Uncategorized

رمضانيات-20 رمضان يوم الفتح الأعظم -د.محمد حبش-نشرت 2010

رمضانيات-20 رمضان يوم الفتح الأعظم

دخلها ظافراً منصوراً وقد ذلت له رقاب الجبابرة ولكنه طأطأ رأسه ودخل متواضعاً يكاد عثنونه يلامس ظهر راحلته وهو يقول رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
إنه أعظم أيام النصر ومع أنه كان قادراً أن يدخلها كما تفعل الجبابرة فلديه عشرة آلاف مقاتل وما منهم إلا وله في مكة ثأر قديم، بعد عشرين عاماً أنفقها أشرار مكة في محاربة هذه الرسالة.
أبو سفيان بن حرب كان أول أسير يقع في قبضة النبي الكريم، وحين رآه المسلمون في الأسر أقبلوا يتراكضون وبيدهم سيف القصاص فالرجل الذي قتل إخوانهم وضرب أبشارهم وحارب نبيهم وقاد الجيوش الظالمة إلى المدينة للقضاء على بيضة الإسلام هو اليوم في قبضة العدالة بدون عقد ولا عهد، ومن حق الأمة أن تنال منه القصاص!
ولكن الرسول الأعظم قبل فيه شفاعة العباس، ورضي منه بكلمة اعتذار، وقال خذه يا عم إلى خطم الوادي ليرى خيل الله وجنده، وحينما وقف عند خطم الوادي وأقبل الجيش العرمرم يتدفق من طرف الوادي قال أبو سفيان ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة!
ولبرهة نظر إليه حامل اللواء سعد بن عبادة وصرخ في وجهه: اليوم يوم الملحمة اليوم أذل الله قريشاً!!!
ومع أن كلام سعد هو أقل ما يمكن أن يقال على مشارف حرب طاحنة توشك أن تندلع، تذكيها رغبة عارمة للقصاص من مظالم رهيبة ارتكبتها قريش وقد حان يوم القصاص ويوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم!
ولكن أبا سفيان شكا ذلك للنبي الكريم،

ولم يبطئ رسول الله في اتخاذ موقف الحكمة والبصيرة وأخذ اللواء من يد سعد وعزله وعين مكانه ولده قيس بن سعد وقال:
بل اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشاً، وأمر أن لا يراق بمكة قطرة دم، وأعلن أنه يوم السلام العالمي على الرغم من حضور أسبابه التي كانت كفيلة بجعله يوم القصاص العالمي الرهيب.
وحين قاموا بين يديه مقام الذليل من العزيز سألهم بثقة وصراحة: ما تظنون أني فاعل بكم؟؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم! قال اذهبوا فأنتم الطلقاء،
لم يكن ملوماً لو أعمل السيف في رقابهم، فقد كان قصاصاً وعدلاً، فهناك دماء كثيرة أراقها بغير حق هؤلاء التعساء الذين كانوا ينتظرون حكم العدل، ولكنه يوم العفو والمرحمة، واختار النبي الأعظم أن يقول فيه كلمة الحب والرحمة
لقد جاءهم بها انتصار الدنيا وعز الآخرة، أراد أن يقول للعالم من ليس له إلى أهله خير فليس يرجى لخير أبداً، ومن حسنت سيرته في آله حسنت سيرته في الخالدين وكذلك كان.

Related posts

د.محمد حبش-عبادة القوة 12/12/2016

drmohammad

نظام الحكم في الإسلام

drmohammad

د.محمد حبش- الصراع السني الشيعي… حلول ثورية…18/6/2016

drmohammad

Leave a Comment