توضيح
حول بعض مسائل
بقلم
د. محمد الحبش
مركز الدراسات الإسلامية
دمشق
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مركز الدراسات الإسلامية دمشق ميسات ص ب 9616 هاتف 4418402 فاكس 4460665 hbshco@net.sy www.altajdeed.org
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين
وبعد….. فإنه استجابة لما نصحني به إخواني العلماء في مركز الدراسات الإسلامية خلال رحلة التواصل مع العالم الإسلامي، ورضوخاً للحق الذي أمرنا أن نلتزمه، ورغبة في العمل في الحقل الإسلامي على بصيرة، فإنني أوضح بعض النقاط التي أصبحت مثار تساؤل وأصبح من المطلوب أن نجيب عليها.
منذ عدة سنوات أصدرت كتاب المرأة بين الشريعة والحياة، وطبع عدة طبعات وقد أثار الكتاب عدداً من الانتقادات والإشكالات، وكتب عدد من الباحثين بين مؤيد أو معترض على الكتاب كما هو الشأن في أي عمل ثقافي.
وقد عزفت عن الرد على أي من المعترضين، احتراماً لرأيه، ورغبة في عدم الدخول في باب الجدل والجدل المضاد، وهو موقف يستغرق الوقت والجهد، ولدينا ما هو أهم منه بكثير من العمل لخدمة الإسلام والأمة.
ومن الضروري أن أبين هنا دفعاً للإشكال، أن ما أوردته في هذا الكتاب لم يكن على الإطلاق موقفاً في الفتيا ولا اختياراً في التشريع، وإنما هو جولة في رياض الفقه الإسلامي، أوردت فيه أقوال الفقهاء، رغبة في وضع مزيد من الخيارات سواء الراجحة أو المرجوحة أمام من يتصدى للفتيا بين الناس، على قاعدة أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس، وذكرت مراراً أنه ليس لدي موقف منها وإنما هي أحكام قد تناسب زماناً دون زمان، ومكاناً دون مكان.
وباستثناء الأخطاء المطبعية التي تم تصحيحها في الطبعات الجديدة، فإنه ليس فيما ورد في الكتاب ما يستدعي التصحيح، فهو في الجملة نقل عن الأئمة الكرام، والعهدة فيه على قائليه.
وقد أضفت عند حديثي عن عورة المرأة عند أبي يوسف كلمة (في الصلاة) على سبيل القيد التوضيحي، وإن يكن لا يخفى على طالب العلم أن الحنفية أصلاً لم يوردوا أحكام العورات إلا في باب شروط الصلاة، وهذا القيد من باب تحصيل الحاصل، وليس كما اتهم بعضهم سامحه الله.
وأما اختياري للأحاديث الشريفة فقد كان مبنياً على خيارات بعض الأئمة، ولم أخرج عن خيار إمام معتمد متقدم، واعتمدت منهج المحدثين في نقد المتن إلى جانب منهج نقد السند.
كما أفدت من دراسة إسنادية لبعض الأحاديث قدمها لي العالم الفاضل الشيخ خاشع حقي في دراسة كتبها لي جزاه الله خيراً.
وسائر ما تجده في الكتاب هو رأي لإمام جليل، يجدر الاطلاع عليه، أما اعتماده والأخذ به فهي مسألة تخص القارئ، بعد تمحيص الأدلة.
وأما الحديث عن الحجاب فقد زعم أحد الكاتبين أن الكتاب ينكر الحجاب ويهاجمه، والجواب على ذلك هو قراءة الكتاب نفسه، حيث طرح الكتاب أوضح الأدلة على أهمية الحجاب ورد الشبه التي تثار حول كونه سبباً للتخلف، وهاجم الكتاب بشدة موقف الحكومات التي تجبر الطالبات على نزع الحجاب كما هاجم فرض الحجاب بالقوة مبيناً أن الحجاب مسؤولية المرأة المسلمة ولا ينبغي فرضه عليها بالقوة والإكراه، وأشاد الكتاب بثناء واضح على الفتاة المسلمة في الغرب التي تلتزم الحجاب عن قناعة ويقين.
وأما القول بإمامة المرأة ونبوتها فهو محض نقل عن الأئمة، أوردته للإشارة إلى منزلة المرأة في الإسلام، وقد أرفقته ببيان واضح أن ذلك لا يعني أبداً الحاجة إليه ولا الدعوة إليه.
وأما موضوع مشاركة أحد العلماء بكتابة مقدمة للكتاب ثم تراجعه عن ذلك، فسببه أن هذا الشيخ كتب رأيه في اثني عشر موضعاً أوردتها كما هي تماماً، على الرغم من قسوتها وشدتها بدون أدنى تغيير، ولكن الشيخ أغضبه أنني لم أحذف رأي مخالفيه، وهو ما لم يطلبه مني ولم أفعله، إذ الكتاب قائم أصلاً على فكرة حشد الأقوال المختلفة في المسألة الواحدة لإتاحة الاختيار أمام أهل العلم، وقد طبع الكتاب بعدئذ عدة طبعات بتقديم علماء آخرين غيره، واعتبرت الموضوع منتهياً، ولكن الشيخ لم يتوقف عن اتهامنا سامحه الله، وليست لدي رغبة أن أرد على هجومه بشيء غير إيضاح ما جرى سامحه الله.
أما الوثائق التي تتضمن مطالعته لكل صفحات الكتاب بدون استثناء، والتعليقات بخط يده التي تثبت أنه لم يتم تغيير حرف واحد مما كتبه أو مما كتبناه فهي موجودة لدي، ولم أكن أحب أن أظهرها للناس، أما الآن وبعد أن تكرر اتهامه سامحه الله فبإمكان كل راغب أن يحصل عليها، وأما ما يشاع من أنه قدم الكتاب وهو لا يعلم ما فيه فهذا غير صحيح والوثائق تدحضه ولو صح فهذه مصيبة أكبر، وأعتقد أنها إساءة له، إذ كيف يشارك في عمل علمي وهو لا يعلم ما فيه؟ وهذه الوثائق بيننا وعندما تطلع عليها ستعلم أن هذا الشيخ ويا للأسف! سامحه الله لم يكن يقول الحقيقة!!.
وواضح أن هدفي من مشاركة العلماء بالكتابة فيه ليس استدراج العلماء للتترس بهم كما اتهم بعضهم سامحه الله، ولكنها الرغبة العارمة بالبقاء في فلك الجماعة ما أمكن، وعدم تكوين حالة شذوذ بين العلماء، ولكن تعلمت بحق بعد هذه التجربة المريرة أن دائرة حرية الرأي في البلاد العربية عموماً أضيق بكثير مما كنت أتصور.
أما في كتاب (المشترك أكثر مما تعتقد) فقد أردت إيضاح الجانب الإيجابي المشترك بين الدينين العظيمين وكونهما يؤمنان بإله واحد وبالحنيفية دين إبراهيم عليه السلام وهنالك الكثير من المشترك والقليل من المختلف بينهما، إلا أنني ركزت على المشترك رغبة في إثراء الحوار بين أبناء الديانتين الأعظم.
وقد حولت في الطبعة الجديدة عبارتي إلى: إن الله خلق الإنسان على صورته، كما في صحيح مسلم ومسند أحمد، وذلك دفعاً للتوهم الناشئ من رواية أوردها المناوي في فيض القدير عن ابن أبي عاصم عن أبي هريرة مرفوعاً “من قاتل فليتجنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن”
كذلك فقد أضفت كلمة (ومهيمناً عليه) بعد (مصدقاً لما بين يديه) استجابة لظاهر دلالة الكتاب العزيز.
وأما عدم مشاركتي في كتب يقوم بها بين الحين والآخر كتاب مختلفون بغرض عرض الأقوال فأنا أشارك في أي عمل محايد وعلمي، وقد فعلت ذلك في عشرات المجلات والصحف ولم تثر أي فتنة، ولكنني أمتنع عن المشاركة عندما يكون العمل أصلاً بغرض الفتنة كما يظهر من غلافه، وحتى الآن فإن كل الكتب التي ألفت ضدي قد صدرت من نفس الجهة الموتورة، وهي جهة لم يسبق على الإطلاق أن أصدرت أي كلمة ضد سلمان رشدي ولا عزيزة نسين، ولا ضد أي من الذين يصرحون بالكفر مباشرة، وليس فيها حياد إيجابي كما في كتاب ظهر مؤخراً وعلى غلافه ثلاث شتائم وفرية، ولا أعلم في الدنيا كتاباً يتضمن غلافه ثلاث شتائم وفرية غير هذا!!، فإنني عند ذلك أفضل أن لا أكتب شيئاً وأتمنى من السادة العلماء أن يتجنبوا أيضاً المشاركة في أي عمل لا يحترم الناس، ولا يخدم الوحدة والجماعة، ويهدف فقط إلى تشويه صورة العاملين في الحقل الإسلامي، خاصة إذا كان الكاتب من أصحاب السوابق الجنائية ومن الملاحقين قضائياً أمام المحاكم بهذه التهمة بالذات تهمة السب والتشهير، من قبل أحد الأساتذة الذين يخدمون القرآن الكريم، وقد حذرني منه كل من يعرفه من قريب أو بعيد.
أما في العقيدة
فإنه ليس لدي أدنى وهم في أن التوحيد والتثليث عقيدتان متغايرتان، وأن الجمع بينهما وهمٌ لا يرضي أياً من الفريقين، وليس لدي شك في أن التوحيد هو حق الله على العبيد، وأعتقد أن أهل التوحيد يملؤون الأرض ويشكلون السواد الأعظم للشرفاء والطيبين في العالم، وأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً إلى عقيدة التوحيد.
وأصرح هنا بأننا في مركز الدراسات الإسلامية لا نتجه لتغيير حرف واحد من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا حتى من كلام الفقهاء، وإنما ندعو إلى فهم ما قالوه في سياق الزمان والمكان.
ومنهجنا في التجديد منضبط بقواعد علماء الأصول في التشريع بالمصادر العشرة المعتبرة في الشريعة، وأدعو إلى إحياء الاستنباط عن طريق الاستحسان والمصلحة المرسلة والذرائع والعرف، وينحصر موقفي تحديداً في أن هذه المصادر مستقلة تامة، وليست استلحاقية أو تبعية.
وأود أن أؤكد أننا في مركز الدراسات الإسلامية نعمل في حقل لا نزاحم فيه الآخرين، ونشترك فيه مع الشرفاء من أبناء الوطن في جانبين اثنين:
الأول: فتح العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية مع العالم الإسلامي، والإسهام في تحقيق دور سوريا الريادي في العالم الإسلامي على أساس أنها أرض الشام الشريف، وهو ما شاركنا فيه في أكثر من أربعين ندوة ومؤتمراً دولياً، وقد شارك مركز الدراسات الإسلامية في أول وفد ديني وطني وشعبي يضم شخصيات برلمانية ودينية ليقوم بمهمة رسمية وطنية في أندنوسيا وماليزيا وباكستان تحت عنوان: التواصل مع العالم الإسلامي، وقد أدى الوفد مهمته على أتم وجه وأسهم في تمتين روابط التواصل بين الشام الشريف وبين العالم الإسلامي، وهو مشروع مستمر حيث ستعقد عشرات المؤتمرات والندوات والزيارات المشتركة بين سوريا والعالم الإسلامي في المستقبل القريب.
الثاني: الحوار مع الجامعات والبرلمانات والكنائس الغربية، وتقديم صورة حضارية عن الإسلام، وقد أقمنا في المركز حتى تاريخه أكثر من مائة ندوة حوارية على مستويات مختلفة مع رجال السياسة والدين في الغرب، وشاركنا ولا نزال نشارك في عشرات المؤتمرات في أوروبا وأمريكا واليابان بهذا الهدف، واستقبلنا ونستقبل المئات من الشرقيين والغربيين الراغبين بالتعرف على الإسلام دين المحبة والرحمة والسلام، من مفكرين وباحثين وسياسيين ورجال دين، ونعمل في المركز كفريق متكامل وندعو إخواننا للحضور في أي من هذه اللقاءات التي تنعقد حالياً بواقع ندوتين على الأقل كل أسبوع ونأمل أن تتزايد، استجابة للصدى الطيب الذي تتركه في نفوس الراغبين بالتعرف على الإسلام، ونشعر بحمد الله أن خطابنا لدى الغربيين يحظى باحترام ومحبة، ويسهم في دفع حملات التشويه الظالمة عن الإسلام والمسلمين.
وليست لدينا في المركز نية أن نصدر فتاوى وأحكاماً فقهية، ولا نفكر بإحداث معهد شرعي ولا كلية للشريعة، ونحن ندعو الإخوة العلماء للاستفادة من تجربتنا في الحوار مع الغربيين خصوصاً، ومع العلمانيين بشكل عام.
كما نؤكد أنه ليس للمركز موقف فكري يفرضه على المشاركين فيه، فقد نختلف اتجاهاً في بعض المسائل، ولكن القدر الذي يجمع بيننا هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، وأركان الإسلام الخمسة من التوحيد والصلاة والصوم والزكاة والحج.
كما نشترك في قبولنا لمنطق الشورى الديمقراطي في الحوار، واحترام حق الناس في التعبير، مهما كان أفق الاختلاف، ونؤمن بحقوق الإنسان والوحدة الوطنية والمساواة والعدل.
وأما الثوابت والمتغيرات فنقبل فيها ما قبله المسلمون، ونعذر كل إمام خالف في مسألة برأي أصولاً أو فروعاً، ونلتمس له المعاذير على أساس أن ما خالف فيه ليس من الثوابت عنده وإنما هو من المتغيرات، ونعتقد بأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، وحيث كانت المصلحة فثم شرع الله، وقد كتبت في صحيفة الثورة 18/3/2004 مقالاً وافياً بعنوان الثابت والمتغير، على خطى الشعراني: كشف الغمة عن جميع الأمة.
وأما ما نقله أحد الكاتبين عني من القول بوجود آيات ظالمة في القرآن فهو كذب مفترى، سأخاصمه عليه أمام الله سبحانه، وقد أثار استياء أهل القرآن الكريم الذين عرفوني منذ ثلاثين عاماً حافظاً للقرآن الكريم، وكنت طفلاً حين نلت المراكز الأولى في المسابقات القرآنية الدولية، وأقول بكل اعتزاز إنني أنشأت أول معهد من معاهد الأسد للقرآن الكريم في سوريا، وأسست له الفروع المتعددة وأشرفت على إدارتها حتى بلغت خمسمائة معهد للذكور والإناث في سوريا، وتخرج بها مئات الحفظة في البلد، وأقمت عشرات المسابقات القرآنية حتى انتشرت في كل مكان، وتلاوتي يسمعها الناس في عشرات المحطات والإذاعات، وكلما زرت بلداً إسلامياً رأيت الناس يتحببون إلي بالتغني بقراءتي وصوتي بالقرآن الكريم، فلله الحمد على ذلك، وألفت خمسة كتب في أحكام التجويد والتلاوة اثنان منها مقرران في معاهد القرآن الكريم، وأنجزت مصحف التجويد الذي أصبح من أهم وأشهر المصاحف في الأرض، وأسس لخدمة هامة في الرسم القرآني، وأنجزت الدكتوراه في التفسير اختصاص القراءات القرآنية، وربما كنت النائب الوحيد في البرلمان السوري الذي يحفظ كامل القرآن الكريم، ولا أزال بحمد الله أصلي في رمضان إماماً بالألوف من الناس أقرأ بهم كامل القرآن الكريم كل رمضان منذ ثلاثة وعشرين عاماً، وأقر بأن هذه أول مرة أتحدث فيها عن توفيق الله لي في ذلك، ولولا درء التهمة لم يكن لي أدنى رغبة بذكر شيء من ذلك.
أما موقفي من كتب الفقه والتفاسير فهو لا يختلف عن موقف الشيوخ المستنيرين وهو أن هذه الكتب طافحة بالحكمة والخير، ولكنها تحتوي كذلك على بعض الأخطاء مما هو ثقافة العصور التي كتبت فيها، ومنهجي في دراستها ودراسة التاريخ الإسلامي كله هو أننا نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم.
وأما ما يتصل بخلاف الصحابة واجتهادهم فلا ألزم نفسي حيال ذلك بشيء أكثر مما قال الله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون.
وأما مايتصل بالربا فلا شك أنه حرام بين، وأما المصارف العامة فالحكم عليها بمقاصدها، ولا أتردد في ترك القياس والحكم بما هو أوفق للناس، عملاً بقاعدة الاستحسان ورفع الحرج، وقوله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج.
إنني ألزم جمهور الأمة ما وسعني، رجاء أن أكون في سواد الناس الأعظم، وأعلم أنني أختلف في بعض المسائل أرجو الله أن يهديني فيها إلى الحق والصواب.
ولا أكتم موقفي من الأخذ بالعموم في قوله تعالى:
فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
وقوله: إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
وقوله: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً، ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً.
وكذلك أرد كل مسألة فقهية تتعارض مع قوله تعالى: لا إكراه في الدين.
وأعتقد أن وحدة الوطن واحترام جميع المواطنين فيه أصل ينبغي أن يلحظه كل المشتغلين في الحقل الإسلامي من خطباء ووعاظ وأئمة وكاتبين وسياسيين، وأن نتجنب نقل أي فتوى قد تهدم الجماعة أو تسيء إلى الوحدة الوطنية، أو تنشر الحقد والكراهية، ولو كانت مسطورة بأكف أهل الرسوخ، فلكل زمان أهله ورجاله، ولكل وقت شروطه وأحكامه.
وأتمنى من العاملين في الحقل الإسلامي تطبيق قاعدة: لنتعاون فيما اتفقنا فيه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وأعتقد أن العمل خير من الجدل، وقد رفضت الاشتراك في كثير من الجدل لأنني لا أومن بجدواه، وأعتقد أن ما نقوم به في مجلس الشعب من عمل للصالح العام وللشأن الإسلامي هو أفضل طريقة للجواب على الأسئلة المطروحة.
إنني أرجو أن تكون كتبي ودراساتي وندواتي ملتزمة بهذا السبيل، واسأل الله أن يغفر لي أخطائي، وما أحوجني إلى نصح كل غيور إذا رأى أي وجه انحراف، فالمؤمن قوي بإخوانه، وما خاب من استخار ولا ندم من استشار، إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.
كما أضرع إليه أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن.
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة
إنك أنت الوهاب )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تحميل الملف فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم