقوم تماما بدور كرزاي في أفغانستان وبريمر في العراق ويقاتل بدون هوادة تنظيم القاعدة الذي يعتبره الأمريكيون خاصة أكبر أعداء أمريكا في العالم بدون هوادة؟
صناعة الإرهاب إنه العنوان الذي اشتهرت به الدبلوماسية السورية البليدة، لم تكن الصورة آنئذ تتحد ثعن تجليات القدم والمساواة الكبيرة في ذلك الرجاء الصالح الذي تكمن فيه مجاراة كل صاخب عقل وقلب لا يتجدد
في أواخر التسعينات استجاب مكتب الأمن القومي لمناشدة كنت قد أعددتها له حول فتح حوارات مع التنظيمات المتطرفة ولم نكن قد سمعنا يومها بالنصرة ولا بداعشن ولكن كان في السحون السورية نجو ألف ومائتي سجين في سجن صيدنايا وكانت التهمة الموجهة إليهم هي حيازة السلاح والتخطيط لإقامة دولة إسلامية، وكان هؤلاء ينتمون بشكل رئيسي لتنظيم جند الشام الذي أولع نهر البارد وأحبر اللبنانيين على خوض حرب ضروس في نهر البارد أدى إلى تدمير المخيم إضافة إلى مئات الصحيا من اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين في المخيم، وكان النظام قد توقف تقريبا عن تجييش الناس ضد الاخوان المسلمين لأنه كان مقتنعا أن التنظيم قد فقد مبررات وجوده في الشام منذ رجيل الأسد الأب، وأراد الأسد الجديد أن يقدم نفسه لشعبه بدون أعداء…

وقلت لهم إن الحوار العلمي يمكنه أن يغير قناعات ثمانين بالمائة من هؤلاء المسلحين، وأنا أعرف الناس بالطريقة التي يفكر بها هؤلاء الناس ولا بد من الخوض بشطل واضح في خيارات الشسعب السوري الكريم ال

ولا شك ان الايديولوجيا العسكرية التي تحرك كل التنظيمات العسكرية في العالم هي ثقافة الجهاد والدعوة الى احيائه، فقد كانت ثقافة الجهاد تاريخياً ، فقد فهم هؤلاء ثقافة الجهاد التاريخية على أنها إحدى أوضح صور العمل المشترك الذي لا بد منه اليوم لفهم المرحلة القادمة،
باختصار فإن سائر الفرق الإسلامية على اختلافها تؤمن بالقران الكريم مرجعا نهائيا للعقل والعمل، وتؤمن بما في القرآن الكريم من آيات تسامح ومن آيات عنف، ولكنها تتوزع على فهيمن اثنين:
• العمل بكل آيات الكتاب، واعتبار كل نص يتناسب مع حال قوم دون قوم، ولا وجه للقول بالناسح والمنسوخ في آيات الجهاد لأنها جميعها محكمة ولكنها محكومة بالظروف الاجتماعية والتاريخية للناس.
• العمل على ما مات عليه الرسول، ومعنى ذلك أن الآيات الأخيرة الداعية إلى جهاد كل مشرك هي المحكمة وما سواها منسوخ.

وكانت رسالتي مع القوم هي إثبات وجهة النظر الثانية التي تؤمن بكل ما في القرآن، وتدعو الى العمل بنصوص الكتاب كلها بحسب الظروف الواردة فيها ولا شك أن ذلك كان أمراً سهلا بكل تأكيد.
فتحت لي أبواب سجن صديدنايا وأطلقنا فيها سلسلة مراجعات جريئة وكنا نشجع السجناء على الحوار، ومع أن جميع من في السجن أقروا بخطأ تصورهم، ولكن من السذاحة تصور أنهم قنعوا بما تقول، فقد كانوا يعلمون أنهم في سجن عربي وليس في مركز أبحاث علمي، ويأملون بالطبع ما وعدناهم به أن الدولة ستحلي سراح من يقتنع بالعمل السلمي وينبذ خيارات العنف.
خلال عامين من المراجعات شارك فيها عدد من رجال الدين المعروفين ومنهم الشيخ عبد العزيز الخطيب خصم معاذ الخطيب ومنافسه والكاتب علي الشعيبي والشيخ حسان عوض وآخرون وكنا جميعاً نحمل هدفا واحدا وهو مساعدة هؤلا ءعلى الخروج من السجن حين نعزز فيهم ثقافة السلام.
في يوم كانون الأول اتصل بي العميد مصطفى منصور يطلب الي أن أكون في الغد لحوار جديد ع المعتقلين، اعتذرت على الفور لانني كنت مسافرا الى رومانيا/ قال لي منصور ولكن الجماعة ينتظرونك؟ قلت ل خير ان شاء الله ولماذا ينتظرونيي ؟ هم سجناء ويساعو بعد أسبوع ونستأنف معهم الحوار….
حين وصلت إلى بخارست فتحت جهاز النت لأفاجأ بان سجن صيدنايا يشهد تمرداً عسكريا عنيفاً، وأن مدير السجن وعددا من زملائه في قبضة السجناء وأن هناك ضحايا كثير بين ضباط السجن وبين السجناء.
طبعا كانت مناسبة هامة لأشكر الله على سفري الة رومانيا ولأنني في الواقع لم أكن لأحمل في القلب أي نتيجة أخرى غير القول بوحدة الأسرة الإنسانية الكبيرة الواحدة اليوم.

كانت ثقافة التيارات التكفيرية بالطبع نماقضة بالمطلق لقثقافة حزب البعث الذي يدعو إلى دولة مدنية علمانية، وترأسه مجمعة أقلية من المحكوم عليها بالكفر وال…

عقب محاضرة جرت في مركز الدراسات الاسليلامة الذي كنت اديره قبل سنين طلب أحد الحاضرين الكلمة، وبدا بالحديث، لم يكن ذلك الشاب الويل المتناسق يخفي جذوة من الحماس اللاهب المتقد في وجهه وعينيه، وكانت عباراته الصارمة تكشف عن مقدرة خطابية هائلة وقدرة فذة على الإقناع، وككان تساوؤل بريء يطوف بخاطري كيف لم أعرف هذا الشخص من قبل، وحين دخل مكتبي عرف نفسه باسم محمود قول اغا سي، ووكانت التسمية كافية لأدرك انني إذن أمام أبو القعقاع…
كان أبو القعقاع آنئذ واحداً من الأسرار الغامضة، حيث وحدت أشركته مع الثبية الذين اقتحموا مبنى التلفزيون السوري قبل شهور، وكان لديهم من القناعة أن عرض هذه الاشركة على التفزيون السوري كفيل بتحويل سوريا إلىدولة اسلامية….
بالطبع هذه السذاحة التي كان يفكر بها الاولاد ليست بالضرورة رأي من أرسلوهم لارتكاب هذا العمل الانتحاري المجنون، الذي كانت نتيجته سقوط الأولاد جميعا بين قتيل وأسير، وفي سيجن صيدنايا تعرفت الى هؤلاء الاولاد وقدمهم لي العقيد علي خير بك وكانوا بالفعل دون سن التكليف ولكنهم يعاملون معاملة الأسسرى في الحروب بكل قسشوة النظام البعصي التاريخية.
طويلا تحدث إلي أبو القعقاع عن دوره في دعم المقاومة العراقية ضد الأمريكان، وخطبه المعروفة نارية وعاصفة وكانت تثمر كل واجدة منها باضصا أو باصين من شباب السكال السوري الذي يتجمعون في جامع الصاخور، ليتوجهوا إلى حلب….
تكابقت رواية اللواء ديب زيتون رئيس المخابرات العامة الحالي ورواية أبو القعقاع في الور الايجابي الذ قدمته سوريا للمجاهدين ليدخلوا إلى العراق وو دور ظلت الجمة السورية تنكره وقمنا نحن أيضا بإنكاره اعتمادا على صدق حكامنا وجهازنا السياسي، ولكن جيب زيتون فينما بعد تخدث عن ذلك على أساس أنه إحد نجاخات الأمن السوري، وقد أخبرني أنه أرسل أبا القعقاع على نفقة الجكومة السورية الى أفغانستان، وأن قتاله في افغانستان جعله يدرك أنه الحرب هناك عبثية ولكنه انكلق الى حرب اكثر ظهرا وهي الحرب ضد الامريكان في العراق.
قناعتي أن أبا القعقاع نفسه ان رجلا مخترقاُ، وان قوائمه التي كان يعد بها الباصات المغادرة للعراق كان تسلم في اليوم ذاته لنائب ريس جهاز أمن الدولة ديب زيتون وبالتالي كانت تعتبر تلقائيا قوائم النتظار للعائدين من معارك العراق، وهكذا فقد كان الرجل يقوم بمهمة مزدوجة: ترحيل العناصر الجهادية من سوريا وإرسالها كماركة غير مسجلة الى الحرب في العراق، وبالتالي إعداد قوائم استقبالهممن المنافذ للعودة إلى السحون السورية، وكان ذلك بيحقق فائدة مزدوجة لاستقرار النظام في سوريا.
ولكن الفصاحة والمهارة الخطابية التي اتصف بها أبوالقعقاع كانت تتناقض تماما مع قدراته الادارية الخائبة، وعبر خطوط خلفية بين النظام والمقاتلين الموالين له طائفيا في العراق كانت هذه الباصات تستقبل برصاص غادر من الخلف، وتتحول إلى مآتم مستعجلة، وكان الناجون تحت ذهول الموت أمام خيارين اثنين: إما الانخراط في أي قتال في العراق، وإما العودة إلى الحضن الدافئ في سوريا حيث يتم تصنيفهم والتعامل معهم كإرهابيين مجترفين لم سوابق.
قناعتي أن اللعبة الدامية التي انخرط بها أبو القعقاع كانت نتيجة عدم تنافس قذر بين أجهزة أمنبة في النظام، حيث كان بعضها يوفر ظروف ترجيل المجاهدين إلى العراق في حين كان الىخر معنياُ بملف العائدين ليتم التعامل معهم على النمط المعتاد للعائدين من القتال في أفغانستان،ولم يكن أحد ليصدق حسن النية من أبو القعقاع في إرساله المحاهدين وانتشرت صفحات كثيرة تحذر من تنسيقه المباشر مع النظام الأمر واتهامه بالخيانة والعمالة للنظام، ولم يطل الأمر حتى هاجمه بعض ذوي الضحايا على باب مسجده وتم اغتياله أمام الناس بطريقة جد بدائية، تعكس حقيقة الغضب العاطفي الذي اندفع إليه هؤلاء المقاتلون وشعورهم بالتآمر عليهم من قبل ابو القعقاع.
وفي كل الاتجاهات كان سجن صيدنايا يمتلئ بالعائدين من ساحات القتال، فهؤلاء في فلسفة النظام لهم دور في العراق، وأي فوضى تقع في العراق فهي تصب في مصلحة تيار المقاومة والممانعة للوجود الأمريكي، أما وجودهم في سوريا فينطبق عليه الحكم الأول وهو أنهم معارضون داميون حتى الموت.
حين بدأنا حوارات المراجعات مع سجناء صيدنايا كنا نقدم لهم أوثق الأدلة الشرعية على تصحيح مفهوم الجهاد وأنه ينبغي أن يكون تحت قيادة من انعقدت له بيعة صحيحة من المسلمين وبغير ذلك فهو فتنة لا جهاد، وكان القوم يتقبلون أفكارنا ويعلنون إعجابهم بما يسمعون وندمهم على ما كانوا يفعلون، ولكن قناعتهم كانت في الحقيقة في مكان آخر، وصارحنا بعضهم بأنه لا رأي لأسير، وأن الحوار غير متكافئ، ولو علمنا أنهم لن يعاقبونا فإن لدينا الردود المفحمة لكل ما تقولون، وإن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، وأنتم تخذلون وتثبطون.
كانت رسالتي لهم بسيطة وسهلة وهي أننا اتفقنا مع القيادة على إنهاء سجن من ثبت أنه يؤمن بالسلم وينبذ العنف، وكنا نجتهد أن نقنعهم بهذه الحقائق، وقد نجحت خلالئذ من تقديم بعض العون وتسريب بعض الكتب والمصاحف للسجناء، ولكن ذلك كان أمرا خطيرا وعسيراً، وقد قال لي مدير السجن: الله يخليك لا تحرجني لأنهم سيكتبون بي التقارير والجماعة لا يقبلون أبداً.

الأخبار التي تسربت من السجن كانت رهيبة وصمود السجناء وتمردهم كان عنيفا وداميا، ومع أن السجن تم تطويقه بالكامل بالفرقةى الرابعة والخرس الجحمهوري ولن التمرد استمر لعدة أشهر، ولم يفلح الانزال المظلي إلا في زيادة عدد قتلى الحيش.
لا نعلم على وجه التدقيق كيف انتهى التمرد داخل السجن ولكن من المؤكد أن نبذ العنف كان أبعد ما يكون من سلوك المتمردين، وبدا أنه سيتم استضافتهم لعقود قادمة كما فعل حافظ الأسد بالوجبة الأولى من المتمردين في مطلع الثمانينات.
ولكن تغيرات جذرية فرضت نفسها على المشهد مع انطلاق الثورة السورية وفي أول عفو أصدره الرئيس بشار وج دهؤلاء أنفسهم خارج السجن وبدون أن يعطوا لي ولا لغيري أي تعهد حقيقي لنبذ العنف، هذا إذا لم نقل إنه تم تزويدهم بما يشاؤون من وسسائل العنف ليمارسوه في الثورة السورية التي كانت آنئذ تشهد واقعاً سليما حقيقياً

Related posts

الدكتور محمد حبش-إنتصار المقابر

drmohammad

د.محمد حبش- عاشوراء…كلمات في ذكرى أبي عبد الله الحسين…. 13/10/2016

drmohammad

أمةٌ من ورق

drmohammad

Leave a Comment