Uncategorized مقالات

رسالة إلى خامنئي

أكتب هذه الرسالة متألماً، وأتمنى أن ينجح بعض النافذين بنقلها إلى الفارسية ويضعها على مكتب مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، فعلى الرغم من طوفان ما نشر وينشر في الشأن الإيراني، وعلى الرغم من تدفق تقارير مراكز الدراسات ووكالات الاستخبارات فإنني أرجو أن يكون لهذه الرسالة تأثير آخر، خاصة أنها تأتي من شخص يحب إيران ويتغزل بطبيعتها وتاريخها، ويؤمن بيقين بطهارة المذهب الشيعي ومظلومية أصحابه في التاريخ.

وسبب المقالة اليوم هو تصويت البرلمان الأوروبي على إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، وبالتالي رفع مستوى التعقيد والعجز في الملف الإيراني إلى أبعد مدى، وبالتالي مزيد من اختناق الشعب الإيراني المظلوم ومزيد من الغموض والحيرة في سائر دول الجوار.

رسالة إلى الخامنئ.

الدين النصيحة أيها السيد…. لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم…



ربما كانت أهمية هذه الرسالة أنها صادرة من رجل لا يزال عظيم الإيمان بالإخاء السني الشيعي، ولا زال يصدق أنكم تريدون خدمة المسلمين، ولا يصدق أبداً أنكم تنسقون مع أمريكا أو داعش، ولا زال مقتنعاً بأنكم تحملون نية قديمة لتحرير فلسطين…..



ولكن أيها السيد…. ليست النوايا الطيبة هي من يصنع التاريخ ، بل العمل والحكمة واحترام حقوق الإنسان والقدرة على تصحيح المسار….



أما استعداء العالم وإرغام الأمم بمكائد السلاح والمكر فلن يجلب لإيران أي خير، وسيجعلها إلى الأبد في صراع مع جيرانها، وعمره الدم ما أنبت الورد بل أنبت النار.

كم كنت أتمنى أن تتابع الثورة الإيرانية خطة الأحرار المؤسسين الذين كانوا ينثرون الورد في وجه الدبابات…. والذين غيروا وجه إيران للأبد في أصدق ثورة عارمة لم يستخدموا فيها رصاصة!!!

لقد شعرت بالأسى وأنا أرى جيشكم الوطني يصنف إرهابياً في محفل الأمم، لقد ساءني ذلك، ولكن هذا أيها السيد هو النتيجة الطبيعية لسياستكم البائسة في استعداء العالم وإثارة مخاوفه وشكوكه وفزعه…

في العراق وسوريا ولبنان واليمن هناك خمسة جيوش إيرانية كاملة ينفق عليها المواطن الإيراني المسكين، تعمل بالسلاح والحرب لخدمة الهيمنة وستفشل بكل تأكيد في صناعة أي محبة… فالناس لن تحب إيران بفضل الكتائب المقاتلة وعصائب المحاربين وفاطميون وزينبيون وحزب الله وقاسم سليماني..



هؤلاء يا سيد يصنعون لكم الأعداء في كل مكان ولا يرفعون عن الشعوب المظلومة بغياً ولا عوزاً ولا حاجة…. وهؤلاء لن يجلبوا أي محبة لأبي عبد الله الحسين، ولا أي ثقة بعلم جعفر ولا بعرفانية الكاظم ولا نورانية علي الرضا.

توقفوا عن إتفاق المليارات في تهديم مجد إيران وسمعة إيران، وبدلاً من كتائب الموت أرسلوا للعالم حكمة إيران وشعراءها وحكماءها خيام ورومي وعطار وحالي وفردوسي وجمال الدين فهؤلاء هم جسورك إلى قلوب المسلمين وليس خط المدفع والبندقية!!…

السلاح أعمى أيها السيد … والرصاص الذي صدّرتموه للجيران يرتد اليوم إلى صدور أبناء الأمة الإيرانية المظلومة، مؤيدين ومعارضين…

ألا يحزنك أيها السيد أن ترى هتاف الشعب الإيراني وهو الشعب المؤمن ضد الحجاب وضد العمائم وضد ولاية الفقيه.. مع أنها أدوات محبة وطهر…

ألا يحزنك أن تكون أحكام الإعدام في إيران 2021  تزيد على ستين بالمائة من أحكام الإعدام التي نفذت في العالم كله؟

مالذي يضير ايها السيد أن نقوم بمراجعة عميقة .. نعترف فيها بأخطائنا، ونخرج من الحروب كلها.. ونرد المال كله إلى الناس فشعبك اغنى من شعوب الخليج ومن حقه أن ينعم بحياة كريمة…
كان سيدك النبي نفسه يراجع سياساته ويقول إني أحلف على يمين ثم أجد غيرها خيراً منها فأفعل الذي هو خير وأكفر عن يميني…

أشتاق من قلبي أيها السيد أن أراك في الحرم الشريف بين المؤمنين من أمة محمد، وتزور قبر فاطمة والحسن والعباس، فهناك تغمرنا المحبة والرحمة، وندرك اننا أمة واحدة جاءتها الشياطين فاغتالتها عن صراط الله

Related posts

د.محمد حبش- سوريا نموذجا…….. في بلاد الشرق البعيد 1/8/2008

drmohammad

د.محمد حبش-فرنسيس فاندرلخت أيقونة للسلام بين السوريين

drmohammad

ميلاد مجيد

drmohammad