Uncategorized

رمضانيات-وفي أنفسكم أفلا تبصرون-د.محمد حبش-نشرت2010

رمضانيات-وفي أنفسكم أفلا تبصرون

لا يوجد مخلوق في هذا العالم إلا وهو يشهد للخلاق بعظمة خلقه، ففي هذا العالم

آيات تشهد بعظمته في كل مخلوق،

فله قرآن متلو نرتله في المحاريب،

وله قرآن مجلو نقرؤه في صحائف الكون،

وكتابه المسطور نقرؤه على الصحائف,

وكتابه المنشور نقرؤه في آفاق السموات والأرض،

وكتاب القرآن فيه آيات بينات، وكتاب الأكوان فيه آيات واضحات،

وآيات الله في المخابر أكثر من آياته على المنابر،

وآياته في المحاريث مثل آياته في المحاريب،

وهو الذي أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، إن الله غفور رحيم.

فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد         ولله في كل تسكـــينــــــة وتحريكــة أبداً شاهد

إن الله تعالى قد خلق في وجه الإنسان أربعة أنواع من المياه،

ماء حلو جعله في فمك  رضاباً ولعاباً طيباً يستعذب به الطعام وتطيب به اللقمة، ويمنحك ريه .

وماء حامضاً كريهاً جعله الله في أنفك وهو مجتمع جراثيم ما في الرأس يقذفه الأنف على هيئة ماء حامض كريه،

وماء مالحاً جعله الله في عينيك، ولو جعله الله حلواً لأنتنت العيون بمائها، كما تنتن المستنقعات بالماء الآسن،

أما الماء الرابع فهو ماء مر جعله الله في أذنيك صملاخاً يحمي باطن الأذن من هوام الأرض،

فلو جعل المالحَ في فمك لكرهت الحياة، ولو جعل الحلو في أنفك لشرب منه ابن آدم واستطابه وهو له مهلكة،  وهكذا في كل ماء حكمة، وقد قال تعالى: وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون.
فهل يذكر ابن آدم يد الله الرحمن الرحيم كلما نظر في المرأة في وجهه الذي يسقى بماء واحد، ويأكل طعاماً واحداً ولكنه يتوزع على أربعة مخارج، يختلف في كل واحد منها لوناً وشكلاً ومهمة وغاية؟إنها النعم التي غمر الله بها عباده، ولم يفرّق بين مؤمن وكافر، ولا زال لعباده رازقاً ومنعماً وساتراً، وفيهم المؤمن وفيهم الكافر، وفيهم من يدعو إلى الله وفيهم من يصد عن سبيل الله، ولكنه يرحمهم برحمته ولا يأخذهم بخطاياهم.
كم هو مؤلم أن تقرأ في صفحة الوجود هذه الرحمة الإلهية التي شمل الله بها عباده مؤمنهم وكافرهم وصالحهم وطالحهم، ثم تنظر بعد ذلك في سلوك بعض المتشددين الذين يخولون أنفسهم مكانة الناطقين باسم الرب، ويوزعون في الناس مصائر الجحيم والنار والعذاب، وكأن الله سبحانه خلق الناس ليلقيهم في جهنم، مع أنه تعالى غني عن العالمين، ورحمته وسعت كل شيء، وهو القائل: عبدي لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم جئتني تائباً غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، وأنا الغفور الرحيم، وفي حديث آخر: غفر الله لبغي من البغايا رأت كلباً يلحس الثرى من العطش، فنزلت بئراً فملأت خفها ماء فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها.

Related posts

رمضانيات-رمضان والتدخين-د.محمد حبش-نشرت عام2010

drmohammad

الآشوريون في صخب الصعود الأصولي

drmohammad

السيادة الوطنية والسيادة الوثنية… 23/5/2016

drmohammad

Leave a Comment