لا يوجد لدي جديد أضيفه إلى الأخبار التي تتواتر كل لحظة عن طرد سفرائنا من استراليا وفرنسا وايطاليا بعد طردهم من كثير من البلاد العربية، ولكن أليس في هذا ما نتعلم منه؟
في كلمتي الأخيرة بمجلس الشعب قلت لهم: كنا دوما نفاخر بالسياسة الخارجية السورية وقد انعقدت هنا القمة العربية في دمشق ونتحدث عن ريادة سوريا للتضامن العربي، ودعم المقاومة وفجأة نجد أنفسنا مطرودين من كل مكان، والعالم يتآمر علينا والغرب يسعى للقضاء علينا وكذلك الشرق والشمال والجنوب أما العرب فقد صار اسمهم كلاب الصحراء، وأصبحوا جميعاً فجأة مجرمين متآمرين متأمركين.
قبل سنوات كان أمير قطر حليف سوريا المفضل، وضيفها الدائم وقد خصص لأمير قطر قصر في جبل الصبورة يطل على دمشق وريفها الغربي ومصايفها وقد تم تسليمه هذه الأراضي دون استشارة أهالي المعضمية أصحاب الأرض المستملكة وكان هذا أكبر أسباب غضبهم (بالمناسبة صاروا الآن أربع قصور والخامس في طور الانشاء) وهي تضاء في الليل بالزينة حتى هذه اللحظة في حين الكهرباء مقطوعة عن سكان المعضمية أصحاب الأرض والقصر والكهرباء!!!
هل حقاً يتآمر علينا العرب والغرب والشرق والشمال والجنوب والعرب والعجم والأوربيون والأمريكيون والرأسماليون والاشتراكيون والشيوعيون والأنظمة الملكية والجمهورية، ويتآمر علينا شعبنا في درعا وحمص وحماه وإدلب والحولة وجسر الشغور وتل كلخ وبرزة والزدباني ورنكوس والكسوة وداريا والمزة والمعضمية ونحو ستمائة بلدة سورية أخرى، أم أننا نخطئ دربنا وأن علينا الآن أن نقول بشجاعة لقد كنا في ضلال مبين وعلينا الوقوف في محكمة التاريخ أمام العالم والاعتراف بأننا فشلنا في تحقيق الأمن والكرامة والازدهار للسوريين وجلبنا لهم الخوف والهوان والفقر
المسألة ببساطة أن النظام قام بقتال السوريين حين هتفوا للحرية وسقطت عشرات من الأرواح البريئة في سبيل نشيد الحرية وتعاطف العالم مع محنتنا ولكن النظام ظل يصر على معاملة الثوار على أنهم خونة وتسلح الطرفان ووقعت الكارثة، ولا خلاص منها إلا باحترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة وتقديم المجرمين للعدالة.
لماذا نلتمس فشلنا في سلوك الآخرين ولا نعترف بأن الدهر لم يظلمنا ولكنا كنا لأنفسنا ظالمين!! لقد قال الله : قل هو من عند أنفسكم، وقال آدم : ربنا إننا ظلمنا أنفسنا، وقال إبليس: فلا تلوموني ولوموا أنفسكم.
previous post
next post